Forbes Middle East (Arabic)

جناح الاستدامة في «إكسبو 2020» مهمة عالمية نحو التغيير

-

لا شك أن تحقيق التنمية الشاملة من أهم أهداف معرض «إكسبو 2020» ذلك الحدث الأكبر الذي يجرى تنظيمه ليجسد المعايير الذهبية لسبل المعيشة المستدامة. وقد كُلفت عائشة المرزوقي، مساعد مدير عمليات الاستدامة، وجون بول، مدير جناح الاستدامة بمهمة رواية هذه القصة لتظل باقية إلى الأبد.

بقلم: جميلة غاندي

تصدرت ظاهرة التغيير المناخي العديد من النقاشات العالمية في العام الماضي، بما فيها تلك التي شارك فيها القادة السياسيون ورواد الأعمال إلى جانب الأثرياء والناشطين والمشاهير. وفي ضوء ذلك، يستعد منظمو فعاليات أكبر حدث في الشرق الأوسط على الإطلاق «إكسبو 2020» لدعم ابتكارات الاستدامة التي من شأنها تعزيز تقدم البشرية على مدار 50 عاماً مقبلة.

تقول عائشة المرزوقي، مساعد مدير عمليات الاستدامة: «تتمثل رؤيتنا في تقديم واحدة من النسخ الأكثر استدامة في تاريخ معرض إكسبو العالمي الذي يمتد حتى 160 عاماً. وقد أُعدت استراتيجيت­نا لتحقيق ذلك عبر الامتثال للمعايير الدولية مثل: أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ورؤية الإمارات 2021، وخطة دبي 2021».

في حين تتمثل أهداف الاستدامة واسعة النطاق من خلال المعرض في «تيرّا» جناح الاستدامة الذي يشغل نحو 25 ألف متر مربع من مساحة المعرض التي تمتد إلى 4.38 كيلو متر مربع. بينما صمم الجناح ليتخذ شكل شجرة الغاف، الشجرة الوطنية للإمارات العربية المتحدة، وبما يمكنه من استيعاب عدد كبير من الزوار يصل إلى 30 ألف زائر يومياً، فضلاً عن توليده طاقة إنتاجية بنحو 4 جيجا وات سنوياً، أي ما يكفي لشحن أكثر من 890 ألف هاتف محمول.

وسعياً لتحقيق أعلى معايير العمارة المستدامة عبر الحصول على شهادة الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة البلاتينية LEED( Platinum) صممت شركة ‪Grimshaw Architects(‬ ) المبنى ليكون بناء «صفر الطاقة» فيما يتعلق بمدى تحسين كفاءة استهلاك الطاقة والمياه. كما يضم المبنى أكثر من 1,050 لوحة شمسية، تمتد على سقف الجناح البالغة مساحته130 مترًا. وتوّلد المنشأة أيضاً مياهها الخاصة عبر تقنية تستخرج الرطوبة من الهواء الخارجي، ثم تعيدها مرة أخرى إلى نظام المنشأة. كذلك تسهم الطاقة الشمسية في تعقيم المياه وتطهيرها من الملوثات الدقيقة لتصبح صالحة للاستهلاك.

فيما سيقدم جناح الاستدامة رسالة طموحة بشأن العالم الطبيعي، عبر تزويد الزوار بالمعلومات بشأن الاستهلاك البشري والاستراتي­جيات الموضوعة لعيش حياة مستدامة في المستقبل. إلا أن صياغة هذه القصة لم تخلُ من التحديات. يقول جون بول، مدير جناح الاستدامة موضحاً ذلك: «عملية تغيير المناخ قد تبدو مخيفة ومحبطة، إذا لم تُعرض بطريقة صحيحة. وقد كان من أكبر مخاوفنا هو أن ينظر إلينا الناس بوصفنا واعظين أو سلبيين». لهذا فإن رواية القصة يتعين عليها أن تُمكّن الزوار من اتخاذ قرارات أفضل، وأن يتمتعوا بمنظور أكثر إيجابية تجاه العالم من حولهم. وفي السياق ذاته، ساعد الخبراء أيضاً من مركز ‪Stockholm Resilience Centre(‬ ) ومشروع ‪Eden Project(‬ ) الفريق على ضمان دقة المعلومات جميعها من الناحية العلمية، كما طبق الأكاديميو­ن تقنيات علم النفس البشري مثل: «مفهوم التحفيز» للتواصل مع الزوار.

وكانت ثمرة تلك الجهود كلها، مجموعة من التجارب الحسية الممتعة والمستلهمة بفكرة يألفها الناس حول العالم، وهي: الحكايات الخرافية. ومن خلال محاكاة الممالك التقليدية في الحكايات الخرافية، تعرض «تيرّا» عبر 14 تجربة يختبرها زوار الجناح، سحر الطبيعة وجمالها، من خلال تقديم البيئات الطبيعية التي قد تبدو غير عادية إلا أنها حقيقية. كما صممت الرحلة التي تبلغ مدتها نحو 45 دقيقة في الجناح، بهدف التواصل مع الزوار من جميع الأعمار عبر رسائل خفية ذات مستويات عديدة، تشجعهم على إعادة التفكير في علاقاتهم المتأصلة مع الطبيعة.

بالإضافة إلى أن التجارب المختلفة في هذه الرحلة الخيالية، صُممت لتنقل الزوار إلى حيث لم يذهبوا من قبل، وكي تمكنهم من اكتشاف العلاقات التكافلية الكامنة في الطبيعة. مثلًا: عبر النزول تحت الأرض حيث شبكة الجذور الخضراء في الجناح المصمم على شكل شجرة كبيرة، سيكتشف الزوار الشبكة الخضراء واسعة النطاق Wood( ‪Wide Web‬ ) وسيتعرفون إلى كيفية نمو الأشجار وتواصلها وتقاسمها الموارد بعضها مع بعض، وكيف تحمي نفسها وغيرها من الأشجار.

وفي تجربة تفاعلية أخرى، سيستطيع المشاركون مقابلة Gnasher() وهي آلة استهلاكية كبيرة تظهر كيف يتم تدمير الموارد الطبيعية لتصنيع المنتجات الاستهلاكي­ة. إلى جانب هذه القصص الساحرة، يؤكد بول على أن «تيرّا» تهدف إلى مساعدة الزوار على إدراك مدى تحكمهم في استجابتهم للتحديات البيئية في الحياة الواقعية. كما يحرص «معرض إكسبو 2020» أيضاً على تثقيف الأفراد وتوعيتهم بشأن الإطار الأوسع نطاقًا الذي يشمل المنافع الاجتماعية والاقتصادي­ة الناتجة عن اختيار القرارات المنسجمة مع الاستدامة.

وهذا ما تهدف إليه المرحلة الأخيرة من رحلة «تيرّا» التي تحمل اسم «مختبر قيم المستقبل»؛ حيث تأخذ الزوار في جولة عبر معرض من التراكيب ثلاثية الأبعاد التي تشمل نماذج عالمية. وبهذا لم تنجح في مواجهة التحديات البيئية فقط، بل سلطت الضوء أيضاً على المنافع الاجتماعية والاقتصادي­ة. وقد وقع الاختيار على هذه النماذج دون غيرها لبث الأمل في نفوس الزوار.

يوضح بول: «يكمن جمال المعرض في كونه موجهاً للأفراد بشكل شخصي؛ فكانت أولويتنا أثناء تطوير هذه التجارب تتمثل في إيجاد الطريقة التي نستطيع من خلالها التأثير بأقصى قدر ممكن على كل فرد بعينه ممن يزورون «تيرّا»، إلى جانب منحهم تجربة عاطفية لا تنسى».

وعلى الرغم من أن فعاليات «إكسبو 2020»

 ??  ?? «تيرّا» جناح الاستدامة في ‪EXPO 2020‬
«تيرّا» جناح الاستدامة في ‪EXPO 2020‬

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates