Future Studies

خامسا: المعوقات اإلدراكية لدراسة المستقبل

-

ترتبــط معضلــة التنبــؤ يف العلــوم السياســية بالقصــور اإلدرايك للمتخصصــن يف مواجهــة التدفقــات الهائلـة مـن املعلومـات التـي تتفـاوت يف مـدى دقتهـا وتعبرهـا عـن الواقـع، ويتسـبب ذلـك يف وجـود فجــوة واســعة بــن التحليــال­ت السياســية والتطــورا­ت الواقعيــة، بحيــث تصبــح توقعاتهــم أقــرب إىل حـدس شـخيص أكـرث مـن كونهـا تحليـالً متامسـكاً ملعطيـات واقعيـة.

ويسـتدل عـى ذلـك بأنـه يف يوليـو 2009 تقدمـت مجموعـة مـن الخـراء االقتصادين والدسـتوري­ن بخطـاب مللكـة بريطانيـا للتحذيـر مـن تـدين مسـتويات الخيـال الجامعـي ‪)Collective Imaginatio­n(‬ لـدى النخـب يف بريطانيـا، مـام يحـد مـن قدراتهـم عـى التكيـف مـع التحـوالت املفاجئـة(65). وبشكل موجز ميكن تناول أهم املعوقات اإلدراكية للتحليل السيايس والتوقع يف اآليت: -1 مرجعيـة الخـرات السـابقة: يعتمـد املحللـون يف مواجهـة التحـوالت املفاجئـة عـى عقـد مقاربـات إدراكيــة بــن التطــورات الراهنــة وبــن الســوابق املاضيــة للظواهــر، يف محاولــة للتنبــؤ باملســارا­ت املتوقعــة للظواهــر، واالدعــاء بــأن التشــابه يف الســياقات واملعطيــا­ت بــن أحــداث ماضيــة والوضــع الراهــن ســيؤدي للتشــابه يف النتائــج.

وهـذا التامثـل االفـرايض بـن املـايض والحـارض يدفـع بعـض املحللـن لالدعـاء بيقينيـة وحتميـة توقعاتهـم املسـتقبلي­ة(75)، ولكـن عـادًة مـا تثبـت تطـورات األحـداث عـدم دقـة هـذه التوقعـات بسـبب إغفالهـا تفـرد وخصوصيـة الحـدث الراهـن واختالفـه عـن السـوابق التاريخيـة عـى الرغـم مـن التشـابه يف السـياقات.

وعـى سـبيل املثـال، رجحـت دراسـات متعـددة حتميـة تفجـر الـراع بـن الواليـات املتحـدة والقـوى الدوليـة الصاعـدة خاصـة الصـن، اعتـامداً عـى الخـرات الدوليـة لتحـوالت توزيـع القـوة يف النظـام الـدويل وتسـبب هـذه التغـرات يف حـدوث صـدام بـن القـوى املهيمنـة والقـوى الصاعـدة، ووصلـت هـذه التوقعـات ألوجهـا عقـب وصـول املحافظـن الجـدد للسـلطة يف الواليـات املتحـدة بعـد عـام 2000 وتصنيــف الصــن باعتبارهــ­ا “منافســاً اســراتيجي­اً” للواليــات املتحــدة، والتوتــر الــذي أعقــب صــدام طائـرة تجسـس أمريكيـة مـع طائـرة حربيـة صينيـة فـوق جزيـرة هاينـان يف أبريـل .)58(2001

بيــد أن هــذا الــراع املتوقــع بــن الواليــات املتحــدة والصــن مل ينشــب يف ظــل تبنــي الصــن اسـراتيجية الصعـود السـلمي وعقيـدة الدفـاع النشـط عسـكرياً وتركيزهـا عـى محيطهـا اإلقليمـي يف جنـوب رشق آسـيا والتمـدد البطـيء والتدريجـي عامليـاً وتفضيـل التفاعـالت االقتصاديـ­ة عـى االنخـراط عسـكرياً يف بـؤر التوتـرات العامليـة، باإلضافـة إىل تطويـر االعتـامد املتبـادل بـن الدولتـن اقتصاديــاً لتحجيــم احتــامالت تفجــر الراعــات(95)، وهــو مــا أثبــت أن التعــارض يف املصالــح قــد ال يــؤدي يف كل األحــوال لتفجــر الراعــات الدوليــة. -2 االنتقائيـ­ة اإلدراكيـة للمعلومـات: يتبـع املتخصصـون نهجـاً انتقائيـاً يف متابعـة الواقـع نتيجـًة للتدفقـات الضخمـة للمعلومـات والعجز عــن مالحقــة التحــوالت والتغــرات الرسيعــة للواقــع، حيــث يتــم الركيــز عــى املعطيــات الواقعيــة األكــرث أهميــة مــن وجهــة نظــر املحللـن لبنـاء تحليـالت تقـوم عـى تقييمهـم الـذايت لألحـداث، وهـو مـا يتسـبب يف إغفال تفاصيــل مهمــة تؤثــر عــى دقــة التحليــال­ت السياسـية. كـام يسـعى املحللـون للوصـول إىل نقـاط ثبــات يف مسـار التطــورات، وهــو مــا يدفعهـم لوقـف تدفـق املعلومـات تحكميـاً عـن لحظـة معينـة، واالعتـامد عـى خراتهـم السـابقة ومهاراتهـم الذاتيـة يف تحليـل املواقـف، مـام يتسـبب يف االنفصـال بـن الواقـع والتحليـل(06).

ومـن ذلـك، مثـالً، أن وسـائل اإلعـالم األمريكيـة رصـدت خـالل العامـن السـابقن عـى االنتخابـا­ت الرئاسـية 2016 عـدداً كبـراً مـن التوقعـات الخاطئـة حـول املرشـحن وفـرص فـوز كل منهـم خـالل الفـرة مـن ينايـر 2014 حتـى يونيـو ،2015 وقـدم بعضهـا متخصصون أكادمييـون يف دراسـة االنتخابات بنـاء عـى معطيـات جزئيـة متغـرة وال متثـل اتجاهـات قابلـة للتعميـم. ومتثلـت أهـم هـذه التوقعـات الخاطئـة يف ترجيـح خـوض نائـب الرئيـس األمريـيك “جوزيـف بايـدن” أو السـيناتور “إليزابيـث وارن” لالنتخابـا­ت الرئاسـية عـن الحـزب الدميقراطـ­ي وتوقـع خـوض املرشـح الرئـايس السـابق “ميـت رومني” لالنتخابـا­ت الرئاسـية عـن الحـزب الجمهـوري.

كـام رجحـت التوقعـات الخاطئـة عـدم خـوض “دونالـد ترامـب” االنتخابـا­ت الرئاسـية أو خسـارته

لالنتخابـا­ت التمهيديـة، وحينـام حسـم “ترامـب” االنتخابـا­ت التمهيديـة توقـع أغلـب املحللـن خسـارته لالنتخابــ­ات أو انســحابه ألســباب تتعلــق بتريحاتــه العدائيــة تجــاه العســكرين املتقاعديـ­ـن وأجهــزة االسـتخبار­ات واملامرسـا­ت غـر األخالقيـة بحـق السـيدات(16). -3 افراضـات االختيـار العقـالين: يعتمـد املحللـون عـى منـاذج تقليديـة لتوقـع السـلوك السـيايس لألفـراد واملؤسسـات، مـن بينهـا منـوذج االختيـار الرشـيد الـذي يقـوم عـى افـراض ضمنـي أن األفـراد يقومـون بتحليـل التكاليـف والعوائـد املرتبـة عـى قراراتهـم، واختيـار البدائـل األقـل يف التكلفـة واألعى يف العائـد.

وتتسـبب هـذه االفراضـات الضمنيـة يف عـدم دقـة التوقعـات التـي يتبناهـا املحللـون، إذ يتحكـم يف السـلوك السـيايس مجموعـة ضخمـة مـن العوامـل واألبعـاد املاديـة وغـر املاديـة، قـد يتسـم بعضهـا بالالعقالن­يـة والغمـوض وفـق التفسـرات املنطقيـة التقليديـة(26). فعـى سـبيل املثـال، قـد تكـون دوافـع اختيـارات الناخبـن التصويـت العقـايب ضـد مرشـح معـن، أو الغضـب تجـاه النظـام السـيايس الـذي ال يحقـق تطلعاتهـم، أو مجـرد الرغبـة يف كـرس رتابـة الوضـع الراهـن، والخـروج عـن املألـوف يف النظـام السـيايس.

وعـى الرغـم مـن أن البديـل الـذي تختـاره األغلبيـة قـد يكـون األقـل كفـاءة وفـق كافـة املعايـر املنطقيــة، فــإن التطلــع للتغيــر، والســخط عــى الواقــع الســيايس، والرغبــة يف الثــورة عــى الوضــع الراهـن، أو مجـرد السـخرية مـن السياسـات النخبويـة، قـد تكـون دوافـع كافيـة لتريـر هـذا االختيـار مـن وجهـة نظـر األفـراد.

ولقـد أدى تصاعـد النزعـة الفرديـة يف املجتمعـات )Individual­ism( لتزايـد أهميـة العوامل النفسـية واإلدراكيـ­ـة يف تشــكيل تفضيــالت األفــراد ورؤيتهــم للواقــع، ففــي كتابهــا املعنــون “ملكيــة الخــوف” والصـادر عـام ،2018 تؤكـد مارثـا نوسـباوم أن العاطفـة أصبحـت املحـرك األسـايس لقـرارات األفـراد فيـام يتعلـق بالسياسـة باملقارنـة براجـع تأثـر الحقيقـة عـى التوجهـات السياسـية لألفـراد.

وتؤكـد الكاتبـة أن هيمنـة الخـوف عـى املجتمـع األمريـيك نتيجـة لتداعيـات العوملـة االقتصاديـ­ة أدت لتصاعـد توجهـات الكراهيـة والغضـب لـدى قطاعـات مجتمعيـة واسـعة وهـو مـا تطـور الحقـاً إىل اتهـام اآلخـر والرغبـة يف االنتقـام منـه، سـواًء كان مـن املهاجريـن أو األقليـات أو النخـب السياسـية والثقافيـة، وهـو مـا حفـز التصويـت العقـايب ضـد التيـارات السـائدة، مـام أدى النتخـاب ترامـب ومرشـحن مـن خـارج النخـب السياسـية التقليديـة والتيـارات السـائدة(36).

ويرتبـط تراجـع اعتبـارات العقالنيـة والرشـادة بظاهـرة األخبـار الكاذبـة واملعلومـا­ت املضللـة التـي تزايـدت حدتهـا نتيجـة للتقـدم يف تقنيـات صياغـة املحتـوى عر وسـائل التواصـل االجتامعـي، باإلضافة لتوظيــف حــزم البيانــات الضخمــة ‪)Big Data(‬ يف صياغــة معلومــات مضللــة تتفــق مــع تفضيــالت األفـراد، ويسـتدل عـى ذلـك مبـا تـم الكشـف عنـه يف مـارس 2018 حـول تـورط رشكـة “كامريـدج أناليتيـكا” يف االسـتيالء عـى بيانـات ماليـن املسـتخدمن بوسـائل التواصـل االجتامعـي وتوظيفهـا يف تحليـل توجهـات الناخبـن وتصميـم حمـالت دعائيـة لدعـم الحمـالت االنتخابيـ­ة لرامـب واالنسـحاب الريطـاين مـن االتحـاد األورويب(46). -4 التشـبث بالوضـع الراهـن: يفضـل الخـراء التعامـل مـع الوضـع الراهـن باعتبـاره نقطـة انطـالق ثابتـة يف توقعاتهـم املسـتقبلي­ة، وهـو مـا يزيـد مـن معضلـة اإلنـكار لديهـم يف مواجهـة املـؤرشات األولية

لحـدوث تغيـر جـذري غـر مسـبوق يف الواقـع السـيايس، إذ تنشـأ بـن الخـراء والوضـع الراهـن حالـة مـن االرتبـاط اإليجـايب تقـوم عـى التفضيـل الشـخيص للأملـوف، والتخـوف مـن مخاطـر التغـرات املفاجئـة وغـر املتوقعـة(56).

وعــى الرغــم مــن وجــود بــوادر لالنحــدار االقتصــاد­ي يف الواليــات املتحــدة قبــل حــدوث أزمــة الرهـن العقـاري، فـإن تقديـرات الخـراء االقتصاديـ­ن اسـتبعدت حـدوث األزمـة، ففـي ديسـمر 2007 نـرت مجلـة “بيزنـس ويـك” الخريطـة السـنوية للتوقعـات االقتصاديـ­ة التـي تقـوم عـى اسـتطالع آراء 54 خبـراً اقتصاديـاً حـول توقعاتهـم لالتجاهـات املسـتقبلي­ة الصاعـدة يف االقتصـاد األمريـيك، ومتثلـت املفارقـة يف إجـامع كافـة الخـراء عـى اسـتبعاد حـدوث تراجـع حـاد يف النمـو االقتصـادي وأن أسـوأ السـيناريو­هات ترجـح حـدوث تباطـؤ اقتصـادي(66)، وهـو مـا يتعـارض مـع املـؤرشات األوليـة لألزمـة املاليـة العامليـة التـي بلغـت أوجهـا يف عـام .2008

وينطبــق األمــر ذاتــه عــى التقديــرا­ت “اليقينيــة” مــن جانــب الخــراء واملحللــن األمريكيــ­ن حــول فــوز املرشــحة الدميقراطي­ــة للرئاســة “هيــالري كلينتــون” يف مواجهــة “ترامــب”، حيــث دفعــت التفضيــال­ت السياســية والخــوف مــن الســيناري­وهات البديلــة التــي تنطــوي عــى قــدٍر كبــٍر مــن عــدم اليقــن إىل صعــود أمنـاط التفكـر بالتمنـي ‪Wishful Think΀(‬ )ing بـن املحللـن األمريكيـن(76)، وبالتبعية أدى اعتــامد بعــض املحللــن والخــراء األجانــب عــى اقتبــاس وإعــادة إنتــاج آراء وأفــكار املحللــن األمريكيــ­ن لالنتشــار الرسيــع للتوقعــات غــر الدقيقــة. -5 غيــاب التصحيــح الــذايت: يــؤدي االفتقـاد آلليـات املسـاءلة إىل تجـاوز الخـراء واملتخصصـن العتبـارات التحـوط األكادميـي Academ΀( ‪)ic Hedging‬ وإطـالق توقعـات تسـتند للحـدس الشـخيص ‪)Personal Gut(‬ واتبـاع نهـج دفاعـي Ad΀( )vocacy لتريـر التحليـالت حتـى يف حـال مخالفتهـا للواقـع. ونتيجـة للطلـب املتصاعـد عـى التحليـالت السياسـية مـن جانـب وسـائل اإلعـالم ومراكـز التفكـر وهيمنـة التفكـر قصـر األمـد عـى جمهـور املتابعــن، فــإن التوقعــات الخاطئــة عــادة ال تتبعهــا مراجعــة ملصداقيــة املتخصصــن.

ويف هـذا اإلطـار، أورد “دان جاردنـر” يف كتابـه “ثرثـرة املسـتقبل: ملـاذا تفشـل توقعـات الخـراء؟” تجربــة قــام بهـا “فيليـب تتلــوك” املتخصــص يف علــم النفــس الســيايس يف عــام 1984 حينــام قــام باسـتطالع آراء حـوايل 284 خبـراً وأكادمييـاً وعـامل اقتصـاد وباحثاً يف مراكـز التفكر حـول االتجاهات االقتصاديـ­ة والسياسـية التـي سـتحكم املسـتقبل، ثـم قـام بتقييـم مـدى دقـة هـذه التوقعـات بعـد 20 عامــاً، وكانــت املفاجــأة أن الغالبيــة العظمــى مــن هــذه التوقعــات مل تقــرب نهائيــاً مــن التحــوالت الواقعيـة التـي حدثـت خـالل هـذه الفـرة، وكانـت أغلـب توقعـات الخـراء مبنزلـة “تسـديد عشـوايئ للسـهام يف الفـراغ” نتيجـة تشـبثهم بالوضـع الراهـن يف توقعاتهـم.

ولكـن النتيجـة األهـم لهـذه التجربـة متثلـت يف رد فعـل الخـراء حـول إخفـاق توقعاتهـم، حيـث اتجـه أغلبهـم إىل تريـر اختياراتـه باعتبارهـا صحيحـة أو محاولـة إعـادة تأويلهـا لتبـدو أكـرث قربـاً مـام حـدث يف الواقـع، واتجـه بعضهـم للدخـول يف سـجاالت جدليـة حـول مـدى التطابـق بـن توقعاتهـم ومـا شـهده الواقـع فعليـاً مـن دون االعـراف بخطـأ توقعاتهـم، مـام يعكـس تـدين مسـتويات التواضـع لـدى الخـراء يف متابعـة الواقـع(86). -6 املتابعـة غـر املبـارشة: تعتمـد أغلـب التحليـالت والتوقعـات عـى متابعـة مصـادر املعلومـات مفتوحة املصــدر، ووســائل اإلعــالم، وجميعهــا مصــادر غــر مبـارشة للمعلومــا­ت. وقــد تتســم هـذه املعلومــا­ت بكونهـا مجتـزأة ومشـوهة ومغلوطـة، وال تعكـس تعقيـدات التحـوالت الواقعيـة. ويف املقابـل فـإن مثـة صعوبـات عديـدة تقـف أمـام املتابعـة الدقيقـة، حيـث تتطلـب املعايشـة امليدانيـة لألحـداث، واالعتـامد عـى مصـادر مبـارشة للمعلومـات، باإلضافـة إىل تجنـب التعميـم بنـاء عـى املالحظـة امليدانيـة الجزئيـة للظاهـرة.

وعـى الرغـم مـن ثـورة االتصـاالت واملعلومـا­ت وصعـود اإلعـالم البديـل واملنصـات غـر التقليديـة التــي تنقــل األحــداث لحظيــاً مــن أكــرث مــن زاويــة، فــإن املتابعــة غــر املبــارشة التــزال مــن أهــم عوائــق التوصــل لتحليــالت دقيقــة للتحــوالت املفاجئــة، فعقــب تفجــر احتجاجــات ميــدان تقســيم يف تركيـا يف مايـو 2013 تـرددت تحليـالت متعـددة حـول بدايـة “ربيـع تـريك” سـيتبعه سـقوط حكـم حـزب العدالـة والتنميـة(96)، وتكـررت التحليـالت ذاتهـا عقـب فقـدان حـزب العدالـة والتنميـة لألغلبيـة املطلقـة يف االنتخابـا­ت التريعيـة يف يونيـو 2015 والجـدل حـول احتـامالت تشـكيل حكومـة ائتالفيـة تركيـة وتقديـم تنـازالت للمعارضـة(07)، وهـو مـا جعـل أغلـب املحللـن يخفقـون يف توقـع اتجـاه الحـزب إلعـادة االنتخابـا­ت واسـتعادة األغلبيـة يف جولـة نوفمـر .2015

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates