رابعا: إشكاليات استيعاب التحوالت السريعة للواقع
عـى مـدار العقـد املـايض كانـت حركـة الواقـع أرسع بكثـر مـن قـدرة الخـراء واملحللـن عـى املالحقة والتتبـع، إذ مل تعـد التحـوالت الواقعيـة قابلـة للتوقـع باسـتخدام األدوات العلميـة واملامرسـات العمليـة والخـرات السـائدة كافـة يف العلـوم االجتامعيـة، يف ظـل التغـر املتواصـل والتعقيـدات املتداخلـة وتعدد الفاعلــن وحالــة الغمــوض وعــدم اليقــن واالضطــراب، فكلهــا أمــور باتــت متغــرات فعليــة تحيــط مبختلـف الظواهـر الصاعـدة يف العـامل. وميكـن يف هـذا اإلطـار تنـاول أبرزهـا فيـام يـي: -1 تشـابك األبعـاد والتفاعـالت: تتسـم التحـوالت الصاعـدة يف العـامل بالتعـدد الالنهـايئ ألبعادهـا وعنارصهـا بصـورة غـر قابلـة لالسـتيعاب، مـع تداخـل هـذه العنارص عضويـاً، وعـدم إمكانيـة إخضاعها للفصـل التحكمـي لدراسـتها، أو تثبيـت بعـض العوامـل ملالحظـة التغـر يف العوامـل األخـرى، وهـو مـا يرتبـط بوجـود شـبكات معقـدة مـن التفاعـالت تحكـم تطـور هـذه الظواهـر(54).
وعـى سـبيل املثـال، مل يتمكـن املتخصصـون يف دراسـات الـراع مـن التوصـل للعامـل األسـايس الـذي تسـبب يف تفجـر الـراع األهـي يف سـوريا يف عـام ،2011 وتعـددت األطروحـات التفسـرية بـن الركيـز عـى االنقسـامات املذهبيـة وسياسـات التهميـش واالسـتبعاد السـيايس لألقليـات، والعنـف الســيايس يف التعامــل مــع االحتجاجــات وتصــدع مؤسســات الدولــة السياســية واألمنيــة والتدخــل الخارجـي وتأثـرات االنتشـار وترابـط املحـاكاة الـذي يقـوم عـى انتقـال االنتفاضـات الشـعبية مـن دولـة ألخـرى مجـاورة يف اإلقليـم الواحـد نتيجـة تأثـر بعـض القطاعـات املجتمعيـة بهـذه األحـداث(64). وطـرح آخـرون رؤى أكـرث تعقيـداً مثـل “جـون وتربـري” يف دراسـة “االقتصـاد السـيايس للمنـاخ يف املنطقـة العربيـة”، حيـث فـرست تفجـر الـراع األهـي مبوجـات الجفـاف السـابقة عــى عــام 2011 التــي تســببت يف تدمــر األرايض الزراعيــة يف رشق ســوريا، مــام تســبب يف موجــات نــزوح ســكاين مــن الريــف للحــرض أدت بدورهــا النتشــار أحزمـة مـن التجمعـات العشـوائية الطرفيـة التــي تحيــط باملــدن الكــرى، مثــل حــامة وحمـص ودرعـا، وهـو مـا أسـهم يف تفجـر الـراع يف سـوريا عقـب اسـتخدام نظـام األســد للقــوة العســكرية ضدهــم(74). -2 تداخــل املســارات الزمنيــة: تتســم الظواهــر السياســية املعقــدة بتجــاوز التصنيفــات الزمنيــة التقليديــة، حيــث تتداخـل مسـارات املـايض والحـارض بصورة غـر قابلـة لتحديد نطاقـات زمنيـة للظواهر أو نقـاط بدايـة ونهايـة زمنيـة محـددة، مـام يزيـد مـن عجـز املحللـن عـى تتبـع تطـور الظواهــر والرابــط الزمنــي فيــام بينهــا، حيــث يــؤدي التغــر املتواصــل للظواهــر املعقــدة والتداخــل يف أبعادهــا واالنفتــاح الدائـم عـى السـياقات املحيطـة إىل عـدم إمكانيــة التنبــؤ باالتجاهــات القادمــة(84). وعـى سـبيل املثـال، فإنـه ال ميكـن التعبـر عـن التدخـل العسـكري الـرويس يف أوكرانيـا بنقطـة زمنيــة واحــدة، مثــل اســتيالء روســيا عــى شــبه جزيــرة القــرم يف فرايــر 2014 أو الدعــم الــرويس للحــركات االنفصاليــة يف جمهوريتــي دونيتســك ولوجانســك يف رشق أوكرانيــا يف مايــو ،2014 وإمنــا يرتبـط بسياسـات متـدد حلـف شـامل األطلـي “الناتـو” يف رشق أوروبـا لتطويـق روسـيا ونـر الـدرع الصاروخيــة األمريكيــة يف دول الجــوار املبــارش لروســيا، وقبلهــا الثــورة الرتقاليــة يف أوكرانيــا يف عـام 2004 التـي أطاحـت بالنظـام الحاكـم املـوايل ملوسـكو، والتدخـل العسـكري الـرويس يف أوسـيتيا الجنوبيـة يف جورجيـا يف عـام ،2008 وتطويـر روسـيا اسـراتيجية الحـرب الهجينـة )Hybrid Warfare( يف مواجهـة الـدول املواليـة للغـرب.
وال يـؤدي انقضـاء أزمـة معينـة إىل انتهـاء آثارهـا بصـورة كليـة، إذ تظـل جذورهـا كامنـة بانتظـار محفـزات جديـدة تـؤدي إىل تفجرهـا مـن جديـد بصـورة أكـرث حـدة، فمثـالً ال ميكـن اعتبـار الراجـع النسـبي لنشـاط بعـض التنظيـامت اإلرهابيـة مثـل تنظيـم القاعـدة يف فـرة معينـة مـؤرشاً عـى انتهـاء التنظيـم يف ظـل احتـامالت صعـود تنظيـامت أكـرث عنفـاً، مثـل تنظيـم “داعـش” الـذي تصـدر املشـهد اإلقليمــي بعــد ســيطرته عــى مســاحات واســعة مــن ســوريا والعــراق بــن عامــي 2013 .2015و ويف السـياق ذاتـه، جـاء انحسـار تنظيـم “داعـش” يف معاقلـه الرئيسـية مقرنـاً بتصاعـد الزخـم يف عمليـات التنظيـامت اإلرهابيـة املحليـة يف شـامل أفريقيـا والصومـال واليمـن. -3 تعقـد عالقـات االرتبـاط :)Complex Correlations( تتسـم الظواهـر املعقـدة بعـدم وجود عالقات خطيـة واضحـة بـن األسـباب والنتائـج، كـام أن التفسـرات املطروحـة للظواهـر عـادًة مـا تكـون مجـرد اجتهـادات منطقيـة مـن جانـب املحللـن أكـرث منهـا عالقـات ارتباطيـة واقعيـة بـن األسـباب والنتائـج، فقـد تتسـبب أحـداث محـدودة يف بقـاع بعيـدة مـن العـامل يف تفجـر موجـات متتابعـة مـن التغيـرات يف مناطـق أخـرى بعيـدة جغرافيـا فيـام يطلـق عليـه أثـر الفراشـة Effect( .)49(ا)Butterfly
ويف هـذا السـياق، تـؤدي بعـض األحـداث إىل حـدوث تداعيـات غـر مقصـودة وممتـدة Unin-( )tended Consequences ومــن أهــم األمثلــة عــى التفاعــالت غــر الخطيــة )Non Linear( التــي رصدتهـا األدبيـات االرتبـاط بـن اتفاقيـة سـايكس بيكـو املوقعـة يف عـام 1916 وبـن تفجـر الراعـات الطائفيـة يف منطقـة الـرق األوسـط، فعـى الرغـم مـن أن االتفاقيـة كانـت مجـرد ترتيبـات اسـتعامرية هدفهــا تقاســم نطاقــات نفــوذ اإلمراطوريــة العثامنيــة بــن بريطانيــا وفرنســا، فإنهــا تســببت يف تفجـر االحتقـان الطائفـي واملذهبـي وموجـات الراعـات يف الـرق األوسـط(05).
وينطبــق األمــر ذاتــه عــى عالقــات االرتبــاط بــن تغــرات متباعــدة زمنيــاً وجغرافيــاً، مثــل االرتبــاط بــن تحــوالت عامليــة وإقليميــة مــن جانـب، وتفجـر الثـورات العربيـة عـام 2011 مـن جانـب آخـر، حيـث تفـرس األدبيـات تفجـر الثـورات بالتغـرات اإلقليميـة والعامليـة التـي أعقبـت بهجـامت 11 سـبتمر 2001 يف الواليـات املتحـدة والغـزو األمريـيك للعـراق يف عـام 2003 مثـل خـرة الثـورات امللونـة يف رشق أوروبـا يف عـام ،2004 وتشـكل الحــركات االجتامعيــة الجديــدة يف أمريــكا الالتينيــة(15).
وميكــن توظيــف املنظــورات ذاتهــا يف تفســر الــراع يف دارفــور بالســودان، حيــث أدى التغــر املناخـي واالحتبـاس الحـراري بسـبب التلـوث البيئـي عامليـاً إىل انخفـاض معـدل سـقوط األمطـار بنسـبة %30 وارتفــاع متوســط درجــات الحــرارة الســنوي مبعــدل 1.5 درجــة وتراجــع اإلنتــاج الزراعــي يف دارفــور بنســبة ،%70 مــام ســبب تفجــر الــراع بــن القبائــل الرعويــة والقبائــل العاملــة بالزراعــة نتيجـة الـراع عـى مراعـى املاشـية(25). -4 انعــدام اليقــن :)Radical Uncertainty( تعنــي حالــة عــدم اليقــن “عــدم القــدرة عــى تخيــل مســار التطــور والتغيــر يف العــامل”، وتنشــأ هــذه الحالــة نتيجــة عــدم توافــر املعلومــات عــن أبعــاد املواقـف، وعـدم وضـوح الفاعلـن املؤثريـن، وغيـاب األمنـاط املنتظمـة للتفاعـالت واآلليـات واملحفـزات والضوابـط التـي تحـدد سـلوك الفاعلـن، فضـالً عـن تسـارع التغـرات يف املواقـف وتعقـد أبعادهـا.
يف يوليــو 2009 تقدمــت مجموعــة مــن الخــراء االقتصاديــن والدســتورين بخطــاب مللكــة بريطانيـا للتحذيـر مـن تـدين مسـتويات الخيـال الجامعـي لـدى النخـب يف بريطانيـا، مـام يحـد مــن قدراتهــم عــى التكيــف مــع التحــوالت املفاجئـة بعـد إخفـاق األكادمييـن والخـراء يف اســترشاف األزمــة املاليــة العامليــة وتداعياتهــا.
وتقــع أغلــب التحــوالت السياســية واالجتامعيــة املعقــدة ضمــن فئــة التطــورات غــر املعروفــة )Unknown Unknowns( يف ظــل الســيولة والغمــوض وعوامــل املفاجــأة التــي تحيــط بتفجــر هــذه التحـوالت، وهـو مـا دفـع البعـض إىل إطـالق اسـم “عـر الالمتخيـل” عـى األوضـاع الراهنـة، حيـث أضحـت دول العـامل كافـة معرضـة ألحـداث مفاجئـة وغـر متوقعـة، مثـل: الهجـامت اإلرهابيـة الكـرى، والهجـامت العسـكرية مـن دول الجـوار، وانهيـار األسـواق العامليـة، والكـوارث الطبيعيـة، وتفجـر موجـات ضخمـة مـن االحتجاجـات السياسـية، أو حـاالت الفـوىض األمنيـة والراعـات الداخليـة املمتـدة(35).
ومل يكـن مـن املتوقـع أن تشـهد الواليـات املتحـدة هجـامت 11 سـبتمر حتـى حـدوث االصطـدام برجـي التجـارة العامليـن. ويف خضـم الثـورات العربيـة مل يكـن مـن املتوقـع سـقوط نظـم الحكـم يف تونـس ومـر وليبيـا واليمـن تحـت وطـأة االحتجاجـات الشـعبية. وعقـب نشـأة تنظيـم “داعـش” مل يكـن مـن املتوقـع أن يهيمـن التنظيـم عـى قطاعـات وأراٍض ممتـدة مـن سـوريا والعـراق.
ويف السـياق ذاتـه، مل تتمكـن املؤسسـات األمنيـة يف الـدول الغربيـة مـن اسـتيعاب هجامت “تشـاريل إيبـدو” يف فرنسـا والتصـدي للموجـة املمتـدة مـن الهجـامت اإلرهابيـة التـي شـهدتها فرنسـا وبلجيـكا وأملانيـا خـالل فـرة قصـرة ال تتجـاوز عامـن، وهـو مـا يؤكـد وجـود اختـالل يف عمليـات التغذيـة العكسـية لـدى مؤسسـات صنـع القـرار بسـبب عـدم القـدرة عـى اسـتيعاب الصدمـات املتتاليـة.
وينطبـق األمـر ذاتـه عـى التدخـل العسـكري الـرويس يف الـراع األهـي يف سـوريا الـذي كانـت بدايتـه يف 30 سـبتمر 2015 فقـد جـاء كتطـور مفاجـئ لألحـداث، كـام أن اسـتمراره لفـرة ممتـدة مل يكـن ضمـن توقعـات أٍي مـن املتابعـن الذيـن رجـح أغلبهـم انسـحاباً رسيعـاً لروسـيا عقـب تحقيـق بعـض األهـداف امليدانيـة بسـبب التكلفـة الضخمـة للتدخـل.
وتعـد التطـورات واألزمـات يف منطقـة الـرق األوسـط منوذجـاً عـى صعوبـات التنبـؤ واالسـتراف نتيجـة لحالـة االضطـراب والتغـرات الرسيعـة والتفجـر املفاجـئ لألزمـات، إذ تصاعـدت وتـرة التحوالت الكـرى املفاجئـة يف اإلقليـم منـذ تفجـر الثـورات العربيـة التـي تسـببت يف تفكيـك الثوابـت واملرتكـزات اإلقليميـة، وانحسـار أدوار بعـض الـدول املركزيـة بسـبب عـدم االسـتقرار الداخـي، وتصـدع نظـم الحكـم يف دول أخـرى، وتفجـر الراعـات الداخليـة يف سـوريا والعـراق واليمـن وليبيـا.
وميكـن اعتبـار التطـور الراكمـي للتحـوالت يف النظـام العـريب مبنزلـة “الزحـف الصامـت” لقـوى التغيـر الحـاد التـي بلغـت أوجهـا عقـب الثـورات العربيـة، ثـم تحولـت إىل واقـع جديـد للتفاعـالت اإلقليميـة، وأضحـى اإلقليـم ذاتـه مصنعـاً لألزمـات )Crisis Factory( التـي أصبحـت مهيـأة للتصعيـد وغــر قابلــة لالحتــواء الرسيــع، باإلضافــة إىل اتســاع نطــاق تداعياتهــا لتشــمل غالبيــة دول الــرق األوسـط، وهـو مـا يزيـد مـن اسـتعصاء التحـوالت يف اإلقليـم عـى الدراسـة االسـترافية. -5 اندمــاج الســياقات وغيــاب الحــدود الفاصلــة: ال ميكــن عــزل التطــورات واألحــداث الجاريــة عـن السـياقات املحيطـة، حيـث تتسـم الظواهـر املعقـدة بعـدم وجـود حواجـز أو حـدود فاصلـة بـن الســياقات املحيطــة، مــام يــؤدي إىل تدفــق املدخــالت بصــورة ضخمــة إىل منظومــات التفاعــالت.
ويعـد اندثـار الحـدود الفاصلـة بـن الداخـل والخـارج، وتصاعـد مسـتويات االنكشـاف املتبـادل بـن الــدول، مــن أهــم تجليــات االندمــاج العاملــي، ومــن ثــم أصبحــت أحــداث داخليــة يف بعــض الــدول تتسـبب يف موجـات عاتيـة مـن التحـوالت اإلقليميـة والدوليـة، مثـل: الثـورات العربيـة، واألزمـات املاليـة العامليـة، وتأثـرات تباطـؤ منـو االقتصـاد العاملـي عـى االسـتقرار الداخـي للـدول(45).
ولقــد أصبحــت تطــورات الواقــع تتســم بالتداخــل والتعقيــد يف أســبابها وتداعياتهــا واألطــراف املنخرطــة بهــا، فقــد يرتــب عــى هــذه األحــداث بعــض التداعيــات غــر املقصــودة؛ إذ ترتــب عــى إسـقاط تركيـا مقاتلـًة روسـية مـن طـراز “سـوخوي ”24 يف نوفمـر ،2015 تصعيـد بـن الدولتـن، حيـث قـررت روسـيا إيقـاف تدفقـات السـياحة الروسـية إىل تركيـا، وقطـع جميـع االتصـاالت العسـكرية مــع الجانــب الــريك، كــام نــرت روســيا منظومــات دفــاع صاروخــي متقدمــة يف ســوريا، وعــززت وجودهـا العسـكري، مـام أدى إىل تقويـة املوقـف امليـداين لنظـام األسـد يف مواجهـة الفصائـل املسـلحة الس ـورية.
وتكـرر املوقـف ذاتـه حينـام تسـببت إرسائيـل يف إسـقاط طائـرة روسـية مـن طـراز “إيـل – ”20 بصـاروخ سـوري للدفـاع الجـوي يف سـبتمر ،2018 حيـث قامـت موسـكو بتوريـد منظومـة “إس – ”300 للدفـاع الجـوي إىل سـوريا رداً عـى الحادثـة مـام قـد يـؤدي إىل تحجيـم وتقييـد الهجـامت الجويـة اإلرسائيليـة عـى سـوريا.
وينطبــق األمــر ذاتــه عــى التدخــل العســكري الــريك يف ســوريا يف أغســطس ،2016 حيــث كان الهــدف الرئيــي ألنقــرة هــو تطويــق متــدد األكــراد يف املناطــق الحدوديــة، وإعاقــة تأســيس كيــان كـردي يف سـوريا مشـابه إلقليـم كردسـتان العـراق؛ إال أن هـذا التدخـل دفـع الواليـات املتحـدة لزيـادة دعمهـا العسـكري لألكـراد، وتأسـيس تحالـف قـوات سـوريا الدميقراطيـة الـذي يضـم يف إطـاره وحدات حاميـة الشـعب الكرديـة، باإلضافـة إىل نـر قـوات أمريكيـة يف منبـج لـردع التدخـل العسـكري الـريك، مـام عرقـل تحقيـق أنقـرة ألهدافهـا، باإلضافـة إىل زيـادة تعقيـد األوضـاع امليدانيـة يف سـوريا(55).