أوال: تعريف الذكاء االصطناعي

قـام جـون مـكاريث )John McCarthy( امللقـب بـأيب الـذكاء االصطناعـي، بصـك هـذا املصطلـح يف عــام ،1956 ووفقــاً لــه، فــإن الــذكاء االصطناعــي هــو “علــم هندســة وإنشــاء آالت ذكيــة، وبصــورة خاصـة برامـج الكمبيوتـر”(1)، ويعنـي ذلـك أن الـذكاء االصطناعـي يركـز عـى تطويـر تقنيـات وتطبيقـات وأجهـزة قـادرة عـى التفكـر بالطريقـة نفسـها التـي يعمـل بهـا العقـل البـرشي، تتعلـم مثلـام نتعلـم، وتقـرر كـام نقـرر، وتتـرف كـام نتـرف.

وبهـذا املعنـى، فـإن الـذكاء االصطناعـي هـو عمليـة محـاكاة الـذكاء البـرشي عـرب أنظمـة الكمبيوتـر، فهــي محاولــة لتقليــد ســلوك البــرش ومنــط تفكرهــم وطريقــة اتخــاذ قراراتهــم، وتتــم مــن خــالل دراسـة سـلوك البـرش عـرب إجـراء تجـارب عـى ترفاتهـم ووضعهـم يف مواقـف معينـة ومراقبـة رد فعلهــم ومنــط تفكرهــم وتعاملهــم مــع هــذه املواقــف، ومــن ثــم محاولــة محــاكاة طريقــة التفكــر البرشيـة عـرب أنظمـة كمبيوتـر معقـدة.

وملـا كان الـذكاء االصطناعـي هـو أنظمـة كمبيوتـر تحـايك البـرش، فـإن هـذا ال يعنـي أن أي قطعـة برمجيـة تعمـل مـن خـالل خوارزميـة معينـة، وتقـوم مبهـام محـددة تعتـرب ذكاء اصطناعيـاً، فلـي نطلـق هـذا املصطلـح عـى نظـام كمبيوتـر البـد أن يكـون قـادراً عـى التعلـم وجمـع البيانـات وتحليلهـا واتخـاذ قـرارات بنـاء عـى عمليـة التحليـل هـذه، بصـورة تحـايك طريقـة تفكـر البـرش، وهـو مـا يعنـي توافـر

ثـاث صفـات رئيسـية، تتمثـل فيـا يـي(2):

الـذكاء االصطناعـي هـو عمليـة محـاكاة الـذكاء البـري عـر أنظمـة الكمبيوتـر، فهـي محاولـة لتقليـد سـلوك البر ومنـط تفكريهـم وطريقة اتخـاذ قراراتهـم، وتتـم مـن خـال دراسـة سـلوك البــر عــر إجــراء تجــارب عــى ترصفاتهــم ووضعهـم يف مواقـف معينـة ومراقبـة رد فعلهـم ومنــط تفكريهــم وتعاملهــم مــع هــذه املواقــف، ومــن ثــم محاولــة محــاكاة طريقــة التفكــري البريـة عـر أنظمـة كمبيوتـر معقـدة.

• القـدرة عـى التعلـم، أي اكتسـاب املعلومـات ووضـع قواعـد اسـتخدام هـذه املعلومـات.

• جمـع وتحليـل البيانـات واملعلومـات وخلـق عالقـات فيــام بينهــا، ويســاعد يف ذلــك االنتشــار املتزايــد للبيانــات الضخمــة .)Big Data(

• اتخـاذ قـرارات بنـاء عـى عمليـة تحليـل املعلومـات، وليـس فقـط مجـرد خوارزميـة تحقـق هدفـاً معينـاً.

ويف ضـوء مـا سـبق، فـإن خوارزميـة البحـث عـى جوجـل مثـالً ال تصبـح ذكاء اصطناعيـاً إال إذا توافـرت فيهـا هـذه الصفـات الثـالث، فـإذا قـام أحـد األفـراد بالبحـث ـــ مثـالً ـــ عـن السـياحة يف أبوظبـي، وأدركـت خوارزميـة البحث هـذا املطلـب وأجابته عليـه يف حـدود البحـث عـن السـياحة يف أبوظبـي فقـط، فـإن ذلـك ال يعـد ذكاء اصطناعيـاً، ولـي يكون كذلـك، البـد أن تجمـع الخوارزميـة بيانـات أكـر، وتعـرض مقرحـات إضافيـة، أي أن يقـوم النظـام مـن تلقــاء نفســه برشــيح إعالنــات لهــذا الشــخص عــن عــروض الســياحة يف أبوظبــي، وأفضــل خطــوط الطـران التـي ميكـن أن يسـافر مـن خاللهـا، وأي الفنـادق التـي ميكـن أن يسـكن فيهـا أثنـاء رحلتـه، ثـم يبـدأ برشـيح بعـض األماكـن واملعـامل السـياحية التـي ميكـن زيارتهـا يف أبوظبـي، وبهـذا يقـدم النظـام أكـر مـن مجـرد عمليـة بحـث عاديـة، وهـو مـا يحـدث بالفعـل عـرب جوجـل.

وبصـورة عامـة ميكـن تقسـيم أنـواع الـذكاء االصطناعـي إىل أربعـة أنواع رئيسـية تـراوح مـن رد الفعل البسـيط إىل اإلدراك والتفاعـل الـذايت، وذلـك عـى النحو التـايل(3):

-1 الـذكاء الصناعـي الضيـق أو الضعيـف :)Narrow AI or Weak AI( يعـد هـذا النمـط أبسـط أشـكال الــذكاء االصطناعــي، إذ تتــم برمجتــه للقيــام بوظائــف معينــة داخــل بيئــة محــددة، ويعتــرب ترفــه مبنزلـة رد فعـل عـى موقـف معـن، وال ميكـن لـه العمـل إال يف الظـروف البيئـة الخاصـة بـه، ومـن األمثلــة عــى ذلــك الروبــوت “ديــب بلــو”، والــذي صنعتــه رشكــة “آي. يب. إم” )IBM( والــذي هــزم جـاري كاسـباروف بطـل الشـطرنج العاملـي.

-2 الــذكاء االصطناعــي القــوي أو العــام :)General AI or Strong AI( يتميــز بالقــدرة عــى جمــع املعلومــات وتحليلهــا وتحقيـق تراكــم للخــربات مــن املواقــف التــي يكتسـبها، والتــي تؤهلــه ألن يتخــذ قـرارات مسـتقلة وذاتيـة، ومـن األمثلـة عـى ذلــك الســيارات ذاتيــة القيــادة، وروبوتــات الدردشــة الفوريــة، وبرامــج املســاعدة الذاتيــة الشــخصية. -3 الــذكاء االصطناعــي الخــارق Su-( :)per AI تتضمــن هــذه الفئــة منــاذج التــزال تحــت التجربــة وتســعى ملحــاكاة اإلنسـان. وميكـن هنـا التمييـز بـن منطـن أساســين، األول يحــاول فهــم األفــكار البرشيــة، واالنفعــاالت التــي تؤثــر عــى ســلوك البــرش، وميلــك قــدرة محــدودة عـى التفاعـل االجتامعـي، أمـا الثـاين فهـو منـوذج لنظريـة العقـل، حيـث تسـتطيع هـذه النـامذج التعبـر عن مشـاعرها الذاتيـة، وأن تتنبـأ مبشـاعر اآلخريـن ومواقفهـم وتتفاعـل معهــا، ولذلــك يعتــرب الجيــل القــادم مــن اآلالت فائــق الــذكاء.