-3 تزايد الرفض المجتمعي
-3 تزايـد الرفـض املجتمعـي: يتمثـل أحـد املخـاوف املثـارة مـن قبـل تيـار مـن العلـامء يف أن تقنيـات الـذكاء االصطناعـي قـد تواجـه برفـض مجتمعـي مـن قبـل عـدد ليـس محـدود مـن األفـراد، سـواء كان يف مجـال توظيفهـا يف األنشـطة االقتصاديـة يف حـد ذاتهـا، أو االسـتفادة مـن مخرجاتهـا أيضـاً.
وعـى سـبيل املثـل، قـد ال يشـعر بعـض األفـراد باالرتيـاح والرضـا إزاء اتخـاذ القـرارات املؤسسـية مـن خـالل آليـات الـذكاء االصطناعـي، أو الحصـول عـى الخدمـات، التـي تتطلـب تفاعـل العنـر البـرشي، أو قـد يشـعر بالضيـق الشـديد نتيجـة الخـراق خصوصيتـه الكاملـة مـن قبـل نظـم الـذكاء االصطناعـي، أو قدرتهـا عـى فهـم حياتـه الشـخصية وتوجهاتـه وقراراتـه املسـتقبلية بصـورة ال يرغـب فيهـا، وهـو مـا قـد يخلـق موجـة محتملـة ملقاطعـة هـذه التقنيـات وقـد يرجـم ذلـك يف رفـض التعامـل مـع رشكـة بعينهـا ذات االعتامديـة العاليـة يف إنتاجهـا أو تقديـم خدماتهـا عـى تقنيـات الـذكاء االصطناعـي(55)، كام أن الرشيحـة املجتمعيـة التـي سـوف تفقـد وظائفهـا مـن عمليـة األمتتـة قـد تنضـم لصفـوف الرافضـن لهـذه التقنيـات، وقـد تلجـأ للتعبـر عـن غضبهـا يف بعـض األحيـان بصـورة عنيفـة. -4 عــدم دقــة البيانــات: هنــاك العديــد مــن األمثلــة عــى تداعيــات عــدم دقــة البيانــات تحديــداً يف التطبيقـات املُتعلقـة بالـذكاء االصطناعـي املوجهـة لخدمـة السياسـات العامـة، ومـن هـذه األدوات، عـى سـبيل املثـال، أداة “اتجاهـات األنفلونـزا عـرب جوجـل” )Google Flu Trends( التـي تعـد مثـاالً عـى تحيـز تطبيقـات الـذكاء االصطناعـي وعـدم القـدرة عـى الوصـول إىل نتائـج صحيحـة(65)، فقـد كانـت الفكـرة األساسـية هـي أنـه عندمـا يصـاب األشـخاص باألنفلونـزا يبحـث الكثـرون عـن معلومـات متعلقـة باإلنفلونـزا عـى محـرك بحـث جوجـل، مـام يوفـر إشـارات فوريـة حـول مناطـق انتشـار املـرض، وأنـه ميكـن الربـط بـن مـا يبحـث عنـه املسـتخدمون عـرب اإلنرنـت وبـن انتشـار املـرض مـن خـالل ُمعادلـة حسـابية تدمـج بـن بيانـات محـرك بحـث “جوجـل” والبيانـات الصحيـة الحكوميـة، مـام يعمـل عــى مســاعدة الخــرباء يف تتبــع مناطــق انتشــار املـرض، غـر أن هـذه اآلليـة قـد فشـلت بشـكل كبـر يف عــام ،)57(2013 ومل توصــل إىل نتائــج دقيقــة، حيــث مل تكــن الخوارزميــات التــي اعتمــد عليهــا التطبيـق دقيقـة(85)، وبالتـايل تراجعـت أهميـة هـذه األدوات بالنسـبة لصانـع القـرار. -5 التحيــز يف اتخــاذ القــرارات: تتعــدد األمثلــة عــى اإلشــكاليات املوضوعيــة فيــام يتصــل بالــذكاء االصطناعـي ومـن بينهـا اتجـاه كثـر مـن الـرشكات نحـو االعتـامد عـى نظـم ذكاء اصطناعـي لتتـوىل عمليـة تعيـن املوظفـن، فمهـام كانـت مـدة املقابلـة الشـخصية، إال أن بهـا جوانـب غـر واضحـة، تتعلـق بقـدرات الشـخص املتقـدم للقيـام بالوظيفـة املرشـح إليهـا، وبـدالً مـن ذلـك اعتمـدت هـذه الـرشكات نظـم الـذكاء االصطناعـي كطريقـة للتوظيـف وأيضـاً للفصـل مـن العمـل، وذلـك باالعتـامد عـى عـدد كبــر مــن املعلومــات الشــخصية الخاصــة باملرشــح للوظيفــة، والتــي ميكــن الحصــول عليهــا بســهولة مـن خـالل مواقـع التواصـل االجتامعـي، ومـع تغذيـة برامـج معينـة بهـذه املعلومـات، باإلضافـة عـى السـيناريوهات املسـتقبلية املتوقعـة ميكـن للنظـام أن يرشـح أحـد املتقدمـن.
ولكـن ليـس معنـى ذلـك أنـه سـيحقق أفضـل نتيجـة، بـل سـيكون بـه قـدر مـن التحيـز، فمثـالً سـتعمل الخوارزميـات عـى اسـتبعاد املرشـحن مـن األماكـن البعيـدة، واختيـار املرشـحن األقـرب ملـكان العمـل، لتوفـر الوقـت والجهـد، مـام يعنـي أن القـرب الجغـرايف مـن مـكان العمـل سـتكون لـه األولويـة، وقـد
تزيــد تقنيــات الــذكاء االصطناعــي مــن قــوة أصحــاب الــركات يف مواجهــة العاملــن، نظــراً ألن بعــض تطبيقــات الــذكاء االصطناعــي قــد تغــري أصحــاب الــركات يف التوســع يف تبنــي ترتيبــات العمــل املــرن، وهــو مــا قــد يشــعر العاملـن بعـدم االسـتقرار املهنـي، مبـا يؤثـر يف النهايــة عــى إنتاجيتهــم.
يـؤدي ذلـك إىل متييـز جغـرايف أو إثنـي إذا كانـت هـذه املنطقـة تسـكنها عرقيـة معينـة.
والخالصـة أن هنـاك إشـكالية تحيـز يتسـم بهـا الـذكاء االصطناعـي، مثلـام يتسـم بهـا أيضـاً البـرش، تدفـع نحـو التشـكيك يف قـدرة الـذكاء االصطناعـي عـى أخـذ األحـكام، وذلـك بسـبب التخـوف مـن عـدم العدالـة أو التمييـز بنـاء عـى منطقـة جغرافيـة أو عـرق معـن، أو سـوء توزيـع املـوارد والسـلطة.