Trending Events

انقلاب التحالفات:

إعادة تشكل العلاقات الإقليمية والدولية في شرق آسيا

- براناميتا بارواه باحث في معهد دراسات وتحليلات الدفاع نيودلهي الهند

يرتبط الوضع الأمني المضطرب في شرق آسيا بالتحولات الرئيسية في ميزان القوى وسياسات التحالف، فقد شهد العقد الأخير تغيرات جيواستراتي­جية، أبرزها: نهضة الصين، وسعي اليابان لتوسيع دورها على الساحة الإقليمية والدولية، وسياسة الانعطاف الأمريكي تجاه آسيا والباسيفيك­ي، وتزايد النزاعات الإقليمية في بحر الصين الشرقي والجنوبي.. إلخ؛ مما زاد التوترات الأمنية والسياسية بالمنطقة.

وتعكس التطورات الراهنة التحولات التدريجية في تحالفات الحرب الباردة في المنطقة وتأثيرها على العلاقات بين الدول، وهو ما برز في أحداث رئيسية شهدتها المنطقة خلال الشهرين الماضيين، مثل قرار اليابان إعادة صياغة وتفسير دستورها السلمي، وزيارة الرئيس الصيني شي جين بينج التاريخية إلى سيول، وإطلاق كوريا الشمالية سلسلة من الصواريخ.

اأولاً: تحولات في �سيا�سات اليابان الع�سكرية

اتجهت اليابان مؤخراً إلى تغيير سياستها الأمنية الدفاعية الصارمة التي تعود لما بعد الحرب العالمية الثانية، إلى ممارسة حق الدفاع الجماعي عن النفس، إلى إثارة القلق الشديد في المنطقة، لأن مثل هذا التحول سيمكن القوات اليابانية من استخدام القوة للدفاع عن حلفائها المعرضين للهجوم والمشاركة المسلحة في عمليات حفظ السلام. وعلى الرغم من إصرار رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي على ضرورة هذه التحركات في ظل الوضع الأمني المضطرب في شرق آسيا، فإن الدول المجاورة، خاصة الصين وكوريا الشمالية، انتقدت القرار الياباني بشدة، حيث تعتقد أن ذلك سيساعد اليابان في إعادة تشكيل جيشها، كما حدث أيام الحرب العالمية؛ مما سيهدد أمن المنطقة.

أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أشادت باتجاه اليابان للدفاع الجماعي عن النفس، باعتباره جزءاً من استمرار نضج التحالف الأمريكي-الياباني. ويمكن تفهّم موقف واشنطن في ظل حثها منذ سنوات لحلفائها (ومنهم اليابان) على تحمل قدر أكبر من المسؤولية في الحفاظ على التحالف الأمني. وكانت واشنطن حريصة على تشكيل تحالف ثلاثي مع اليابان وكوريا الجنوبية، وهو ما لم يحدث في ظل العداء المتزايد بين طوكيو وسيول. لكن إعادة اليابان صياغة دستورها قد يعوض هذا التحالف، لاسيما أن واشنطن تواجه تحدياً جديداً بعد إعلان كوريا الجنوبية في يوليو الماضي عن عدم نيتها اعتماد نظام الدفاع الجوي للارتفاعات العالية الذي ترغب واشنطن في نشره للتعامل مع التهديدات الصاروخية القادمة من كوريا الشمالية.

ثانياً: التقارب ال�سيني الكوري الجنوبي

في الوقت الذي توترت فيه العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية بسبب النزاعات الإقليمية على جزيرة تاكشيما/دوكدو، يبدو أن العلاقات بين الصين وكوريا الجنوبية قد وصلت لآفاق جديدة، فمنذ تولت بارك جيون هاي رئاسة كوريا الجنوبية في عام 2013، وهي مصرة على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates