Trending Events

اللعبة الكرى:

التغير في الخريطة الاسراتيجي­ة لمنطقة الشرق الأوسط

-

تعتبر منطقة الشرق الأوسط من المناطق التي تجد اهتماماً كبيراً من قبل قطاع كبير من الباحثين، بالإضافة إلى أن المنطقة تشغل حيزاً واضحاً في دوريات أكاديمية أجنبية مختلفة. فقد تعاقبت في الفترة الأخيرة جملة من الأحداث المهمة في المنطقة، استوجبت من الأكاديميي­ن ضرورة التدقيق في تداعياتها وانعكاساته­ا، في محاولة لتحليل وتقديم تفسيرات لها ومحاولة استشراف مستقبلها.

وفي هذا السياق تأتي مساعي هذا التقرير نحو عرض أبرز الاتجاهات السائدة في عدد من الدوريات ومراكز الأبحاث الأجنبية لشهري يوليو وأغسطس 2014، وذلك على النحو التالي:

قواعد جديدة واأطراف اآخرون

في دراسة حديثة له، وصف الباحث الأمريكي "كوردسمان" أحداث الشرق الأوسط بأنها "اللعبة الكبرى"( )(Great Game )، ليعبر بهذا المصطلح عن حالة التغير المستمر في ساحة "اللعبة الشرق أوسطية" حيث يدخل لاعبون جدد إليها: اليمن والقرن الأفريقي وتنظيم "داعش"، بالإضافة إلى قضايا الاستقرار في مصر ومنطقة البحر الأحمر والأردن، وتنامي جهود روسيا لتوسيع نفوذها في منطقة شمال أفريقيا.

هذه المتغيرات جميعها تؤثر على سير "اللعبة"، إضافة إلى وجود عوامل وقوى من نوع آخر تساهم في إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط، وتُغير "اللعبة"، ومنها على سبيل المثال المشكلات الداخلية والسياسية والاقتصادي­ة والديمغراف­ية في دول المنطقة بتنويعاتها المختلفة، فمنها مشكلات قطاع الصحة والتعليم والكثافة السكانية والبطالة، فضلاً عن الضعف العام الذي يسم أداء عدد من حكومات المنطقة في التعامل مع هذه المشكلات الملحة. وتظل قضية البطالة من أكثر الملفات خطورة، حيث تعتبر المحفز الرئيسي لانخراط شريحة من شباب المنطقة في صفوف المقاتلين. من جانب آخر يمكن إضافة عدد من العوامل الأخرى المؤثرة، كالإرهاب وحركات التمرد ومشكلات الحكم الرشيد والإدارة والتنمية، وجميعها تساهم بقوة في إعادة تغيير ملامح الخريطة الاستراتيج­ية الشرق أوسطية.

الطائفية المتجددة وعودة الجهاديين

أظهر النصف الأول من عام 2014 جملة من التطورات، من أهمها تجدد الصراعات الطائفية التي أوجدت حالة من الاضطرابات، والتي من المحتمل أن تحمل انعكاسات على المديين القصير والبعيد، وذلك وفقاً لما أوجزه "باتريك كوكبيرن" في متن كتابه حول "عودة الجهاديين: تنظيم الدولة الإسلامية والانتفاضة السنية الجديدة") فقد مثّل الاجتياح الداعشي مؤخراً في الأراضي السورية والعراقية خطراً قائماً وتهديداً واضحاً، ليس لسوريا والعراق وحدهما، ولكن لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، وهو الأمر الذي أكد عليه "كوردسمان" في دراسته التي سبقت الإشارة إليها أيضاً.

وبالنظر إلى الأوضاع الأكثر اضطراباً في العراق، يعتبر تنظيم داعش المتصدر الرئيسي لساحة الصراع الطائفي المتفجر في العراق، ولقد ألقى هذا الصراع بانعكاساته الجيوسياسي­ة على مصالح الأطراف الإقليمية والدولية، وعلى المستويات السياسية

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates