خصائص جديدة:

اتجاهات الإرهاب في العالم العربي

أبوظبي 25 سبتمر 2014 استضاف مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة الدكتور سمير غطاس، مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، في لقاء عام، ألقى الضوء خاله على أبرز اتجاهات الإرهاب الجديدة في العالم العربي. أشار غطاس في بداية اللقاء إلى ملحوظة أساسية، وهي أنه لا يمكن اختزال الإرهاب في حركة واحدة، مثل تنظيم "داعش"، إذ توجد جماعات إرهابية أخرى لا تقل عنه خطورة كتنظيم القاعدة بفروعه المختلفة في المنطقة. وتناول غطاس السمات العامة للإرهاب وللجماعات الإرهابية في المنطقة، ومن أبرزها أن الإرهاب ظاهرة إقليمية لم تعد قاصرة على بلد معين، وأن ثمة علاقات بينية وتواصلاً بين مختلف الجماعات الإرهابية، وأن القاعدة لم تعد التنظيم المركزي الذي تتبعه فروع إقليمية، ولكن صارت هناك جماعات تتمرد على القاعدة، وأن هناك دولاً إقليمية تقوم بتمويل ورعاية هذا الإرهاب. ورأى غطاس أن الجديد في ظاهرة الإرهاب هو اختراق بعض الجماعات الإرهابية من قبل بعض الأجهزة الاستخباراتية التي تقوم بتوظيفها لصالحها، ووجود درجة ما من تواطؤ قوى دولية مع هذا الإرهاب يصل في بعض الأحيان إلى مستوى الدعم الخفي له، هذا علاوة على انتهاج الإرهابيين وسائل أكثر عنفاً واستخدامهم أسلحة وأدوات أكثر تدميراً وعدوانية في مواجهة من يعتبرونهم الخصوم، وقدرة هذه الجماعات على توفير "التمويل الذاتي" لنفسها من خلال نهب البنوك أو الخطف والمطالبة بفدية، بالإضافة إلى الحصول على كميات هائلة من الأسلحة. وأكد غطاس أن هناك مرجعية واحدة لجماعات التطرف، إذ تستقي أفكارها من كتابات تكفيرية تعود لابن تيمية وأبي الأعلى المودودي، فضلاً عن التأثر الشديد بأفكار سيد قطب. وعرج غطاس على تاريخ العمليات الإرهابية التي نفذتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ليؤكد أن الإخوان هم جماعة إرهابية على الرغم من أن الولايات المتحدة لاتزال ترفض وصفهم بذلك، مشيراً إلى أن اعترافات بعض المنشقين عن الجماعة مثل الدكتور الهلباوي بأن الإرهاب ينحصر في مرحلة محددة من تاريخ الإخوان، وفي منبع واحد هو سيد قطب، وأن الجماعة خرجت على الخط الأساسي الذي أسسه حسن البنا، هي غير صحيحة؛ لأن الإرهاب طبيعة متأصلة في هذه الجماعة، وهو ما يظهر في كتاب مختار نوح المعنون "موسوعة العنف في الحركات الإسلامية المسلحة: 50 سنة في الدم"، إذ يشير إلى ارتباط العنف بجماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها على يد حسن البنا في عام 1928. وتطرق غطاس إلى خريطة الإرهاب في المنطقة العربية، بدءاً من ظهور جماعات إرهابية في العراق عقب تفكيك الجيش بعد الغزو الأمريكي عام 2003، أبرزها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، الذي ظهر في عام 2004، والذي كان النواة الأولى لتنظيم "داعش"، الذي يمارس ما يمكن أن نطلق عليه "استراتيجية هولاكو"، وصولاً إلى انتشار العديد من التنظيمات الإرهابية التي تتصف بطابع مذهبي داخل العراق. وفي سوريا تنتشر العديد من الجماعات المتطرفة، مثل جبهة النصرة، وأحرار الشام، وهناك التنظيم الأخطر، وفقاً للغرب، وهو "جماعة خراسان" بقيادة محسن الفضلي. وفي ليبيا هناك أنصار الشريعة والجماعة الإسلامية المقاتلة ودرع ليبيا وفجر ليبيا وكتائب الشيخ عمر عبدالرحمن. وفي مصر ظهرت بعض التنظيمات في غطاء واضح من جماعة الإخوان في مصر وحركة حماس في غزة، فثمة أربع جماعات خطيرة تحت حماية حماس، وهي جيش الإسلام، ولجان المقاومة الشعبية بقيادة جمال أبوسمهدانة، وجند اله بقيادة أبو حفص المقدسي، ومجلس شورى المجاهدين بقيادة محمود طالب المقدسي، وكلها متورطة في عمليات بسيناء. أما أبرز الجماعات الإرهابية في سيناء فهي أنصار بيت المقدس وأجناد مصر وأنصار الشريعة.