Trending Events

كيف يفكر علي عبدالله صالح؟

د. علي صالح موسى

- د. علي صالح موسى كاتب متخصص في الشؤون اليمنية، نائب مندوب اليمن في جامعة الدول العربية سابقاً.

استطاع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، صاحب القسط القليل من التعليم والرتبة العسكرية المتواضعة، أن يُصبح رئيساً لليمن الشمالي عام 1978، وهو في السادسة والثلاثين من عمره، ثم رئيساً لدولة الوحدة، الجمهورية اليمنية في عام 1990 وحتى 2011، ذاك الحكم الذي وصفه شاعر اليمن البرودوني بأن “ركوب الليث أصعب من حكم اليمن”.

حكم صالح اليمن بطريقته، ووفقاً لتفكيره، بطريقة شبهها البعض باللعب على الحبلين، أما هو فيروق له تشبيهها في خطاباته المتكررة "بالرقص على رؤوس الثعابين". وأدرك أسرار وقواعد تلك الطريقة التي تعتمد على تقديراته الشخصية وخبراته، وسرعة بديهته، وتصرفه بالمال العام، ومنحه المناصب في المجالين المدني والعسكري؛ لتثبيت واستمرار دعائم حكمه، فكان ذلك أساس منهج تفكيره وأسلوب قيادته، الذي طبقه في تعامله مع الدوائر القبلية والعسكرية، وضمن به الحكم 33 سنة.

اأولً: الواقع وتاأثيره

تتطلب المقاربة لكيفية تفكير الرئيس السابق المرور السريع على واقع اليمن الراهن. فاليمن من أقل البلدان نمواً في العالم. حوالي 54% من سكانه تحت خط الفقر، ونسبة الأمية فيه 64%، حالة الحريات السياسية والمدنية هي الأقل بين معظم دول العالم. اليمن هو أكثر البلدان العربية قبلية، تقدر بنسبة 85% من السكان (25 مليون نسمة) ويقدر عدد القبائل بحوالي 168 قبيلة، يمتلكون أسلحة خفيفة ومتوسطة، وأكبر القبائل وأشهرها بكيل وحاشد. انشغل صالح كثيراً في خصومات وصراعات سياسية، وأعطى لبناء اليمن الوقت القليل، مع أنه كان بإمكانه تحقيق تقدم تنموي في ظل الإمكانيات البشرية والطبيعية المتوفرة، فخرج الشباب في عام 2011 لتغيير هذا الواقع وإسقاط النظام. تخلى صالح عن السلطة، وضمنت المبادرة الخليجية له ولأسرته الحصانة وعدم المساءلة وتشكلت حكومة وفاق وطني عجزت عن القيام بأي خطوات نحو تحسين معيشة الناس التي ازدادت تدهوراً، وانعدم الأمن على الرغم من أن عدد أفراد الشرطة يصل إلى 167 ألف فرد، بواقع شرطي لكل 149 مواطناً حسب تصنيف الأمم المتحدة. ذلك هو الواقع، الذي كان امتداداً للماضي، وتفاقم في الحاضر، فكيف تعامل معه صالح خلال سنوات حكمه الطويلة، وكيف بقي رقماً صعباً في العملية السياسية؟

ثانياً: طريقة تفكير �سالح

المتتبع لمراحل حكم صالح، تتزاحم في مخيلته صور لأحداث ومنعطفات كثيرة، نورد لمحات سريعة منها، تساعد على تكوين صوره عن طريقة تفكيره، وهي: - استقطاب القبائل: تمكن من تحقيق تبعية القبائل له، فهو يدرك أنه لن يهمها الأيديولوج­يا بل المال؛ فاستقطب أهم مشايخها ومنحهم المناصب الاستشارية الصورية، وأنشأ مصلحة شؤون القبائل من ميزانية الدولة لصرف الملايين على بعضهم، وتحالف معهم للقضاء على معارضيه. - ضرب الخصوم: يقول الشيخ عبداله بن حسين الأحمر في مذكراته: إن إنشاء حزب الإصلاح الغرض منه معارضة

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates