Trending Events

كيف يفكر قادة "الإخوان؟"

علي عبدالصادق

- علي عبدالصادق كاتب وباحث متخصص في الفكر السياسي

كثيرة هي التساؤلات التي تبحث عن ماهية “الذات الاخوانية” من حيث أنماط تفكيرها وعقلها الجمعي، وكذا وعيها تاريخياً، وواقعها الراهن منذ ثورة 30 يونيو 2013.

فحينما تصطدم بانتشار خطاب العنف وتبريره وتنفيذه، وتفاجأ بخطابات من قبيل إن "محمد مرسي سيعود خلال العام الحالي أو القادم على أقصى تقدير"، أو تسمع أن "مرسي وهب حياته ثمناً لانتصار الحق، ووضع مصر على مسار ديمقراطي يحميها من المؤامرات"، أو حين يقال إن "مرسي له في أعناقنا بيعة، والوفاء بالبيعة يتطلب العمل على إخراجه من محبسه، وعودته للحكم مهما كلفنا ذلك من تضحيات، ولو كانت أرواحنا فداء للوفاء بعقد البيعة". وحينما تفاجأ بنائب المرشد العام خيرت الشاطر في إحدى جلسات محاكمته يخرج عن صمته قائلاً: "جماعة الإخوان سيلتقون برئيسهم محمد مرسي في ميدان التحرير قريباً"، فلابد من التساؤل: أي تفسيرات يمكن أن تحلل عقل قادة الإخوان. ليس هذا فحسب، بل يصبح التساؤل أكثر تبريراً حين استحضار منصة اعتصامي رابعة والنهضة، فتصدم بقول أحد وُعَّاظِهم يعلن أن "الذي يشكك في عودة مرسي كأنه يشكك في الله"، أو أن "مرسي مؤيد برؤيا أحد الصالحين وأن الرسول (صلى اله عليه وسلم) قدمه للصلاة بالمؤمنين في مسجد رابعة"، مروراً ببيان للجماعة مفاده: أن "مرسي لم يعد شخصاً عادياً وإنما صار رمزاً لمبادئ وقيم سامية ناضلت من أجلها البشرية عبر الأجيال"، وليس آخراً حينما تقرأ عن القيادي الإخواني جمال عبد الستار ما نصه: "لسنا في حاجة إلى تنظير أو تبرير، فنحن بعد عام واحد أشد اقتناعاً بمواقفنا، وأسعد حالاً بخيارنا وأعمق إدراكاً بعدالة قضيتنا ولو استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا لاخترنا نفس الطريق"... إلخ.

مجمل ما سبق، يؤكد أن "الذات الاخوانية" في تفكيرها ووعيها وممارساتها منذ ثورة 30 يونيو في سعي دائب إلى محاولة امتصاص ما جرى وحماية كيانها التنظيمي من التفكك والانهيار، على الرغم مما لحق به من جانب، وقطع أي محاولة للطعن على الجماعة وكوادرها وأعضائها من جانب آخر؛ فلم يكن – من وجهة نظرهم - السقوط السريع للجماعة بعد عام واحد من تولي السلطة في مصر، وما آل إليه حاضرها سوى نتيجة لتآمر الآخرين عليها.

ولعل الهدف الأخير هو بقاء "الذات الإخوانية"، كما هي بؤرة البؤر داخل رحم الأم، أي جماعة الإخوان المسلمين. وهنا تكمن براعة هذه "الذات" في إعادة إنتاج الماضي الذي لم تتقمص سواه منذ نشأتها وحتى الآن.

إن هناك عدة تفسيرات يمكن الجمع بينها لتحليل هذا العقل الإخواني البعيد عن الواقع بكل تفاصيله وتلك الحالة الوهمية التي يتخيلها، لعل من أبرزها:

اأولً: وح�س الأيديولوج­يا

من السهل أن يتحول العقل إلى أسطورة/ خرافة، وذلك حين يفقد استقلاله التام ويلتهمه ما يسميه عالم الاجتماع الألماني "ماكس هوركايمر" "وحش الأيديولوج­يا"، أو ما يطلق عليه البعض "العقل المستغل

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates