Trending Events

كيف يفكر بشار الأسد؟

د. محمد مجاهد الزيات

- د. محمد مجاهد الزيات مستشار المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيج­ية بالقاهرة

لايزال النظام السوري ورئيسه بشار الأسد يتمسك بالسلطة ويستعصي على السقوط، في وقت تداخلت فيه الأجندات الإقليمية والدولية في الأزمة وأنعشت التنظيمات الإرهابية من سوريا إلى الإقليم ومن الإقليم إلى سوريا.

ومع أن كثيرين يرون أن بشار هو الأقدر على وقف نزيف الدم السوري؛ فإن المخرج الأنسب لاستعادة الدولة السورية ومنع تفككها يتمثل في تنحيه عن السلطة مع بعض أركان نظامه، مع الإبقاء على كيان الدولة والنظام من الانهيار.. فهل يملك بشار شجاعة مثل هذا القرار، وكيف يرى الأزمة السورية وأبعادها وكيف يفكر في التعامل معها؟. إن التعرف على رؤية الأسد لحاضر ومستقبل الأوضاع في سوريا تتطلب الاقتراب من تكوينه الشخصي وتوجهاته السياسية ومحاولة الوقوف على العوامل التي تشكل رؤيته وتحكم قراراته السياسية والعسكرية، والتي تؤكد جميعها أنه محكوم من نخبة أمنية وسياسية وعسكرية ساندته قبل توليه الحكم وبعده، وأنه ضيق الخناق أمام حرية حركته التي باتت تصنع في طهران.

اأولً: التكوين والخبرات المكت�سبة

دخل بشار الأسد السلطة بمساراتها المختلفة، السياسية والعسكرية والحزبية، فجأة ومن دون استعداد مسبق. فلم ينخرط في أي من مؤسساتها المختلفة، إلى أن تم استدعاؤه من لندن، حيث كان يعد رسالة علمية في تخصص طب العيون، بعد الوفاة المفاجئة لشقيقه باسل عام 1994، والذي كان يتم إعداده ليكون وريث سلطة أبيه. وبدأت عملية إعداد بشار على عجل ليشغل مكان شقيقه، فأٌلحِق بالجيش كملازم أول عام 1994 وتدرج فجائياً حتى رُقي إلى رتبة فريق في عام 2000 بعد وفاة والده وعين قائداً عاماً للقوات المسلحة التي لم يلتحق بها أكثر من 6 سنوات. كما تم تعديل الدستور ليصبح من حقه رئاسة الجمهورية، وهو دون سن الأربعين، وهكذا وجد نفسه في فترة وجيزة على قمة الهرم السياسي والحزبي والعسكري من دون خبرات متراكمة.

ثانياً: دور النخبة ال�سورية

لا شك أن النخبة، الحزبية والعسكرية والسياسية والأمنية، التي تحيط بالرئيس السابق حافظ الأسد رأت في ترقي بشار الطريقة الأمثل للحفاظ على مصالحها ودورها، وساندته في ذلك إلى الحد الأقصى، لأن عدم خبرته يتيح لها مجالاً ودوراً أوسع في المستقبل؛ فبدأ بشار ولايته رئيساً متواضع الخبرة والكفاءة في بلد يقع في مهب رياح إقليمية ودولية عاتية، وحاول الاقتراب من شعبه من خلال بعض التوجهات الإصلاحية التي أعلن عنها في المؤتمر العاشر للحزب الذي تأخر انعقاده عشر سنوات (من 1995 إلى 2005)، إلا أن الصراع داخل النظام كان يزداد تبلوراً على وقع خلافات حول قضايا استراتيجية عاش داخلها النظام طويلاً خاصة التطورات اللبنانية، وما يسمى بمحور الممانعة والموالاة وغيرها. وتفوقت النخبة العسكرية والأمنية على حساب النخبة السياسية والحزبية، فاستبعدت قيادات تصدرت الواجهة السورية لسنوات مثل عبدالحليم خدام نائب الرئيس ليصطف في جانب المعارضة، خاصة بعد اغتيال صديقه رفيق الحريري، وتوارت قيادات عسكرية مثل العماد مصطفى طلاس الذي كان سنداً للنظام، وبدا بشار محاصراً من قيادات عسكرية وأمنية أكثر انغلاقاً على

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates