Trending Events

لماذا يفشل الإعلام العربي في مخاطبة الخارج..

لماذا يفشل الإعلام العربي في مخاطبة الخارج؟

-

نقاش المستقبل

أبوظبي 15 ديسمبر 2014 نظم مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة حلقة نقاشية تحت عنوان: "لماذا يفشل الإعام العربي في مخاطبة الخارج"، حيث ألقت معدة ورقة النقاش والمتحدثة الرئيسية بالحلقة، الإعامية نهال سعد، الضوء على المشكات الأساسية التي يعانيها الإعام العربي. وتشغل سعد منصب المتحدث الرسمي لممثل الأمم المتحدة لحوار الحضارات في الأمم المتحدة، وسبق أن تولت رئاسة المكتب الإعامي المصري في نيويورك لسنوات. وقد عقب على الحلقة النقاشية كل من الدكتورة أمل صقر، منسق برنامج التحولات السياسية بمركز المستقبل، والأستاذة هالة الحفناوي، منسق برنامج التفاعات المجتمعية بالمركز. في البداية ركزت المتحدثة الرئيسية بصورة أساسية على التجربة المصرية، منطلقةً من أن الإعام الأمريكي عادة ما يتعامل بقدر من التحيز ضد الأخبار التي ينقلها عن مصر، ما يجعل صورة مصر في الإعام الأمريكي ليست إيجابية كما يجب. واعتبرت سعد أن هذا الوضع يعود إلى سببين أساسيين، الأول هو وجود حالة تحيز فعلية من الإعام الأمريكي ضد القضايا العربية والمصرية، لكنها أكدت أن نسبة ما يمثله هذا التحيز من المشكلة هو 20% تقريباً فقط. أما السبب الآخر، وهو ما يمثل 80% من المشكلة، فيتمحور حول آلية تعاملنا في العالم العربي مع القضايا التي نريد توصيلها للإعام الأمريكي، وهذا ما يمنح في واقع الأمر قدراً من التفاؤل في إمكانية تعديل صورتنا؛ لأننا السبب الرئيسي في هذه المشكلة، وهو ما يمكن معالجته بوسائل مختلفة.

�شعف الاعتب�رات المهنية

أشارت سعد إلى حالة القصور التي تعانيها منصاتنا الإعامية العربية، وضعف قدراتها على توصيل صورة إيجابية عن الدول العربية والتعبير عن مصالحها، وحددت أكثر من بعد للمشكلة من خال تناول عدد من الأمثلة للممارسات الخاطئة للإعام المصري - على سبيل المثال - في تعامله مع الإعام الغربي. أولى هذه المشكات هي ضعف الحرفية في التعامل مع المصادر. في هذا الصدد، أشارت سعد إلى المقالة التي كتبها ديفيد كيلباتريك مراسل صحيفة النيويورك تايمز في مصر حول زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى نيويورك لإلقاء كلمة مصر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث استقرأ الصحفي في هذا المقال آراء عدد من المحللين في مصر، منهم من يدعم رؤية ومواقف الرئيس السيسي، ومنهم من ينتقدها. لكن بعض وسائل الإعام المصرية أخذت من تصريحات المحللين المؤيدين التي وردت في المقال، لتشير إلى أن ذلك رأي صحيفة النيويورك تايمز، أي تم التعامل بصورة خاطئة وغير مهنية مع المقال، وهو ما دفع الصحيفة الأمريكية إلى نشر النص مرة أخرى كما ورد في صحيفة الأهرام المصرية، معلنة أن الإعام المصري اقتطع سياقاً من المقال وأخرجه عن مضمونه. وعقبت الدكتورة أمل صقر على ذلك بأنه "إذا كنا نتهم الإعام الأمريكي بأنه إعام "مسيس"، فإنه يجب التأكيد بالمثل على ضرورة أن نعمل بطريقة أكثر احترافية ومهنية، ليس لتفادي النقد فقط، بل من أجل توصيل رسالة واضحة لها أهداف إيجابية واضحة". أما الجانب الآخر من مشكاتنا التي تساهم في تشويه صورة مصر في الإعام الأجنبي فهو قصور في مصادر المعلومات المتاحة من قبل الوزارات والجهات الرسمية المصرية، حتى من قبل رئاسة الجمهورية، ومن ثم فإن الصحفيين الغربيين لا يجدون لديهم مصادر رسمية مصرية يمكنهم الاطاع عليها وقت كتابة أخبارهم وتقاريرهم عن مصر. وذكرت سعد "نحن نغضب من نشر أخبار مغلوطة بشأننا، لكننا لم نحاول تقديم معلومات متكاملة من البداية"، وأضافت أن "الصحفيين الغربيين عادة ما يعتمدون على الصحف المصرية والإعام المصري من خال الاعتماد

على مترجمين يمكن أن يكونوا في مستوى ضعيف، ويمكن أن يكونوا منحازين فيقدمون صورة خاطئة. ومن ثم لا توجد لدينا وسائل إعام متميزة في مصر ناطقة باللغة الإنجليزية، سواء تليفزيون أو جريدة، كما أن المؤسسات والجهات الحكومية الكبرى لا تتوفر لها مواقع قوية باللغة الإنجليزية أو حتى باللغة العربية، لتقدم بيانات وتوضيحات ومعلومات يمكن للصحفيين الاعتماد عليها".

غي�ب التوا�شل مع ال�شحفيين الاأج�نب

الجانب الثالث من هذه المشكات يتمثل في أن العديد من المسؤولين المصريين يرفضون الإدلاء بتصريحات للإعام الغربي، كما أن الجهات الرسمية في الدولة لا توفر متحدثين رسميين يتعاملون مع وسائل الإعام، أو يتم عقد مؤتمر صحفي يومي أو أسبوعي للصحفيين والمراسلين الأجانب من قبل الوزارات المعنية من أجل توضيح الصورة وتقديم المعلومات وإيصال الرسائل بطريقة إيجابية. وفي المقابل، يوجد في الغرب تواصل دائم بين جهات صنع القرار والصحفيين، وهناك مواقع إلكترونية تحدث أخبارها وتقاريرها باستمرار، وتقدم كافة المعلومات المطلوبة، بما يمكن الصحفيين من استقاء مصادر جيدة للمعلومات منها، حيث يحتاج الصحفيون عامة للتواصل الدائم معهم من قبل الجهات والمؤسسات المختلفة. أما المشكلة الخامسة فتتمثل في أننا لا نعرف كيف نسوق الأعمال الإيجابية التي نقوم بها، فمصر على الرغم من الكثير من الإنجازات التي تمت مثل مشروع قناة السويس وغيرها، فإنه لدى تخطيط هذه المشروعات لم يصاحبها وضع استراتيجية إعامية وترويجية مناسبة تطرح المشروع وتسوق لإيجابياته على المستوى العالمي. المشكلة السادسة هي غياب أو قلة عدد المراكز البحثية ومراكز الفكر في العالم العربي، التي تعمل بالطريقة القائمة في أوروبا والولايات المتحدة مثاً، فهناك مراكز للفكر تساهم في معظم دول العالم الصاعدة والمتقدمة في تشكيل الرأي العام الأمريكي وفي دوائر صنع القرار أيضاً. وتقدم هذه المراكز باستمرار تحليات للأحداث، بل وتقدم معلومات مفصلة أيضاً، مما يجعلها مصدراً مهماً للصحفيين. ومع الأسف فثمة حالة من غياب مثل هذه المراكز في العالم العربي حتى الآن.

اآلي�ت مقترحة لمع�لجة الخلل

أثار حضور الحلقة النقاشية بعض التساؤلات، دار أبرزها حول الآليات الممكنة لإصاح الإعام المصري والعربي، وكيفية التغلب على قصور الأداء مقارنة بالإعام الخارجي، والوسائل التي من خالها يتم توصيل الرسائل الإعامية العربية إلى الخارج، للمساعدة في تحسين الصورة. وفي هذا الصدد أكدت الأستاذة "هالة الحفناوي" أن الحل يكمن في وجود استراتيجية إعامية حقيقية لدى كل دولة عربية، ومنها مصر، يكون من ضمنها إنشاء قناة تلفزيونية فاعلة ناطقة باللغة الإنجليزية، وصحيفة تخاطب القارئ الأجنبي بالإنجليزي­ة. وتعمل هذه الاستراتيج­ية على توصيل الرؤية إلى العالم. وأضافت الدكتور أمل صقر أنه "يجب أن تشتمل هذه الاستراتيج­ية على تطوير كافة المواقع الإلكتروني­ة للهيئات والوزارات الأساسية في الدول العربية لتكون مصدراً موثوقاً للمعلومات. ويجب كذلك أن تضم هذه الاستراتيج­ية خطة لنشر المقالات في الصحف العالمية بأقام كتاب عرب ذوي مصداقية لاستعراض الأفكار والأهداف السياسية للدول العربية، والعمل على تفعيل ميثاق مشترك للإعام العربي من خال جامعة الدول العربية.

هناك ست مشكلات أساسية يعاني منها الإعلام العربي في توصيل رسالته إلى الخارج، هي: ضعف المهنية، وقصور مصادر المعلومات، وضعف أداء بعض المسؤولين، وغياب التواصل بين مؤسسات الدولة والإعلام الأجنبي، وعدم تسويق الإيجابيات، وضعف دور مركز الفكر.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates