Trending Events

أعصاب الإقليم:

تصاعد ضغط ”المؤثرات البصرية“ على تفاعلات الشرق الأوسط

-

المدير الأكاديمي

لقد تعرضت أعصاب المنطقة في الفترة القصيرة جداً الماضية لوقائع، رافقتها – باستعارة مفاهيم الأفام السينمائية - مؤثرات بصرية وصوتية، كادت أن تغطي على القصة الأساسية، وهي مسألة يجب أن يتم الاعتياد عليها في الفترة القادمة، فهناك حرب أعصاب حقيقية، لا توجه مدافعها نحو العقول أو القلوب، وإنما نحو الأعصاب، بما يمكن أن يولد توترات تخرج عن نطاق السيطرة، أو أفعال لم يقصد أطرافها القيام بها، أو توجهات لم يرغب أحد في تبنيها أو مواجهتها، أو تحولات تقود إلى ظواهر لم نشهد مثلها من قبل.

إن "الصورة" تمثل قصة قديمة في الشؤون الدولية، وهناك مقولة شهيرة بأنه إذا وقعت أحداث في أماكن نائية، أو مناطق بعيدة عن التغطية الإعامية، فإنها لم تقع في حقيقية الأمر بالنسبة لنا إذا لم نعلم بها، فالإدراك هو الأساس. وقد كانت بعض شركات الاستشارات الشريرة تنصح بعض الدول التي تعاني اضطرابات أمنية، بأن تضرب بعيداً عن وسائل الإعام.

وقد انتشرت عبر التاريخ صور معروفة شكلت "أيقونات"، كورقة تشمبرلين رئيس وزراء بريطانيا، وصورة انفجار قنبلة هيروشيما في اليابان، وإخراج أينشتاين لسانه، وفتاة فيتنام الهاربة من النابالم، ورجل الدبابات في ساحة تيان إن مين في الصين، ثم في فترات تالية، مشهد تفجير برجي مبنى التجارة العالمية بنيويورك، وتخيل صورة البوعزيزي في تونس، وغيرها، لكن ما يحدث حالياً، شيء آخر.

الشيء الآخر، هو أنه في كل عملية إرهابية كبيرة، يتم التعامل على مستويين، من جانب الجماعات المنفذة لها، الأول هو الضربة الرئيسية المادية ذاتها، التي يتم خالها استهداف وقتل بشر، بما لذلك من تأثير، ثم الضربة الثانية النفسية، التي يتم من خالها بث "الفيلم" الذي يظهر كيف تم ذلك، من دون أو بعد مونتاج يهدف إلى إحداث أثر معنوي، قد يتجاوز عمقه أحياناً ما حدث على الأرض، وقد يتم الرد على هؤلاء بالطريقة نفسها، فإعادة الاتزان النفسي لدى الشعوب تحتاج إلى "صور مضادة" في كثير من الأوقات.

كانت الموضوعات التي تم التفكير فيها، ليحتويها هذا العدد، أو العدد التالي، من مجلة اتجاهات الأحداث متعددة، ويفترض أنها تقرر الكثير عن حالة الإقليم، من الناحية الأمنية على الأقل، في المرحلة الراهنة، مثل: 1- إن أمن الحدود في المنطقة لايزال يمثل مشكلة كبرى، وبالتالي فإن ما يجري في دولة ما قد ينسحب مباشرة على الدولة المجاورة، فمهمة أي دولة هي أن تحمي حدودها من جانبها، ويمكنها أن تفعل ذلك، لكن بتكلفة كبيرة، وجهد "فوق الطاقة"، إذا لم يكن هناك طرف يحمي حدوده على الجانب الآخر. وقد وصلت المشكلة إلى مستويات مأساوية، ترتبط بانهيار كامل للحدود، أو وجود طرف معاد على الجانب الآخر، ومن هنا ظهرت مسألة المناطق العازلة، أو حوائط الصد، في حالات كثيرة عبر المنطقة العربية. فمناطق التماس بين أطراف الإقليم أصبحت " ملتهبة" بشدة، وتثير مشاكل وتوجد "حقوقاً" أكثر مما تم الاعتياد عليه. 2- إن الجيوش العشائرية قد ظهرت في أنحاء مختلفة من المنطقة العربية، في ظل انهيار أو تصدع أو تقاعس بعض الجيوش النظامية عن القيام بمهامها، بحيث تركت الكيانات الاجتماعية داخل الدول في مواجهة العواصف المسلحة، مما قاد إلى تولي القبائل أو العشائر المهمة بتشكيل قوات شبه نظامية أو ميليشيات مسلحة. ولا تتمثل المشكلة هنا فيما تثيره بشأن الاقتتال الأهلي با ضوابط، وإنما بكيفية التعامل معها في الفترات التالية. والمسألة أن ذلك بدا ضرورياً في بعض الأحوال، على نحو ما قاد إلى ظهور تعبير مثل "خصخصة الأمن"، لكن الوضع الحالي يثير أسئلة، فهناك حالة تأهب اجتماعية داخل عدة دول. 3- إن التهديدات المرتبطة بالبحار قد تصاعدت، فقد كان هناك تعبير وحيد يعبر عن هذا القطاع هو "الأمن البحري"،

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates