Trending Events

كيف يتعامل أوباما مع الشرق الأوسط؟

أ. هشام الغنام

-

يبدو أن وعود الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحماية دول الخليج يجب أخذها بقليل من الثقة والكثير من الشك. فأقواله أقرب ما تكون إلى (تطييب للخواطر) أكثر منها التزاماً جاداً بتوفير حماية كاملة كما السابق.

لا يجب أن يكون هناك استنتاج سريع من جانب آخر بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستتخلى فجأة عن تطوير قدرات دول الخليج الدفاعية، بل على العكس تماماً ستستمر في تسليح دول الخليج، لأجل غير مسمى، لكنها لن تلتزم ولن تذهب أبعد من ذلك. ويكون السؤال المشروع إذن بالنسبة إلى دول المنطقة ماذا يحدث حقيقة في العلاقات الأمريكية الإيرانية؟ وهل بالفعل تحركت عجلة الحوار الإيراني الأمريكي وبشكل جدي للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة الإيرانية؟ وما هي تبعات هذه الحركة وإلى ماذا ستفضي؟ لقد كان التحالف الأمريكي الخليجي من أهم الأوراق المطمئنة لدول الخليج، والتي تعطيها تفوقاً نوعياً على إيران. ومن ثم سوف تراقب دول الخليج عن كثب عجلة العلاقات الأمريكية الإيرانية خلال السنوات القادمة، خاصة أن إدارة أوباما تسعى جاهدة إلى تسوية سياسية مع إيران وإقفال هذا الملف قبل رحيل أوباما من البيت الأبيض ونهاية ولايته. ولا شك أن المحادثات الإيرانية الأمريكية الجارية هي خطوة كبرى ونوعية في هذا الاتجاه.

اأولاً: كيف ينظر اأوباما للاتفاق الاإيراني؟

كيف ينظر الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المنطقة؟ سؤال في غاية الأهمية والإجابة عليه شديدة التعقيد. بداية يجب الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي يتعرض لضغوط كبيرة داخلية أكثر منها خارجية في اتخاذه للقرارات والمواقف. ومن ثم فإن أغلب تصريحاته المعادية لإيران، على سبيل المثال، تأتي في سياق صراع داخلي ومزايدة مع خصوم حزبه، وخصومه من جمهوريين وغيرهم. وفي الوقت نفسه تأتي كترضية للوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية، لتقليل خسائر الحزب الديمقراطي في أية انتخابات مقبلة في حال تم الاتفاق الإيراني.

من جانب آخر يريد أوباما أن يكون الاتفاق الإيراني خاتمة لعهده وإنجازاً يخلده له التاريخ السياسي الأمريكي كزعيم تمكن مما لم يتمكن منه سابقوه. أوباما حريص أكثر حتى من الإيرانيين أنفسهم على الخروج بتسوية مرضية للجميع في الملف الإيراني، والجميع هنا هما الطرفان الأمريكي والإيراني. أوباما يرى كما يرى كبار مستشاريه وقيادات حزبه أن هذا هو أبلغ رد على أعدائه الداخليين الذين احترفوا إهانته والتحقير من قدراته، خاصة فيما يتعلق بالملفات الخارجية طوال سنين ولايته. فينبغي الحذر إذن عند تحليل أفعال أوباما وتصريحاته وعدم عزلها عن سياقها وهو الصراع السياسي الأمريكي الداخلي.

ثانياً: كيف ينظر اأوباما للمنطقة؟

من الحقائق الثابتة أن الرئيس الأمريكي

 ??  ??
 ??  ?? باحث سعودي متخصص في العلاقات الدولية- واشنطن
باحث سعودي متخصص في العلاقات الدولية- واشنطن

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates