Trending Events

Leading From Behind

التداعيات السلبية للاستراتيج­ية الأمريكية في الشرق الأوسط حازم عمر

-

ليس غريباً أن تحظى منطقة الشرق الأوسط باهتمام قطاع كبير من الباحثين، لاسيما أن هذه المنطقة اتسمت بعدم الاستقرار، وعدم القدرة على التنبؤ بمستقبلها، وفقاً لما تشير إليه العديد من التحليلات. وكلما اتجهت نحو الاستقرار، وقعت انفجارات عمقت من أزمتها سواء بفعل عوامل داخلية أو خارجية، فضلاً عن تعقد نمط تفاعلاتها، نتيجة تضارب وتداخل أهداف ومصالح الفاعلين في المنطقة، وبروز فاعلين جدد لديهم مصالح متشابكة، على نحو يجعل خريطة المنطقة في حالة تغير بشكل مستمر.

وفي هذا السياق، يسعى هذا التقرير إلى عرض الاتجاهات السائدة في عدد من مراكز الأبحاث الغربية تجاه التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، لاسيما فيما يتعلق بالمكاسب التي حققتها قوات البشمركة الكردية خلال مواجهتها تنظيم "داعش" في الفترة الماضية من ناحية، وتشجيع الولايات المتحدة الأمريكية لشركائها في المنطقة لإنشاء معاهدة دفاع مشتركة من ناحية ثانية، وتحديات الاستراتيج­ية الأمريكية المتمثلة في القيادة من الخلف من ناحية ثالثة.

اأولاً: الحرب على داع�ص"- مكا�سب جانبية للاأكراد

تشير الباحثة "دينيس ناتالي" في مقالها بمجلة فورين آفيرز) إلى أن السياسات الانتهازية التي تتبعها قوات البشمركة الكردية في مواجهة تنظيم "داعش"، قد تؤدي إلى تعقد الأزمة، لاسيما مع تمكنها من استعادة نحو -30% 25من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، وتمكنها من فرض سيطرتها على تلك الأراضي. فالسياسات الانتهازية التي اتبعتها قوات البشمركة كان من شأنها تعزيز نفوذها، حيث إن المكاسب التي حصلت عليها لم تتوقف عند حدود العراق بل امتدت للحدود السورية، فضلاً عن استثمارها للضربات العسكرية الجوية لقوات التحالف في توسيع حدود الكانتونات الكردية التي تتمتع بالحكم الذاتي.

وتشير المقالة إلى أن الأمور قد تتطور إلى الأسوأ نتيجة قيام قوات البشمركة بتشريد القبائل السنية من منازلهم وأراضيهم، ورفضهم لعودة التجمعات العراقية السنية إلى الأراضي التي كانت بحوزة "داعش"، وهو ما يعطي فرصة لتنظيم "داعش" في استغلاله لهذا الأمر وتجنيده للعديد من أبناء القبائل السنية داخل صفوفه.

وباستغلال كل من حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني حالة التوتر السياسي التي تمر بها العراق بين مختلف الطوائف لتعزيز مكاسبها من التحالف الدولي للحرب على "داعش"، إضافة إلى تقوية شبكة علاقاتها مع طهران، قد يترتب عليه تبعات إقليمية واسعة تؤثر على حالة الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، وتحذر دينيس من توسع الطموحات الكردية، حيث ترى أن الاعتماد على الأكراد وإمداد الحكومة الكردية بالأسلحة دون قيد أو شرط، في الحرب ضد "داعش"، من شأنه أن يحقق مكاسب لكل من إيران وحكومة إقليم كردستان فيصبح القضاء على "داعش" سبباً في زعزعة الاستقرار الإقليمي على المدى الطويل لدول منطقة الشرق الأوسط. وفي مقال بمجلس سياسات الشرق الأوسط يؤكد "يول جانسكي"

أن تنظيم "داعش"، يمثل أحد أهم مظاهر التغيير الجوهرية التي يمر بها منطقة الشرق الأوسط، إلا أن صعود عدد من الحركات الانفصالية الأخرى مثل الأكراد في سوريا والعراق، من شأنه أن يوفر البيئة الخصبة لحدوث حالة من الاضطراب في المنطقة، فالصعود الكردي على مدار الفترة الماضية وتصدره للمشهد السياسي في سوريا والعراق وسيطرته على عدد كبير من الأراضي العراقية التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" واستغلالهم لحالة الحرب الأهلية التي تمر بها سوريا وإعلانهم الاستقلال عن سوريا في يوليو 2012، من شأنه أن يؤدي إلى تغيير الحدود المصطنعة في الشرق الأوسط التي أنشئت بعد الحرب العالمية الأولى.

ومثّل ارتفاع عدد المقاتلين الأجانب هاجساً لحكومات العديد من الدول الغربية، فطبقاً لإحصائيات مركز مكافحة الإرهاب القومي في الولايات المتحدة الأمريكية الصادرة في فبراير 2015، بلغ عدد المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق ب 20000 من 90 دولة من مختلف دول العالم، ويشير دانيال بيمان

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates