Trending Events

هل يمكن إعادة تأهيل الكوادر الإرهابية؟

أ. يوسف الديني

-

دأبت الاستراتيج­ية الأمريكية لمكافحة الإرهاب، والتي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، على النظر إلى الإرهابي باعتباره شخصاً يهدد أمنها القومي ويجب التخلص منه.

على الرغم من تأخر التعامل مع الإرهاب كأزمة عالمية، تتعدى التعامل مع أشخاص مندفعين نحو التطرف والعمل المسلح، أو النهوض بعمليات انتحارية لتحقيق أهداف أكبر، فإن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بدت لحظة تاريخية فاصلة دفعت نحو إعادة النظر في كثير من المعطيات تجاه معضلة الإرهاب، لاسيما الإرهاب المستند إلى أيديولوجية دينية متشددة.

اأولاً: المواجهات الاأمنية لي�ضت كافية

لقد باتت مواجهة الإرهاب على رأس قائمة أولويات العديد من دول العالم، وبالأخص الدول المتضررة من الإرهاب، ومنها الولايات المتحدة، التي أطلقت يدها الطويلة في المنطقة تحت ذريعة الحرب على الإرهاب، وبدأت تبني عمليات مختلفة منها الضربة القاصمة لتنظيم القاعدة في أفغانستان عام 2001، ثم الحرب على العراق لاحقاً 2003.

بدت المسألة الأمنية هي المحك الرئيسي والأساسي في عاقة الولايات المتحدة مع باقي دول العالم، وفي تعاملها أيضاً مع الإرهاب. وأدت العمليات التي قامت بها الولايات المتحدة، وهي تمارس دور "شرطي العالم" الذي يريد تطهيره من الإرهابيين، إلى إحداث تصدعات عميقة في جسد تنظيم القاعدة، لكنها من زاوية أخرى ساهمت في استثمار التنظيم لما حدث له في استقطاب المزيد من الكوادر، ولاحقاً عولمة "الإرهاب". وأصبح السؤال في مراكز صناعة القرار والبحث الأمريكية: هل يمكن احتواء الإرهاب؟

لقد أدى هذا الوضع إلى التفكير، إلى جانب المواجهة المسلحة مع المتطرفين، في البحث عن استراتيجية موازية تقوم على الحيلولة بين بؤر التوتر والتطرف في المنطقة وبين استقطاب المزيد من المقاتلين والكوادر العنيفة. لكن الإشكالية أن هذه الاستراتيج­ية فشلت لعدم وجود نوايا حقيقية لإعادة التأهيل لمن تورط في قضايا إرهابية، أو حتى لتلك الحشود التي تم اعتقالها من أفغانستان والعراق دون تمييز بين الفئات المختلفة والدوافع المتباينة. وكان الشعار الوحيد الذي تنطلق منه هذه الاستراتيج­ية التي تشبه "حلول الوجبات السريعة على الطريقة الأمريكية" هو حماية الأمن القومي، بغض النظر عن انعكاسات ذلك على الأمن العالمي مما ساهم في صناعة المزيد من الإرهابيين الحانقين على الولايات المتحدة بسبب تجربة الاعتقال سواء في أبو غريب أو في غوانتنامو.

ثانياً: جهود اإعادة تاأهيل الاإرهابيي­ن

إعادة التأهيل فكرة قديمة ولدت مع السجون والجرائم الجنائية، لكنها طرحت على استحياء فيما يخص ملف الإرهاب، لاسيما مع التضخيم الإعامي الذي يصل إلى حد تحويل الإرهابي وخطورته وكأنه هبط من كوكب آخر، مما ساهم في ضياع فرص عديدة تتعلق بطرح برامج معتدلة حول إعادة دمج المتطرفين، وإعادة إنتاج خطابات دينية مضادة ومعتدلة. لقد أشارت الأبحاث

 ??  ??
 ??  ?? يوسف الديني كاتب وصحفي بجريدة الشرق الأوسط ومجلة المجلة - لندن
يوسف الديني كاتب وصحفي بجريدة الشرق الأوسط ومجلة المجلة - لندن

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates