Trending Events

ما هي أسباب استعصاء حل الأزمة السورية؟

د.إدريس لكريني

- أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق، جامعة القاضي عياض، المغرب

يعد تطور الأزمة السورية مثالاً نموذجياً للكيفية التي تتداخل فيها عشرات المتغيرات الداخلية والخارجية بصورة تجعل من التوصل إلى حل لها أمراً شديد التعقيد.

تتداعى إلى الذهن مع ذكر الأزمة السورية متغيرات منها: العنف، الدموية، البعد الإنساني، اللاجئون، نظام بشار الأسد، المحتجون، الفواعل الخارجية، الفواعل من دون الدول، العمل المسلح... إلخ، وجميعها تعمل جنباً إلى جنب لتعقد المشهد بصورة كاملة. ومن ثم فإن التساؤل حول لماذا لا تحل هذه الأزمة؟ تكون إجابته تحليل عشرات العوامل التي تدفع نحو استمرار هذه الأزمة.

منذ البدء اتّخذ مسار الحراك في سوريا طابعاً دموياً، نتيجة للعنف المبالغ فيه الذي قابل به النظام السوري المحتجين والمتظاهري­ن في مختلف مناطق البلاد. ومن ثم أكدت الحالة السورية أن التغيير الذي يرافقه العمل المسلح، لا يخلو من صعوبات ومخاطر، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمواجهة نظام يصعب التمييز فيه بين ما هو سياسي وعسكري، أو عندما يصبح العسكري في خدمة السياسي والعكس أيضاً. ونتيجة لاستخدام العمل العسكري من قبل الدولة، تصاعدت الانتهاكات ضد المدنيين السوريين، مما خلف عدداً كبيراً من الضحايا، ونزوح نحو 4 ملايين سوري إلى خارج سوريا (ما يقدر /1 6عدد السكان)، منهم من اتجه إلى الزعتري بالأردن، أو إلى لبنان وتركيا وإلى مناطق مختلفة من العالم تحت ضغط الإكراهات الأمنية والاجتماعي­ة والسياسية. من جانب آخر أدى حمل المعارضة للسلاح، وانقسامها حول مجموعة من القضايا الجوهرية، إلى تعميق المشكلة وتعقيد الوضع.

والسؤال إذن، ما هي العوامل الأساسية التي من شأنها تعقيد الأزمة السورية وتجعلها غير قابلة للحل إلى الآن؟

اأولاً: دور الاأطراف الدولية

تؤكد التجارب الميدانية أهمية المحيط الدولي الداعم للتغيير في عدد من الأقطار، ويمكنه أن يلعب أيضاً دوراً سلبياً في كبح التحول، عبر تقديم العون والدعم للأنظمة الموجودة، وتشديد الخناق السياسي والاقتصادي على المعارضة. ومن ثم تلعب مواقف وتحركات الدول والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية دوراً مهماً في دعم التغير أو كبحه عبر أسلوب الاعتراف، أو إصدار تقارير تفضح وتدين الجرائم والانتهاكا­ت المرتكبة، أو الامتناع عن ذلك. كذلك يمكن للمحدد الخارجي أن يكون حاسماً ومفصلياً في هذا الإطار، إذا ما تبلور في صورة قرار حاسم صادر عن مجلس الأمن بموجب الفصل السابع، أو عبر قيام دولة أو مجموعة من الدول بتسليح أحد الطرفين أو التدخل العسكري لدعمه، كما حدث في ليبيا عندما تدخل حلف "الناتو" بتنسيق مع الأمم المتحدة، مما عجّل بإسقاط نظام القذافي.

والثابت إلى الآن، أن المحدد الدولي يلعب دوراً سلبياً في مسار الأزمة السورية، حيث تباين المواقف بين السعودية الداعية لإسقاط نظام بشار الأسد، وإيران التي تربطها علاقات بالنظام السوري، فيما لم تخف الصين رفضها لأي تمدد للحركات الإسلامية في المنطقة يمكن أن ينتج عن سقوط نظام الأسد، أما الموقف الأوروبي فما زال

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates