Trending Events

مصالح ظرفية:

أسباب تراجع التأثير الإيراني في أمريكا اللاتينية

-

بعد ما يقرب من عقد على الوجود الإيراني المعلن في قارة أمريكا اللاتينية، ونجاح إيران في تطوير استراتيجية طموح لتعزيز نفوذها وقوتها الناعمة في المنطقة، تشهد العلاقات الإيرانية مع أمريكا اللاتينية تراجعاً ملحوظاً، لتعود بها تدريجياً إلى حالتها الطبيعية السابقة على هذا التقارب الاستثنائي. وهو ما يؤشر إلى حدوث تغير في مكونات المشهد السياسي والعوامل التي ساهمت في توطيد العلاقة بين الطرفين.

تجدر الإشارة، في البداية، إلى حقيقة أن العلاقات الإيرانية – اللاتينية لم تشهد تطوراً كبيراً إلا في النصف الثاني من العقد الماضي، فقبل هذا التاريخ، لم تكن العلاقات السياسية بين الطرفين تذكر، ولم تقم طهران علاقات دبلوماسية إلا مع عدد محدود من بلدان القارة، وكانت التجارة بين الطرفين، باستثناء البرازيل، محدودة للغاية، بل ويمكن القول إن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) كانت الساحة الوحيدة، تقريباً، التي تتلاقى فيها المصالح الإيرانية مع دول هذه المنطقة.

وقد تطورت العلاقات على نحو مفاجئ وسريع بحلول عام 2005 بسبب تغير المناخ السياسي في دول أمريكا اللاتينية، وساعدت عدة عوامل سياسية وأيديولوجي­ة واقتصادية على إعطاء دفعه لهذه العلاقات، وهو ما أسفر، في النهاية، عن زيادة الوجود الإيراني في المنطقة وتنامي أنشطتها.

وعلى الرغم من كثافة التفاعلات الإيرانية مع دول المنطقة، وتطورها في وقت قياسي، فإنه كان وجوداً عابراً، وهو ما وضح من انتكاسة العلاقات ما بين الطرفين بسبب عدد من التطورات من أبرزها وصول حكومات جديدة إلى

الحكم، سواء في إيران أو في عدد من دول أمريكا اللاتينية، وتوصل إيران والقوى الكبرى لاتفاق حول برنامج طهران النووي، وهو ما أدى لتراجع أولوية العلاقة بين الطرفين وأهمية المنطقة لإيران.

اأولاً: عقد ا�صتثنائي

شهد العقد الماضي تطوراً كبيراً في العلاقة بين إيران ودول أمريكا اللاتينية، فزيارات رئيس إيران آنذاك، محمود أحمدي نجاد، إلى المنطقة (بمعدل أكثر من زيارة في كل عام)، فضلاً عن زيارات رؤساء دول أمريكا اللاتينية إلى طهران، وافتتاح مكاتب دبلوماسية إيرانية دائمة في عدة بلدان، وتوقيع مئات المعاهدات في شتى المجالات، كل هذه التحركات أعطت انطباعاً بأن علاقات غير مسبوقة واستثنائية يتم بناؤها، ومن شأنها أن تكفل نفوذاً إيرانياً قوياً في هذه المنطقة، وتشكيل تكتل دولي مناوئ للمصالح الأمريكية.

ولعل السياق الذي سمح بتنامي هذه العلاقات كان نتاج عدد من العوامل، التي اتسمت بالظرفية، وتتمثل فيما يلي:

• حاجة إيران إلى مواجهة العزلة الدولية، التي فرضتها

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates