Trending Events

الفولكلور الجهادي:

استخدامات غير تقليدية للأناشيد من قبل جماعات التطرف وفقاً للتحقيقيات الألمانية، كان ”أريد أوكا“الألماني من أصول كوسوفية، والمتهم بقتل جنديين أمريكيين في مطار فرانكفورت في عام 2011، ”ذئباً منفرداً“( 1 ،) وقبل قيامه بإطلاق النار على الجنود الأمريكيين كان يس

- هالة الحفناوي

ويخالف ذلك الموقف الاعتقاد السائد بأن ما يحب الجهادي الاستماع إليه في هذه اللحظات قبل إتمام العملية الإرهابية هو بعض الآيات القرآنية، أو إحدى الخطب الجهادية الرنانة، التي تحث على الجهاد لكي تعينه على إتمام هذا العمل المضاد للفطرة.

وبنظرة أوسع، نجد أن الموسيقى تلعب دوراً أساسياً في حياة المقاتلين، ففي مقابلة مع جنود أمريكيين حاربوا في العراق، أشار بعضهم إلى الدور المحوري للموسيقى في حياتهم اليومية أثناء فترة الحرب، إذ كانوا يستمعون لموسيقى الراب والميتال قبل الذهاب للمهام القتالية، وكانوا يفضلون سماعها في مجموعات لرفع روحهم المعنوية وملئها بالطاقة والعزيمة الازمة للقتال(2).

وفي الثمانينيا­ت انتشرت موسيقى ما يعرف ب "راب العصابات" (Gangsta Rap )، والتي تعبر عن حياة العصابات، وتغني للأسلحة والجريمة، وتتضمن إساءات ضد المرأة)3،( وقد انتشرت بصورة كبيرة هائلة بين الشباب وكان لها أثر كبير على حثهم على ممارسة العنف، حتى بين العصابات المختلفة، وهذه الأغاني أيضاً كانت من بين الأغاني التي يسمعها الجنود الأمريكان أثناء الحرب( 4 ).

وتُظهر الأمثلة السابقة أن الموسيقى تعد مكوناً أساسياً في ساحات الصراعات، بغض النظر عن خلفية الأطراف المشاركة فيها، حيث تلعب "الأغنية الحماسية" مثل أغاني الانتفاضات والثورات والأغاني الوطنية والأغاني التي تعبر عن ميادين الحروب وغيرها دوراً تعجز عن أدائه العديد من الخطب السياسية أو غيرها من الخطب المنطقية، فتأثيراتها عميقة في الوجدان، فهي تشعل شعور المستمع لها وتملأه بالطاقة والعزيمة.

وعلى الرغم من الدور الذي تلعبه الموسيقى أو الأناشيد في فترات الحروب أو الثورات التي تمر بها المجتمعات، سواء بقدرتها على تعبئة وجدان الرأي العام أو التخفيف من وطأة الآلام المعنوية التي تمر بها المجتمعات أثناء تلك الفترات، فإن الموسيقى في نهاية الأمر ما

هي إلا أداة يتحدد اتجاه تأثيرها بحسب من يقوم بتوظيفها، فهي إما أداة نبيلة في يد الجيوش، والجماعات الثورية التي تدافع عن حقوقها، أو لها أثار سلبية إذا وظفتها العصابات والجماعات المتطرفة أو الإرهابية.

اأولاً:الاأنا�صيد الجهادية ودعمالاإره­ابيينمعنوي­اً

تشير المتغيرات الحالية للجماعات المتطرفة، سواء انضمام الجهاديين الأجانب، أو انضمام فئات من خلفيات اجتماعية واقتصادية وثقافية متنوعة، وغيرها من المتغيرات التي لم تكن موجودة من قبل، إلى إن فكرة الالتحاق بالجماعات المتطرفة لم تعد تعتمد على الأبعاد الأيديولوج­ية أو المنافع المادية وحدها، ولكن هناك جانباً معنوياً نفسياً لا يمكن إغفاله، فقد لاحظ توماس بوير (Thomas Bauer ) أن "الشغف والحماسة" يلعبان دوراً في صناعة العمل الإرهابي وليست الفكرة وحدها، وأن هذا الشغف لا ينتج أعمالاً قتالية فقط، بل ينتج أشعاراً ونثراً وكتابات تحافظ على مستوى الحماس المطلوب للحفاظ على استمرارية الأعمال الإرهابية)5).

ولا تنطوي حياة الجماعات الإرهابية أو أنشطتها على الجانب العسكري القتالي فقط، فهناك بعد آخر لا يقل أهمية، يتمثل فيما يعرف باسم "ثقافة الجهاد"، والتي تعتبر بالمعنى السوسيولوج­ي أسلوباً للحياة اليومية (Lifestyle)، فبقاء الجماعة الإرهابية واستمرار الأفراد داخلها لا يتوقف على العوامل المادية فقط، بل يعتمد كذلك على الجوانب المعنوية)6.( وهنا تعد الأناشيد والأهازيج من أهم الأدوات التي تؤدي هذه الوظيفة، ولذلك حرصت الجماعات الجهادية على إنتاجها وتوجيه الموارد المادية والبشرية لصناعتها.

وتعد معظم الأناشيد الشائعة حالياً لدى معظم الجماعات الإرهابية هي إعادة إنتاج لتراث الأناشيد الذي تمت كتابته في فترة السبعينيات والثمانيني­ات، عندما بدأت جماعات الإسام السياسي والجماعات الإرهابية في مصر وسوريا استخدام الأناشيد وتوظيفها في الصراع ضد الحكومات القائمة، والذي لم يكن صراعاً مسلحاً، بل كانت صراعاً للسيطرة على الثقافة العامة كذلك.

وكانت تلك الفترة قد عرفت انتشاراً كبيراً للأناشيد الإسامية التي حاولت من خالها جماعات الإسام السياسي، ضمن مجموعة من الأدوات الأخرى، التأثير على الثقافة العامة، وأسلمة المجال العام، وخلق بديل "إسامي" لكل تفاصيل الحياة، غير أنها كانت تعكس بعض الرسائل والمعتقدات الفكرية التي تحاول الجماعات الإسامية بثها في الضمير الجمعي، لكنها تحولت من أداة للقوى الناعمة إلى أداة للتحفيز على العنف، مع اتجاه بعض الجماعات المتطرفة إلى العنف، فظهرت الأناشيد "الجهادية" التي تحرض عليه وتثمن الجهاد والحرب ضد أعداء الإسام، بل وقد استغلت بعض الجماعات المتطرفة ذلك التراث من الأغاني الحماسية التي صاحبت الانتفاضة الفلسطينية للحث على مواجهة الاحتال الإسرائيلي لتتاجر بهذه القضية باعتبارها الهدف النهائي الذي يتم الجهاد من أجله.

وقد كان أول استخدام للأناشيد "الجهادية" من قبل جماعة إرهابية دولية كالقاعدة قد ظهر مع بداية "الجهاد الدولي" في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي، إذ تم إطاق واحد من الأناشيد يسمى "قافلة الشهداء"، والذي عرف في جميع أرجاء الدول العربية، وكان له تأثير كبير على "المجاهدين العرب"، ومازال يستخدم حتى الآن من قبل عدد من التنظيمات الإرهابية الأخرى( ).

وبوجه عام تستخدم معظم الجماعات الإرهابية، سواءً السنية أو الشيعية، الأناشيد الجهادية الآن، ولكن الاختاف بينهما يكمن في الأدوات الموسيقية التي يتم الاعتماد عليها، فالجماعات الشيعية، مثل حزب اله، ليست لديها أي تحفظات على استخدام أي أدوات موسيقية، على عكس الجماعات الجهادية السنية، والتي تحرم استخدام الآلات الموسيقية باستثناء الدف(8،( غير أن دور الأناشيد لم يكن دائماً بهذا التأثير الكبير في الثقافة "الجهادية" مثلما هو تأثيرها في الوقت الراهن)9،( لاسيما مع تصاعد توظيفها من قبل تنظيم "داعش" بصورة أساسية، وهو ما سيتم تناوله لاحقاً.

ثانياً: اأنماط الاأنا�صيد الجهادية

يمكن القول إن الأناشيد الجهادية ليست نمطاً واحداً، إذ يمكن التمييز بين أربعة أنماط أساسية هي: • أناشيد المعركة (Battle Hymns ): وتندرج النسبة الكبرى من الأناشيد تحت هذا النمط، وتهدف إلى حث الإرهابيين وتعبئة مشاعرهم "للقتال" وقت الحرب، وعادة ما تشير كلمات هذه الأناشيد إلى النضال من أجل استعادة الكرامة والحرية، وتركز على شجاعة وبسالة مقاتليهم الذين لا يخشون إلا اله، في مقابل وصف العدو بأنه الطاغوت الذي يجب التخلص منه نظراً لتسببه في كل الأزمات للمسلمين( 10 ). • أناشيد "الشهداء": وتمجد الذين قتلوا في المعارك أو خاضوا عمليات انتحارية، حيث تركز هذه الأناشيد على الإعاء من قيمة التضحية بالذات في سبيل الأمة، والتأكيد على أن مثواهم الجنة، وتحث باقي الأفراد على الأمر ذاته( 11 ). • أناشيد الرثاء: وتوجه إلى شخص بعينه قتل في إحدى العمليات المسلحة أو الإرهابية، وتحكي قصته وتمجد في صفاته وشجاعته، ومن ذلك إصدار تنظيم القاعدة في عام 2010 مجموعة من أناشيد أطلق عليها "مع الخالدين"، والتي يتناول كل منها أحد قتلى التنظيم ويمجده. • أغاني السجون والمعتقلين)12:( تعد المعتقات والسجون من الموضوعات التي يخصص لها بعض الأغاني، سواء

عن المعتقلين أو عن حياتهم وقت الاعتقال.

ثالثاً:�صدارة داع�ش فياإنتاجال­اأنا�صيد الجهادية

كما سبق لم يرتبط انتشار الأناشيد لدى الجماعات الإرهابية والمتطرفة بظهور تنظيم "داعش"، لكن التنظيم يتصدر اليوم هذه الجماعات في إنتاج الأناشيد، تماماً كما تفوق عليها في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال، حتى أصبح أقوى التنظيمات الجهادية التي تستخدم هذه الأداة، ففي حين تعتمد معظم الجماعات على إعادة تدوير الأناشيد "الجهادية" القديمة، يمتلك "داعش" جناحه الخاص والملتزم بتلك الوظيفة ولا يقوم بغيرها، وهو "مؤسسة أجناد للميديا" Ajnād Foundation For Media ( )Production(13) والتي أنشأها أبوبكر البغدادي في عام 2013، لخلق هوية منفصلة للتنظيم ليختلف عن غيره من التنظيمات الجهادية)14).

ويهدف "داعش" من خال تلك الأناشيد إلى تشجيع عناصره على تغيير العالم وتعزيز الانتماء والحلم بما يطلق عليه "الدولة المتخيلة" ورسم مامحها، ويشيع استخدامها من قبل أتباعه في حياتهم اليومية، إذ تقوم بعض السيارات الواقعة في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم بتشغيل الأناشيد "الجهادية"، فيما يشبه ما كانت تقوم به العصابات الأمريكية في مناطق نفوذها، حيث كانت تستخدم أغاني الراب لتعزيز فكرة سيطرتها عليها)15).

ولعل ما يؤكد تأثير الأغاني "الجهادية الداعشية"، أن هناك بعض الجماعات الجهادية المنافسة ل"داعش" حرمت على أتباعها الاستماع أو استخدام الأناشيد التي يصدرها "داعش" داخل المناطق التي يسيطر عليها)16.( ويرجع ذلك التفوق لعدة أسباب بعضها يكمن في سمات الأناشيد التي يصدرها "داعش"، وأسباب أخرى تتعلق بتوظيف الأغاني.

ويمكن القول إن للأناشيد "الداعشية" سماتها الخاصة، والتي تختلف عن غيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى، وهو ما يمكن إيضاحه في التالي: • تنوع الموضوعات: فا تقتصر أناشيد "داعش" على الجوانب القتالية أو قطع الرؤوس فقط، بل تنتج منها ما يدخل في تفاصيل الحياة اليومية وامتداح الحياة في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم. وقد يرجع ذلك بصورة أساسية إلى قدرة التنظيم على السيطرة على مناطق وحكمها، وهو ما يعد غير مسبوق بالنسبة للتنظيمات الإرهابية السابقة عليه.

• جاذبة لغير الجهاديين: تجتمع آراء المحللين للأغاني "الجهادية" على أن اللحن الصوتي للأغاني الجهادية سهل الحفظ، ويظل عالقاً في الذهن لفترة بعد سماعه، حتى وإن لم يفهم جيداً ماذا تقول كلمات الأغنية)17،( فهي بعيدة عن الصراخ، وأقرب للحماسة. • مضمون حالم: فا يحمل مضمون الأغاني عنفاً بالضرورة، بل يجسد كذلك ما يعتبره حلم أمة إسامية تطبق الشريعة، وتروج لنفسها داخل مناطقها، مثل نشيد "حياة الأمن والسام"، والذي يقدمه "داعش" في محاولة لإقناع الأفراد داخل المناطق التي يسيطر عليها، ويصورهم على أنهم يستحقون دعم التنظيم(18). • احترافية الإنتاج: عادة ما يتبع النشيد شكاً محدداً، يعتمد على أصوات المنشدين، ولا تستخدم فيه آلات موسيقية، ويعتمد المنتجون على برامج كمبيوتر ذات تقنية عالية لجعل النشيد أكثر جاذبية وذا جودة عالية، غير أن التناسق الذي يغني به المنشدون أيضاً يتم باحترافية مثلما يشير الخبراء، حتى إنه يشبه الأغاني التجارية في جودتها)19).

ومن العوامل التي ساعدت التنظيم في إنتاج تلك الأناشيد بهذا المستوى انضمام عناصر إرهابية متخصصة في هذا المجال، فقد كان من بين المنضمين إليها مغنو راب أوروبيون مشهورون من بينهم راب ألماني معروف يسمى ديزو دوغ (Deso Dogg )، فقد لعب هؤلاء دوراً في إعطاء الطابع الحديث للأغاني الداعشية، بما يجعلها أكثر تأثيراً على الشباب)20.( كما أن هذا التنوع ساعد ولاشك في إيجاد هذه الأناشيد بلغات متعددة مثل الإنجليزية والألمانية وغيرها، وبالتالي اتسعت قاعدة المستمعين إليها.

على الرغم من الدور الذي تلعبه الموسيقى أو الأناشيد في فترات الحروب أو الثورات التي تمر بها المجتمعات، سواء بقدرتها على تعبئة وجدان الرأي العام أو التخفيف من وطأة الآلام المعنوية التي تمر بها المجتمعات، فإن الموسيقى في نهاية الأمر ما هي إلا أداة يتحدد اتجاه تأثيرها بحسب من يقوم بتوظيفها، فهي إما أداة نبيلة في يد الجيوش، والجماعات الثورية التي تدافع عن حقوقها، أو لها أثار سلبية إذا وظفتها العصابات والجماعات المتطرفة أو الإرهابية.

رابعاً: وظائف واأهداف الاأنا�صيد الداع�صية

يهدف "داعش": من وراء إنتاج هذه الأناشيد "الجهادية" إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، منها ما يرتبط بالرغبة في تعزيز هوية التنظيم، أو شن حرب نفسية ضد خصومه، أو تحقيق انتشار له على الإنترنت، وهو ما يمكن تفصيله فيما يلي:

• خلق وتعزيز هوية ل "الدويلة المتوهمة": صاحبت محاولات "داعش" الأولى لإنشاء دولة إسامية إطاق نشيد "أمتي قد لاح فجر"، والذي أصبح بمنزلة "النشيد الوطني" للتنظيم، يحاول من خاله خلق هوية متميزة له وتعبئة المنتمين له حول فكرة إقامة الخافة المتوهمة، وأنها أصبحت حقيقة على أرض الواقع، ومركزاً لاستقطاب العناصر المؤمنة بها، فضاً عن تهيئتهم للحرب الكبرى ضد "دار الكفر"(21).

وما يؤكد على تأثير هذه الأغنية وأنها أصبحت رمزاً لقيام الخافة المتوهمة من قبل التنظيمات الإرهابية الأخرى، فقد تم توظيفها من قبل أبوبكر شيكاو، زعيم تنظيم بوكو حرام في نيجيريا، في الفيديو الذي أكد فيه أنه لايزال على قيد الحياة في أكتوبر 2014. • شن الحرب النفسية: لا تقف حدود وظيفة الأغاني على الترويج وتشجيع المريدين، بل هي أداة أيضاً في إدارة الحرب النفسية التي يخوضها "داعش" ضد خصومه، ففي العام الماضي انتشرت أغنية "المالكي: نهايتك غداً"، والتي وجهت لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، لتهدده بأنه ستتم تصفيته من قبل عناصر التنظيم، والتي هدفت في جانب منها إلى ممارسة الحرب النفسية عليه. وعادة ما ينتج "داعش" بالتزامن مع أفعاله الإجرامية، مثل حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة أناشيد يبث من خالها رسائل التخويف والترهيب للعالم، وتمجيد شجاعة عناصره. • تحقيق الانتشار للتنظيم في الفضاء الإلكتروني: يسعى "داعش" لنشر أناشيده "الجهادية" على الإنترنت، فا يخلو منتدى من المنتديات التابعة له، إلا وبه مكان مخصص لهذه الأناشيد "الصوتيات"، ويعمل على نشرها على المواقع العادية التي يتعرض لها مايين الأفراد مثل اليوتيوب أو السوندكاود (SoundCloud) لتحقيق أكبر قدر ممكن من الانتشار. وقد ساعد التنظيم في ذلك عدم القدرة على تحجيم انتشار تلك الأناشيد على الإنترنت، فعلى الرغم من حظر بعضها من على مواقع مشاركة الفيديو المنتشرة على الإنترنت، فإن ذلك يتم بسبب بعض اللقطات العنيفة ومشاهد القتل المصاحبة للنشيد في الفيديو، لكن لايزال حجب الأناشيد الجهادية من مواقع مشاركة ملفات الصوت أمراً شديد الصعوبة. كما أن سياسات بعض المواقع، وبالأخص يوتيوب، تقوم على حذف المواد التي تحرض على العنف، بناءً على ما يرسله المستخدمون من شكاوى(22،( وبالتالي فإنه في حالة عدم الإباغ عن المحتوى المسيء، فإنه قد يستمر على الموقع دون حذفه.

ختاماً، إن ما سبق يشير إلى صحة ما ذهب إليه فيليب سميث، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والمحلل للأغاني الجهادية، حيث يقول: "إذا أردت أن تزرع العقيدة الجهادية أو تعززها أو أن تقوم بالتجنيد، فالأغاني من أكثر الأدوات وأسرعها التي يمكن أن تقوم بذلك")23؛( وهو ما يرجع إلى سرعة تأثيرها على المشاعر، فهي ليست منطقية ولا تحتاج لجهد لكي تتحرك تجاه شيء ما. ولهذا يمكن القول إنه إذا كانت المقولات والحجج الفقهية والشرعية التي تنشرها الجماعات المتطرفة تعمل على تطرف الأفراد على المستوى الفكري، فالأناشيد تقوم بتطرفهم على المستوى الوجداني والروحي.

 ??  ??
 ??  ?? رئيس وحدة تقييم التفاعلات المجتمعية - مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة
رئيس وحدة تقييم التفاعلات المجتمعية - مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates