متلازمة أفغانستان:
اتجاهات الرأي العام الروسي تجاه التدخل العسكري في سوريا
أطلقت روسيا في 30 سبتمبر 2015 حملتها العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا، والتي تمثلت أهدافها الرسمية في حماية الجيش العربي السوري من الانهيار، حتى لا تسقط مؤسسات الدولة الحالية، فضلًا عن القضاء على تنظيمي "داعش"، وجبهة النصرة التابعين لتنظيم القاعدة، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية الأقل نفوذاً وانتشاراً.
وفي مواجهة هذا التدخل الروسي، تصاعد الجدل الداخلي بشأن جدواه ومدى انعكاسه على الداخل الروسي. واختلفت اتجاهات الرأي العام تجاه هذه الخطوة، خاصة في ضوء الذكرى السلبية للتدخل السوفييتي في أفغانستان، وتهدف هذه المقالة إلى بيان موقف وسائل الإعام من التدخل الروسي في سوريا، وموقف الرأي العام من هذا التدخل، خاصة بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الروسية لضمان التأييد الشعبي لهذه العمليات.
اأولاً: و�صائل الاإعلام بين التاأييد والرف�ش
تدعم أغلب وسائل الإعام الروسية الحملة العسكرية في سوريا، وتتسم التغطية الإعامية لهذا الشأن بالإيجابية في العموم، إلا أن بعض القنوات الليبرالية والمعارضة عبرت صراحةً عن موقفها السلبي إزاء تلك الحملة. ويستند كل فريق، سواء المؤيد أو المعارض، إلى مجموعة من الحجج الأساسية، ويمكن إجمال وجهة نظر وسائل الإعام المؤيدة– والتي تتماهى مع موقف الحكومة الروسية– في النقاط التالية:
• محاربة الإرهاب في الخارج قبل أن تمتد تداعياته السلبية للداخل الروسي.
• حاجة الحكومة السورية للدعم العسكري، وإلا فإن مؤسسات
الدولة الرئيسية ستنهار، وفي مقدمتها الجيش العربي السوري، من جراء الهجمات الإرهابية. • الدفاع عن المصالح الروسية في سوريا. في مقابل ذلك، تتأسس وجهة النظر المعارضة على المقولات التالية: • إنهاك الاقتصاد الروسي، جراء التدخل العسكري في روسيا، وذلك في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الروسي العقوبات الغربية المفروضة عليه بسبب الأزمة الأوكرانية. • تعرض الجيش الروسي لخسائر وإصابات "غير ضرورية" في صفوفه جراء التورط في الصراع السوري. • إمكانية استهداف الداخل الروسي بعمليات إرهابية. • زيادة التورط الروسي في الصراع، بما قد يحول سوريا إلى أفغانستان أخرى.
وقد زادت حدة الجدل والنقاش الداخلي بشأن التدخل العسكري الروسي، في أعقاب تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء في الحادي والثاثين من أكتوبر 2015، وإعان "داعش" مسؤوليته عنه، وذلك رداً على التدخل الروسي في سوريا، وهو الأمر الذي أدى إلى احتدام النقاش بين وسائل الإعام، المؤيدة