Trending Events

الطائفية مجدداً:

عودة التوترات العرقية والدينية في شبه القارة الهندية

-

تعاني دول شبه القارة الهندية، في الآونة الأخيرة، من "تهديد وجودي" يستهدف كيان الدولة، ويتمثل في تصاعد الاحتقان الطائفي والعرقي بين مختلف الطوائف، كما في الهند وباكستان وبنجلاديش، بما يهدد النسيج الوطني لتلك المجتمعات، وتتفاقم هذه الأزمات في ظل رعاية النظم القائمة أو تغاضيها أو حتى عجزها عن وقف ممارسات الجماعات المتطرفة التي تتسبب في تلك الأزمات الطائفية، وعدم إقدامها على وضع حلول جدية لمواجهة الاحتقان الطائفي وإزالة مسبباته.

اأولاً: تطرف هندو�صي في الهند

تشهد الهند، على الرغم من كونها دولة علمانية ديمقراطية، تصاعداً في الاحتقان الديني والعرقي) وهو ما كشف عنه التوتر بين الهندوس والمسلمين على خلفية مقتل "محمد أخاق"، أحد المواطنين المسلمين، في أكتوبر 2015 بسبب الاشتباه في تناوله لحم بقر، مما أثار ضجة سياسية هائلة في الهند، وأغضب قطاعات شعبية واسعة، ودفع أكثر من 33 من مشاهير الكتّاب وصانعي الأفام والعلماء إلى رد الجوائز التي كانوا قد حصلوا عليها من الدولة الهندية للتعبير عن سخطهم ضد الظلم الذي يتعرض له المسلمون) ).

أما ولاية آسام الهندية، فقد شهدت صراعاً عرقياً ما بين القبائل البنغالية )والتي تضم مسلمين وهندوس( وقبائل آسام )التي تتحدث اللغة الآسمية(، وتعود أسباب الصراع في جانب منها إلى الهجرة غير الشرعية للمواطنين البنجادشيي­ن إلى ولايتي آسام والبنغال الغربية الهنديتين، والتخوف من أن يؤدي ذلك إلى الإخال بالتوازن الديمغرافي القائم على حساب قبائل الآسام، خاصة في ظل الصراع الحاد بين الطوائف المختلفة على حيازة الأراضي والسيطرة عليها.

ومن جانب آخر، شهدت ولاية البنجاب صراعاً محتدماً

بين السيخ والهندوس، لم تشهده الهند منذ استقالها في عام 1947، والذي نتجت عنه وفاة أربعة آلاف مواطن، وتسبب في تشريد مائتي ألف أسرة، وترجع أسباب تجدد هذا التوتر إلى حقبة الثمانينات، ومطالبة السيخ بالانفصال عن الهند وإقامة دولة سيخية مستقلة تدعى "خاليستان"( ).

ويمكن إرجاع تصاعد الطائفية مؤخراً لعدد من العوامل يمكن إيجازها فيما يلي: • الدور السلبي الذي يلعبه الجناح اليميني المتشدد لحزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي في إشعال الاحتقان الطائفي، وذلك من خال تصريحاته المتطرفة حول الأزمات الطائفية والعرقية المختلفة التي تشهدها الباد، والتي تتراوح بين التبرير الضمني والدعم الصريح، وهو ما ترتب عليه شعور الأقليات في الهند بالاضطهاد. • تغاضي حكومة رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" عن معاقبة الأشخاص الذين يتورطون في إثارة العنف الطائفي، ومن ذلك الاتهامات الموجهة إلى مودي ذاته بتورطه في أحداث شغب ولاية غوجارات، وهو ما وضح في عدم قدرة نظام العدالة الهندي على إدانة الأشخاص التي تورطت في قتل ألفي مسلم.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates