Trending Events

الشرق الأوسط

اتجاهات التحول من ”الفوضى“ إلى ”ضبط“ أزمات المنطقة

-

كيف سيكون إقليم الشرق الأوسط في عام 2016؟ وما الذي تغير نسبياً خال العام الماضي؟ وما الذي بقي على حاله؟ وما الذي أصبح أكثر سوءاً؟!

ربما كانت هذه التساؤلات أكثر تعقيداً عقب اندلاع "الثورات" العربية مباشرة، حينما امتدت حالات "التغير السريع" و"الراديكالي" إلى عموم الإقليم فجائياً، وحينما لم يتمكن الجميع تقريباً من توقع أحداث لم تكن في الحسبان، حيث كانت الأوضاع شبه فاقدة للسيطرة، والمسارات غامضة إلى أقصى حد ممكن، سواء داخل بعض الدول أو عبر حدوده.. فهل تغير شيء منذ هذا الوقت؟

نعم تغيرت أمور عديدة، هي في التفاصيل التي تفضي إلى تحولات من نوع آخر، وإن بقيت السمات الكلية بوجه عام وكأنها على حالها منذ عام 2011، لكنها تشبه جبل الرمال تتساقط حباته بتباطؤ حتى تتغير ملامح الصورة الكلية له.

هذه السمات الكلية أو العامة تعبر عنها لوحة قاتمة السواد تشير إلى أن الشرق الأوسط هو أبرز منطقة في العالم تشهد حالة من السيولة شبه المطلقة، حيث الفوضى وعدم الاستقرار وانتشار الحروب والصراعات على أصعدة مختلفة وبقاء التهديدات "الوجودية" التي تواجه الدول والمجتمعات في الإقليم على حالها تقريباً.

إن ما تغير يكمن في التفاصيل، فمنذ أربع سنوات لم يكن يعلم أحد كيف يمكن التحكم وضبط حالة الفوضى واحتوائها، ولم يكن هناك حتى نهاية عام 2014 ما يوحي بعدم تمددها إلى بقية دول المنطقة أو خروجها عن أي نطاق للسيطرة... أما الآن، وعلى الرغم من أن التغيرات الإيجابية الإقليمية والداخلية تسير بوتيرة بطيئة جداً، فإن الملحوظ وسط التدافع الإقليمي والدولي المتجدد في المنطقة هو احتمال حدوث تحولات من نوع مختلف؛ إذ تشير الاتجاهات الأساسية التي توصل إليها فريق إعداد التقرير إلى أن هناك متغيرات ومؤشرات عديدة بدأت في التبلور، وهي إن بدت سلبية في ظاهرها كاتجاهات متفرقة، فإن الجمع بينها وفق معادلات التوازنات الجيواسترا­تيجية، يشير إلى أن الشرق الأوسط بدأ ينتقل تدريجياً من الفوضى غير المنضبطة، بمعنى أنها قد تخرج عن نطاقات السيطرة، إلى فوضى يمكن التحكم فيها في المدى القصير.

في هذا الإطار يقدم هذا التقرير أبرز التوقعات لمنطقة الشرق الأوسط في عام 2016، وهي توقعات تمثل اتجاهات عامة مبنية على قراءة التفاعات الرئيسية السائدة في العام السابق 2015، وربطها ببعض المحددات الواقعية التي تفيد في بناء التوقعات، والتي تبقى مشروطة، بمعنى أنها تعتمد على استقراء الواقع أساساً ولا تفترض التكهن بما قد يصعب تصور حدوثه.

وبطبيعة الحال ليس شرطاً أن تعبر هذه الاتجاهات الأساسية عن حالات جماعية تسود دول الإقليم كافة أو حتى بعض مناطقه، فالشرق الأوسط إجمالاً ليس كتلة متجانسة واحدة أو منطقة صماء، ولكنه مناطق متعددة، وبالتالي فإن أياً من الاتجاهات المذكورة في هذا التقرير لا تعبر إلا عن أوجه للتشارك في القضية محل التناول.

وكما سبق، تعبر الاتجاهات الأساسية المتوقعة لعام 2016 عن غلبة الانطباعات السلبية حول الشرق الأوسط، ولكن من دون أن يعني ذلك أن هذا العام ربما يحمل معه تفاؤلاً حذراً باحتمال بدء الانتقال التدريجي من حالة الضعف والتفكك والاختلال التي تهدد تماسك واستمرار وبقاء دول الإقليم إلى حالة مختلفة تقوم على عمادين رئيسيين، وهما: الأول: إن متطلبات العودة لاستقرار لم تعد غائبة كما كانت بعد أربع سنوات من الثورات، فعلى الرغم من استمرار الصراعات الدموية في سوريا والعراق وليبيا واليمن، فإن بقية دول الإقليم تمكنت بأعلى تكلفة متصورة من الحفاظ على الحد الأدنى من التماسك، في ظل بيئات اجتماعية واقتصادية ضاغطة. كما اتجهت الدول العربية إلى تشكيل "تحالف عربي" يمكن تسميته بمحور "الاستقرار"، وهو إن كان في طور النشأة حتى الآن، فإنه يمثل نقطة توازن أساسية لتأسيس "علاقات متعادلة" إقليمياً. الثاني: إن موجات التحول الكبرى التي عرفها الإقليم منذ

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates