Trending Events

هل تريد إسرائيل تفتيت منطقة الشرق الأوسط؟!

د. هاني المصري

- رئيس المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيج­ية- مسارات

من الصعوبة بمكان الحصول على وثائق أو تصريحات رسمية بخصوص سعي إسرائيل نحو تفكيك منطقة الشرق الأوسط، فما يتم إنتاجه حول الموضوع يصدر عن مراكز الأبحاث بالأساس. ومع ذلك فإن لهذه الدراسات أهمية بالغة، حيث يعدها مسؤولون سابقون في الحكومة الإسرائيلي­ة، كما ترتبط أغلب مراكز الأبحاث في إسرائيل بعلاقة وثيقة مع صانعي القرار في الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية.

وعلى الرغم من رفض نظرية المؤامرة بصورة عامة، فإن التاريخ مليء بالمؤامرات، ولكن لا يمكن تلخيصه فيها فقط. فهناك عوامل أخرى تؤثر في الأحداث وتتفوق في كثير من الأحيان على المؤامرات، مثل إرادة الشعوب والتي بسببها حدثت الثورات على مدار التاريخ.

اأولً: محطات تاآمرية اإ�سرائيلية

من المهم التأكيد أن إسرائيل ليست مجرد دولة أقيمت على حساب الشعب الفلسطيني، بل هي تجسيد للمشروع الذي دعت إليه الحركة الصهيونية العالمية منذ تأسيسها، والتي هدفت إلى تحقيق أهداف استعمارية، بدعم من دول كبرى تستهدف ضمان استمرار السيطرة والهيمنة على المنطقة، وإبقائها أسيرة الفقر والتبعية والتشرذم، بحيث تكون إسرائيل امتداداً مضموناً لها وتلعب دور الشرطي، الذي يقوم بتأديب أي دولة تهدد نظام السيطرة الاستعماري­ة. ثم حدثت تغييرات على العلاقات الإمبريالي­ة مع الحركة الصهيونية إذ كانت بريطانيا وفرنسا هما الدولتان الداعمتان لها، ثم أصبحت الولايات المتحدة هي الداعم فيما بعد.

ومع انهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومته الاشتراكية حدث تحول واضح في مدى قدرة إسرائيل على النهوض بدورها، فبدلاً من قيامها بدور القاعدة المتقدمة لحماية المصالح الإمبريالي­ة في المنطقة، أصبحت بحاجة للحماية، وهو ما اتضح من خلال قدوم القوات الأميركية لحمايتها، في صورة الحملة العسكرية الأمريكية ضد العراق ثم احتلاله، وكان من أهم أهداف هذه الحملة الرئيسية )حماية تدفق النفط وإسرائيل(، وذلك وفقاً لأنطوني زيني، كبير الجنرالات الأميركيين حينها.

ما قامت به إسرائيل منذ تأسيسها يدلّ على التدخلات الدائمة من أجل التأثير على ما يجري في المنطقة، فقد شاركت في العدوان الثلاثي على مصر، وشنت عدوان يونيو عام 1967 ضد ثلاثة بلدان عربية، انتهت باحتلال بقية فلسطين والجولان وسيناء، وشنت حرباً ضد لبنان عام 1982، واستمرت في احتلال الأراضي اللبنانية حتى مايو 2000، كما قامت بقصف المفاعل النووي العراقي، ونفذت اغتيالات في العديد من العواصم العربية والأجنبية، كان آخرها عمر النايف في السفارة الفلسطينية في بلغاريا، على خلفية طلب سلطات الاحتلال من السلطات البلغارية تسليمه لها بذريعة أنه مدان منذ عشرات السنين بعملية فدائية، حيث استطاع بعد القبض عليه الهرب من السجن، وعاش في الخارج إلى أن تم اغتياله، حيث تشير أصابع الاتهام إلى عملاء الموساد الإسرائيلي.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates