خسائر مركبة:
التداعيات السلبية لتهريب النفط في غرب أفريقيا
يرى " أنطونيو ماريا "، مدير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أن منطقة غرب أفريقيا تمتلك المناخ المناسب الذي تحتاجه عصابات التجارة غير المشروعة، من حيث وفرة الموارد، والموقع الاستراتيجي، فضلًا عن الحكومات الضعيفة، والأجهزة الأمنية الفاسدة، التي لا يجد منتسبوها وسيلة للكسب السريع إلا من خلال التعاون مع تلك العصابات) وفي هذا الإطار، لم يكن من المستغرب أن تزدهر تجارة النفط غير المشروعة، خاصة في منطقة دلتا النيجر بنيجيريا.
وتسعى السطور التالية لإلقاء الضوء على حجم هذه الظاهرة، وممرات التهريب الرئيسية، إضافة إلى البيئة الحاضنة التي ساعدت تلك الجماعات على تنفيذ أنشطتها الإجرامية بسهولة نسبية، والأطراف المتورطة في تلك التجارة، وأخيراً الإشارة إلى تداعياتها السلبية على الأوضاع الاقتصادية والأمنية في غرب أفريقيا.
اأولً: موارد مهدرة
تشهد منطقة غرب أفريقيا طفرة نفطية في الآونة الأخيرة، فهي تضم حوالي ثلث الاكتشافات النفطية الجديدة، خاصةً بعد اكتشاف النفط قبالة سواحل غانا وليبيريا وسيراليون، وتأكيد هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن ساحل غرب أفريقيا يحتوي على حوالي 3.2 مليار برميل من النفط) .)
وتعد أكبر دولة منتجة للنفط في غرب أفريقيا هي نيجيريا، إذ إنها ثامن أكبر منتج للنفط في العالم، وقد بلغ إنتاجها حوالي 2.5 مليون برميل يومياً في عام 2011 ،) وتنتج حوالي 4% من الإنتاج العالمي للنفط الخام، كما أنها خامس مصدر للنفط للولايات المتحدة) .)
وتعد نيجيريا هي أكبر الدول الأفريقية المتضررة من
ظاهرة تجارة النفط غير المشروع، خاصة أن منطقة دلتا النيجر في نيجيريا تشهد صراعات متصاعدة على مدار السنوات الأخيرة من قبل الميليشيات المسلحة التي تسعى للسيطرة على المنطقة بسبب مواردها النفطية الهائلة.
ولا توجد تقديرات متفق عليها لحجم التجارة غير المشروعة في النفط، إذ تقدر القوات البحرية النيجيرية بأن حجم النفط الذي يتم تهريبه، والإتجار فيه بصورة غير مشروعة، يبلغ حوالي مائة ألف برميل يومياً) أي ما يقدر بحوالي 36 مليون برميل سنوياً، بينما تشير بعض التقديرات الأخرى إلى أن حجم هذه التجارة يبلغ حوالي 55 مليون برميل سنوياً) وتقدر شركة رويال دتش شل أن حوالي 20% من النفط المسروق يتم تداوله محلياً، في حين أن 80% منه يتم تهريبه إلى الخارج) .)
ثانياً: ممرات التهريب
يتم تهريب النفط من نيجيريا من خلال قيام العصابات بثَقب خطوط الأنابيب، وتعبئة النفط المتسرب منها) ويتم تهريب النفط براً وبحراً، فمن خلال البر، يتم تهريب النفط عبر الدول المجاورة، نظراً لصعوبة ضبط الحدود المشتركة مع تلك الدول، خاصة بنين وتشاد والكاميرون والنيجر، أما عن