Trending Events

اضطراب إقليمي:

المخاوف المتصاعدة بشأن سوريا و“قاعدة“ اليمن وأمن الطاقة

-

حظيت الأحداث المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، باهتمام مراكز الفكر والدوريات الأجنبية، حيث شغلت حيزاً كبيراً من التحليلات والدراسات الصادرة عنها. وتطرقت هذه الكتابات إلى تحليل الأوضاع في المنطقة، وتحديد أدوار الأطراف الإقليمية والدولية فيها، واستشراف المستقبل في هذا الإقليم المضطرب.

وفي هذا الإطار، سلطت مراكز الفكر والمؤسسات البحثية الغربية الضوء بشكل كبير، في شهري أبريل ومايو 2016، على عدد من القضايا والأزمات في المنطقة؛ بدءاً من تطورات الأوضاع الملتهبة في سوريا والدور الروسي في الحرب الناشبة هناك، مروراً بالصراع في اليمن وتنامي تهديدات تنظيم "القاعدة في شبه جزيرة العرب"، وصولاً إلى مناقشة تأمين مصادر الطاقة وتأثير التغييرات السياسية في بعض دول المنطقة على استراتيجيت­ها النفطية.

اأولً: الدور الرو�سي في �سوريا

اتفق عدد من مراكز الفكر الأمريكية على خطورة التدخل الروسي والإيراني في سوريا، وأنه نجح في تعزيز المكانة الدولية لموسكو، حيث أوضح كل من "ألكسندر ديسينا" Alexander( ،)Decina باحث متخصص في السياسة الخارجية في مجلس العلاقات الخارجية ،)CFR( و"إيوجيني ستينبرج" ‪،)Eugene Steinberg(‬ محرر مساعد في مجلس العلاقات الخارجية، أن إنجاز الرئيس "فلاديمير بوتين" الحقيقي في سوريا لا يتمثل في تحسين موقف الرئيس "بشار الأسد،" ولكن نجاحه في إعلاء مكانة روسيا في المجتمع الدولي، فموسكو اليوم أصبحت فاعلاً لا غنى عنه في سوريا. وفي هذا الإطار، يحاول "بوتين" الاستفادة من مكاسبه في سوريا في خلافه مع الغرب بشأن أوكرانيا) .)

ويؤكد الباحثان أنه حتى لو قامت إيران بمحاولة تعويض الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا، وإرسال قوات إضافية إلى هناك، فإن النتائج في صالحها لن تكون مؤكدة، حيث إنه قبل التدخل العسكري الروسي، كان نظام "الأسد" يعتمد على إيران وحزب اله، وعلى الرغم من ذلك حققت المعارضة السورية مكاسب أكثر بكثير.

ومن وجهة نظر الكاتبين، فإن نجاح سياسة "بوتين" في الخارج يعد ركيزة أساسية من ركائز دعمه في الداخل الروسي، وبالتالي فإن اللعبة السياسية ليست بالضرورة بين المصالح الأمريكية والروسية، ولكن أيضاً بين هيبة القوتين، ومن ثمّ فليس من المستحيل التوصل إلى حل وسط يعود بالفائدة على صورة "بوتين" العالمية، ويخدم مصالح الولايات المتحدة في الوقت نفسه. وفي هذا الصدد، يمكن لواشنطن استخدام أوراق للمساومة لتشجيع التعاون مع موسكو بشأن سوريا، وصياغة هذه العملية ووضعها في إطار "تنازلات"، وهي في الواقع تعتبر خيارات سياسة سليمة، وتتمثل في الآتي:

1- يجب على الولايات المتحدة أن تستمر في إرجاء النظر في مسألة رحيل "الأسد"، لأنه إذا سقط فجأة، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة الاقتتال العنيف بين أطراف المعارضة المشتتة. وعلى الرغم من إدراك حقيقة أنه لا يمكن تحقيق الوحدة في سوريا مع وجود "الأسد"، بيد أن رحيله ونجاح العملية الانتقالية يجب أن يتما في غضون سنوات وليس في شهور.

-2 يتعين على الإدارة الأمريكية الموافقة على دعوة روسيا لتضمين الأكراد في المفاوضات السورية، ولا شك أن ذلك سوف يثير غضب تركيا، ولكن من الصعب استبعاد مجموعة تسيطر على ما يقدره البعض بنحو 15% من الأراضي السورية من المفاوضات حول مستقبل البلاد.

3- من الضروري أن تظل واشنطن

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates