Outsourcing Security
اتجاهات التحول في مهمات الشركات الأمنية الخاصة في العالم محمد عبدالله يونس
تجاوزت أدوار الشركات الأمنية والعسكرية الخاصة مهام التأمين والحماية التقليدية، إذ شهدت الآونة الأخيرة اتجاهات إحلال كامل للشركات الأمنية في عمليات عسكرية وأمنية، مثل مكافحة الإرهاب، وتأمين الحدود، والاستخبارات والعمليات العسكرية في بؤر الصراعات الأهلية، وغيرها من مهام الجيوش في ظل التسليح النوعي الذي باتت تمتلكه واستنادها إلى دعم الحكومات في بعض الدول.
اولً: ت � ساعد الطلب على الأمن
لم تتجاوز أدبيات الدراسات الاستراتيجية والأمنية الجدل التقليدي حول الأبعاد القانونية لنشاط شركات الأمن الخاصة Private( Security Companies & Military) فيما يعد مؤشراً على عدم استيعاب الدوائر الأكاديمية للطفرة الهائلة في أدوار هذه الشركات وتجاوز الواقع لاتجاهات التوفيق بين نشاطها ومفاهيم السيادة واحتكار الدولة للاستخدام الحصري للقوة.
فقد أصبح إسناد الدول لبعض المهام الأمنية والعسكرية للشركات الخاصة )Outsourcing( لا يثير القدر ذاته من التحفظات عقب قيام الشركات الأمنية والعسكرية الخاصة على إعداد مدونة سلوك دولية للشركات الأمنية الخاصة في 9 نوفمبر International Coder( 2010 of Conduct for Private Security Service Providers ) تخضع لرقابة مجلس الأمن الدولي وتلتزم بها ما لا يقل عن 79 شركة أمنية وعسكرية عالمية النشاط) .)
وفي السياق ذاته تضخمت القيمة السوقية لأنشطة الشركات الأمنية والعسكرية الخاصة، حيث أضحت تتراوح بين 200 و350 مليار دولار سنوياً وفق تقديرات مركز ساي شوي كانج لرقابة الأمن الخاص بجامعة دنفر، وتؤكد الإحصائيات الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية تصاعد الاعتماد على المتعاقدين العسكريين منذ الحرب الأمريكية على أفغانستان عام 2001، حيث وصل عدد الأفراد المنتمين لشركات الأمن الخاصة في العمليات العسكرية في أفغانستان حوالي 112092 مقاتلاً في مقابل 79100 جندي أمريكي مشارك في العمليات العسكرية، الأمر ذاته ينطبق على الحرب على العراق عام 2003 التي شارك فيها ما لا يقل عن 95461 مقاتلاً تابعاً لشركات الأمن الخاصة) .)
ووفقاً لإحصائيات القيادة المركزية الأمريكية فإن عدد الأفراد المشاركين في العمليات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية في أكتوبر 2015 قد تجاوز حوالي 44822 متعاقداً خاصاً بينهم 30211 يشاركون في العمليات العسكرية في أفغانستان و6850 يشاركون في الحرب ضد "داعش"