الدرونز نموذجاً:

التوظيفات الإرهابية المُحتملة ل "أنظمة التسليح المستقلة" تي. إكس هامز

تنذر بعض التقنيات التكنولوجية المستخدمة في الأغراض التجارية بالتحوّل إلى تطبيقات ”مزدوجة الاستخدام“في أيدي الفاعلين من دون الدول، أي يمكن توظيفها من قبل الجماعات الإرهابية مثلاً لتنفيذ هجمات واعتداءات، وهو ما يفرض تحديات أمنية متصاعدة يتوجب على الأجهزة الأمنية الاستعداد لمواجهتها.

اأولً: تطورات تكنولوجية �سلبية!

أدت التطورات التكنولوجية الهائلة في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا النانو، فضلاً عن التكامل بين كل هذه التقنيات، إلى زيادة القوة التدميرية للأسلحة وإطالة مداها وتحسين دقة إصابة الأهداف، وهو التطور الذي ينذر بالتوسع في استخدام "أنظمة التسليح المستقلة" )Autonomous weapons( مستقبلاً، غير أن أحد التداعيات السلبية هو أن مثل هذا التطور لم يعد حكراً على الجيوش النظامية، في ضوء توفر بعض التقنيات المستخدمة في أنظمة التسليح المستقلة للاستخدامات التجارية وانخفاض أسعارها.

وقد كان لهذا التطور تداعيات سلبية، إذ إن ذلك ينذر بزيادة قوة الفاعلين من دون الدول في مواجهة الدول، وذلك من خلال تمكين تلك الجماعات من امتلاك أسلحة ذكية، صغيرة الحجم، ورخيصة في الوقت ذاته، وسوف يلقي التحليل التالي الضوء على هذا التطور من خلال بيان الكيفية التي يمكن من خلالها للجماعات الإرهابية توظيف أحد المنتجات التكنولوجية، مثل الطائرات بدون طيار )الدرونز( للقيام بعمليات إرهابية. 1- صغر الحجم: يعد أحد التطورات العسكرية المهمة هو تصنيع الدرونز، وعلى الرغم من تكلفتها المرتفعة، فإن الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا تمكنت من تصنيعها للأغراض التجارية بتكلفة منخفضة، بل واستمرت في رفع إمكانيات تلك الطائرات والمساحات التي تستطيع أن تقطعها، حتى تمكنت من تطوير أنواع متقدمة منها قادرة على عبور القارات، وهو ما يفرض تحديات أمنية ترتبط ليس فقط بإمكانية تحميلها بمتفجرات لتنفيذ عمليات إرهابية، ولكن كذلك لصعوبة رصدها، بسبب بنيتها الصغيرة واستهلاكها الضئيل للطاقة.

ومن جهة أخرى، نجد أن الشركات أصبحت تنتج الملايين من الدرونز منخفضة التكلفة والمصممة خصيصاً للأفراد العاديين الذين لا يمتلكون أي مهارات خاصة، كما أنها لا تحتاج إلى صيانة، ويتم إطلاقها بصورة سهلة حتى أن أصحاب العقارات ومصوري الزفاف يستخدمون مروحيات رباعية مثبّت بها كاميرات لتصوير الأحداث أو العقارات.

تي. إكس. هامز الباحث في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية