Trending Events

ما هي الإشكاليات المرتبطة بخلافة "خامنئي"؟

أ. مصطفى سالم

- خبير متخصص في الأمن الإقليمي والشؤون الإيرانية

أضحى اختيار المرشد الأعلى القادم لإيران مسألة للتنافس بين الجناح المتشدد المتحكم في السلطة، وبين جناح الإصلاحيين، الذي يحاول التسلل داخل الدائرة الأولى الحاكمة بالنظام.

وتمثل مسألة خلافة المرشد، علي خامنئي، إشكالية حقيقية، نظراً لتعدد السيناريوه­ات القائمة ما بين الاختيار التقليدي للولي الفقيه، أو الانتقال لشكل جديد يتمثل في "هيئة إرشاد" تتكون من كبار الشخصيات، وهو السيناريو الذي لن يروق للحرس الثوري والمؤسسات المرتبطة به.

وفي ظل الظروف الراهنة التي تمر بها إيران، لاسيما مع المطالبات المتصاعدة بالتوسع في حالة الانفتاح على الغرب بعد توقيع الاتفاق النووي، تمكن الجناح المتشدد الذي تتوافق رؤيته مع الحرس الثوري – والمرشد أيضاً – من وضع شخصية موالية له على رأس "مجلس الخبراء"، كخطوة استباقية لأي ظروف طارئة قد تؤدي لحدوث هزات غير مطلوبة وتفتح المجال لانقسامات واسعة قد تطيح بالتركيبة الحالية للنظام أو بالنظام ذاته.

اأولً: تحركات الجناح الأ�سولي

نجح التيار المتشدد بأجنحته المختلفة في الالتفاف حول النتائج التي حققها التيار الإصلاحي في الانتخابات التشريعية التي أجريت مؤخراً بالتزامن مع انتخابات مجلس الخبراء، فمع تقدم الإصلاحيين في الانتخابات التشريعية وجد المتشددون أهمية قصوى في تقويض وضعية الإصلاحيين، بل والعمل على وأد النهج الانفتاحي على الغرب، خاصةً مع ارتفاع الأصوات المطالبة بالتغيير على المستويين الداخلي والخارجي.

ومع تراجع الحالة الصحية للقائد خامنئي، أصبح لزاماً تحجيم أي طموحات إصلاحية في تولي شخصيات معتدلة هذا المنصب المفصلي الذي تستند إليه كينونة ومرجعية النظام، ومن هنا عمد التيار المتشدد، وعلى رأسه خامنئي إلى تجنب فرص إثارة أي قلاقل أو عثرات قد تواجه هيكلية النظام حال حدوث أي اختفاء مفاجئ لخامنئي، وما قد يتبع ذلك من صراع على المنصب، خاصة من جانب كبار المراجع في قم.

وقد برز ذلك في انتخاب آية اله أحمد جنتي رئيساً لمجلس خبراء القيادة بعد حصوله على أصوات 51 من بين 88 عضواً بالمجلس، وتفوقه على كل من آية الله محمد هاشمي شاهرودي وإبراهيم أميني المحسوب على التيار المعتدل، حيث سيرأس جنتي المجلس لمدة عامين، كما أنه يجمع بين يديه الآن رئاسة أهم مجلسين داخل النظام، نظراً لأنه رئيس كذلك لمجلس صيانة الدستور، الذي من أهم اختصاصاته البت في أهلية أي مرشح لأي انتخابات ترتبط بمؤسسات الدولة من عدمه.

ويعد أحمد جنتي مقرباً من المرشد خامنئي وذا ولاء مطلق للنظام الحالي، ولهذا تولى عدة مناصب مهمة، حيث ترأس هيئة إحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنظمة التبليغ الإسلامي، والمجلس الأعلى للثورة الثقافية.

ومعلوم أن الدستور الإيراني ينص في مادته 107 على أن مجلس خبراء القيادة هو الذي يعين الشخصية الدينية التي تتوافر فيها كل الشروط الدينية

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates