Trending Events

فرص التعاون:

رؤية أوروبية لأزمات الشرق الأوسط

- أبوظبي، 12 يناير 2018

استضاف "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، الدكتور "باولو مجري"، نائب الرئيس التنفيذي ومدير "معهد دراسة السياسة الدولية" الإيطالي، في لقاء عام، عرض خاله رؤيته لعدد من التطورات الرئيسية في الشرق الأوسط، ومنها ما يلي:

1- الخلافات بين السعودية وإيران: أوضح "مجري" أن أحد الأسباب المفسرة للموقف الأوروبي الذي يدعو إلى ضرورة تهدئة التوتر بين الرياض وطهران، هو النظرة التاريخية لهذا التوتر في سياق الصراع الأوروبي خال القرون الوسطى بين الكاثوليك والبروتستا­نت، فضاً عن الصراع بين القوى الأوروبية الرئيسية وتحديداً فرنسا وألمانيا، ودخولها في حربين عالميتين في النصف الأول من القرن العشرين، حيث لم تستطع دول أوروبا إيجاد حل دائم لهذه الصراعات سوى من خال التفاوض والتعاون.

وبناءً عليه، ذكر "مجري" أن

أوروبا تأمل في أن تقوم السعودية وإيران بالجلوس على طاولة المفاوضات والتوصل لحل للقضايا الخافية، غير أنه يرى أن فرص هذا الحوار معدومة في ظل التطورات الداخلية التي تشهدها الدولتان. فمثاً، الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران تجعلها تتبنى سياسة خارجية أكثر تطرفاً حتى لا يبدو النظام الحاكم ضعيفاً. 2- الاضطرابات الداخلية في إيران: أشار "مجري" إلى أنه على الرغم من تحسن الأوضاع الاقتصادية في إيران، فقد شهدت الباد احتجاجات شعبية ضد الغاء، وهو ما يرجع إلى فجوة التوقعات التي صاحبت رفع العقوبات تدريجياً عن طهران على إثر الاتفاق النووي مع الغرب، والتي لم تترجم في تحسن الأوضاع الاقتصادية بصورة كبيرة، كما كان متوقعاً. كما يوجد مؤشرات على أن الاحتجاجات الأخيرة في إيران كانت أحد إفرازات الصراع الداخلي بين المحافظين والإصاحيين. 3- التهديدات الإرهابية: على الرغم من تراجع نفوذ "داعش" في سوريا والعراق، فإن "مجري" رأى أن صفحة الإرهاب لم يتم طيها بعد، إذ إن العوامل المجتمعية والسياسية والاقتصادي­ة، التي ساهمت في بروز "داعش" لاتزال قائمة، وهو ما يهدد باستمرار التهديدات الإرهابية في الإقليم، وظهور جماعات متطرفة جديدة.

4- تحديات ما يُسمى دول "الربيع العربي": اعتبر "مجري" أن التجربة التونسية هي أكثر النماذج الديمقراطي­ة نجاحاً من بين الدول العربية التي شهدت ثورات خال السنوات الماضية، غير أن الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها تونس مؤخراً توضح أن الأسباب الاقتصادية التي أدت لاندلاع الاحتجاجات في عام 2010، لاتزال قائمة. وأرجع "مجري" تدهور الأوضاع الاقتصادية في تونس إلى عجز الحكومات المتعاقبة في الباد عن تبني خطط الإصاح الاقتصادي التي تمكنها من التغلب على المشكات والصعوبات الاقتصادية، ومن ثم تحسين مستوى معيشة المواطنين.

5- فرص التعاون بين أوروبا والمنطقة العربية: رأى "مجري" أن فرص التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية الرئيسية لاتزال محدودة، خاصةً أن دول أوروبا لاتزال منقسمة، وغير قادرة على تبني سياسة متسقة حيال أزمات المنطقة. وفي هذا الصدد، أبرز "مجري" مخاوف دول أوروبا بشأن قضية الاجئين؛ والتي كانت أحد العقبات الأساسية التي عطلت مفاوضات تشكيل الحكومة الألمانية مؤخراً، على سبيل المثال، بسبب الخافات بين الأحزاب حول قضية المهاجرين. وبالتالي، أصبح وقف تدفق الاجئين يمثل الأولوية لدول أوروبا.

وفي ختام اللقاء، شدد "مجري" على أنه لا يوجد أي مخرج لحل أزمات منطقة الشرق الأوسط، سوى من خال الحوار والتعاون، ولكنه استبعد حدوث ذلك في المدى المنظور.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates