Trending Events

انهيار محتمل:

تحديات تطبيق اتفاق السلام المعدل في كولومبيا

- باولا فانيجاس ماجستير في الاقتصاد والسياسة العامة - كولومبيا

لم يلق اتفاق السلام الكولومبي التأييد الداخلي، وهو ما أدى إلى رفضه في استفتاء شعبي، وحتى بعد إدخال الحكومة تعديلات عليه لتقليل حدة الرفض الشعبي له، وتمريره من خلال الكونجرس، واجهت القوانين المنفذة للاتفاق عرقلة واضحة من جانب نواب البرلمان، كما أن استطلاعات الرأي تكشف عن ارتفاع شعبية مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في مايو 2018، والذي تعهد بإدخال تعديلات جوهرية على الاتفاق بما ينذر بإمكانية انهياره في النهاية.

سعت كولومبيا إلى توقيع اتفاق سام لتحقيق الاستقرار المجتمعي، وتعزيز النمو الاقتصادي، فوقعت الحكومة اتفاق سام في عام 2017 مع حركة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية"، المعروفة باسم "فارك" FARC(،) وهي أكبر الجماعات المتمردة في الباد التي خاضت صراعاً مسلحاً مع الدولة منذ لحظة تأسيسها في عام 1964.

وعلى الرغم من التأثيرات الاقتصادية الإيجابية لمثل هذا الاتفاق من منظور تقليل الانفاق العسكري والأمني، وتوفير مصادر مالية يمكن استغالها في دفع عجلة التنمية والإنفاق على البرامج الاجتماعية وتعويض الضحايا، فإن الاتفاق أدى إلى ارتفاع حدة الاستقطاب السياسي داخل الباد، بين المؤيدين لاتفاق والمعارضين له، مع نجاح المعارضين في فرض إرادتهم بالتصويت ضد الاتفاق.

اأولً: رف�ش �سعبي لل�سلام

اتفقت الحكومة الكولومبية على إنهاء الصراع مع قوات فارك بعد حروب داخلية زادت على خمسين عاماً، وأضرت بحوالي 5 مايين مواطن. وكان اتفاق السام نتاج عملية مفاوضات سرية وشاقة أجريت في كوبا بين الحكومة الكولومبية وجماعة فارك، والتي استمرت على مدار خمسة أعوام طوال الفترة الممتدة من عام 2012 حتى عام 2016. ودعم المجتمع الدولي

هذه الجهود الرامية إلى تحقيق سام نهائي في كولومبيا، كما فاز الرئيس الكولومبي "خوان مانويل سانتوس" بجائزة نوبل للسام في عام 2016، نظراً لدوره في تحقيق السام)1.)

وركز اتفاق السام على تعويض ضحايا الصراع، وتعزيز التنمية الريفية من خال وضع سياسات مستدامة لزراعة محاصيل مشروعة، بدلاً من زراعة المخدرات. كما مهد الاتفاق لدمج مقاتلي فارك السابقين تدريجياً في الحياة المدنية بعد التخلي عن أسلحتهم، من خال إقامة مشروعات زراعية صغيرة لهم، والسماح لقادتهم بممارسة العمل السياسي.

وعلى الرغم من الدعم الدولي لاتفاق السام، فإنه لم يحظ بالدرجة نفسها من القبول داخلياً، إذ ظل الرأي العام غير داعم لاتفاق السام، كما أن قوى سياسية رئيسية ظلت تعارضه، ومن ذلك حزب "الوسط الديمقراطي" بزعامة الرئيس الكولومبي السابق "ألفارو أوريبي".

وقد مارس أوريبي جهوداً لإحباط اتفاق السام، إما عن طريق مهاجمته علناً، أو محاولة عرقلة عملية التصويت على القوانين المهمة المقدمة للبرلمان لتنفيذه. ويبدي أصحاب التوجه المناوئ لاتفاق تحفظات قوية على التنازلات التي قدمتها الحكومة لحركة فارك، سواء فيما يتعلق بعدم محاكمة قادة الحركة الذين مارسوا انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان،

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates