Trending Events

فرص واعدة:

تنامي اقتصادات التواصل الاجتماعي رغم الضغوط الأمنية

- مصطفى ربيع باحث إحصائي بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة

تمكنت شركات التواصل الاجتماعي من تحقيق إيرادات مكنتها من أن تحتل مرتبة متقدمة بين الشركات الكبرى، فقد بلغ الرأسمال السوقي لشركة فيس بوك، على سبيل المثال، حوالي 540 مليار دولار في منتصف مايو 2018، وإن كانت لاتزال معرضة لتهديدات أمنية وسياسية واقتصادية تنذر بتكبدها خسائر اقتصادية فادحة على غرار فضيحة كامبريدج أناليتيكا.

تنبأ بعض الخبراء الاقتصاديي­ن في أعقاب ما عُرف ب "فضيحة كامبريدج أناليتيكا"، باحتمال انهيار شركة فيس بوك، غير أن أسهمها في البورصة تمكنت من التعافي بعد أقل من شهرين من حدوث الأزمة، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول مستقبل اقتصاد شبكات التواصل الاجتماعي، وفرص استمراريته في ضوء التحديات السياسية والأمنية التي بات يواجهها، وسوف يحاول هذا التحليل الإجابة عن بعض هذه التساؤلات من خلال عرض خريطة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والوقوف على حجم اقتصادها، والمخاطر التي تواجهه، وكذلك فرص النمو المستقبلية.

اأولاً: تنامي اأعداد الم�ستخدمين

بلغ عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في يناير عام 2018 حوالي 3.2 مليار مستخدم على مستوى العالم، وهو ما يمثل نحو 43% من سكان العالم)1(، ليصبح هذا المجتمع الافتراضي هو المجتمع الأكبر عالمياً. وتتمثل إحدى نقاط قوة اقتصاد مواقع التواصل، في قدرته على جذب عدد ضخم من المستثمرين وأصحاب الأعمال للإعلان عن منتجاتهم وخدماتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وتقدر شركة فيس بوك، على سبيل المثال، أن كل مستخدم لشبكاتها يساهم في إيراداتها ربع السنوية بحوالي 6 دولارات)2.)

وتتفاوت معدلات الانتشار بين مناطق العالم المختلفة، ففي أمريكا الشمالية يستخدم حوالي 70% من السكان هذه الشبكات، وتنخفض هذه النسبة قليلاً في شمال أوروبا لتصل إلى 66%، وحوالي 64% في شرق آسيا، و59% في أمريكا الجنوبية، بينما تتراجع معدلات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بصورة واضحة في وسط أفريقيا )6%( ووسط آسيا (12%(، غير أنه من المتوقع أن ترتفع نسب الاستخدام بصورة سريعة في هذه المناطق مستقبلاً، خاصة مع اتساع نطاق مستخدمي الإنترنت)3(، بما يعنيه ذلك من إمكانية تحول هاتين المنطقتين إلى إحدى نقاط القوة الدافعة لنمو اقتصادات شبكات التواصل الاجتماعي واقتصادها في المستقبل القريب.

وكما يتفاوت عدد مستخدمي مواقع التواصل من منطقة جغرافية لأخرى، فإن نسب استخدام هذه المواقع تتباين، إذ يعد فيس بوك الموقع

الأكثر انتشاراً عالمياً، حيث يجاوز عدد مستخدميه الشهري حوالي 2.2 مليار مستخدم في مارس 2018، كما تمتلك شركة فيس بوك كلاً من "واتس آب" البالغ عدد مستخدميه 1.5 مليار مستخدم، وفيس بوك ماسنجر بعدد مستخدمين 1.3 مليار مستخدم، بالإضافة إلى إنستجرام البالغ عدد مستخدميه 800 مليون مستخدم)4(. ويجيء اليوتيوب في المرتبة الثانية بعدد مستخدمين 1.5 مليار مستخدم شهرياً)5(، والذي تمتلكه شركة "ألفابيت"، وهي الشركة نفسها المالكة لمحرك البحث جوجل، ثم "لينكد إن"، والذي يتجاوز عدد المسجلين فيه 562 مليون مستخدم)6(. وتليه شركة تويتر )330 مليون مستخدم

شهرياً()7(، وسناب شات )191 مليون مستخدم يومي()8،) وتيليجرام )200 مليون مستخدم()9.)

ثانياً: ارتفاع القيمة ال�سوقية

تمكنت بعض شركات التواصل الاجتماعي من احتلال مرتبة متقدمة بين كبريات الشركات العالمية، فقد بلغ الرأسمال السوقي)(10 لشركة فيس بوك والتطبيقات المنضوية تحتها حوالي 540 مليار دولار في منتصف مايو 11( 2018(، لتصبح بذلك ضمن أكبر 10 شركات في العالم، وليتجاوز رأس المال السوقي لفيس بوك حجم اقتصادات بعض الدول النامية، كما بلغ رأسمال السوقي لتويتر 25 مليار دولار)12(، وسناب شات حوالي 14 مليار دولار)13.)

ونظراً للتزايد الكبير في عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، استطاعت هذه الشبكات أن تحقق إيرادات ضخمة، خاصة عن طريق بيع الإعلانات، فقد ارتفعت إيرادات فيس بوك من 5.1 مليار دولار في عام 2012 لتصل إلى 40.7 مليار دولار في عام 2017، أي زادت إيراداتها بحوالي 700% خلال خمس سنوات فقط، فيما بلغ صافي دخلها حوالي 15.9 مليار دولار في عام 2017، وذلك بعد خصم النفقات التي تتكبدها الشركة، والمرتبطة بتكلفة تشغيل مراكز البيانات ‪Data Centers(‬ ،) وكذلك نفقات البحث والتطوير، والإدارة، والتسويق، بالإضافة إلى ضرائب الدخل)14(. وقد أدى هذا الأداء القوي لفيس بوك إلى تصنيفها في المرتبة الرابعة عالمياً من حيث قيمة العلامة التجارية، في عام 2017، وذلك بعد كل من آبل وجوجل وميكروسوفت)15.)

ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لشركة تويتر، والتي ارتفعت إيراداتها بشكل ملحوظ من 317 مليون دولار في عام 2012 لتصل إلى 2.4 مليار دولار في عام 2017، أي زادت بحوالي 700% خلال خمس سنوات)16(، غير أنها على الجانب الآخر، حققت صافي خسائر وصل إلى 108 ملايين دولار في عام 2017، نظراً لزيادة نفقاتها عن إيراداتها)17.) كما عانت "سناب شات" صافي خسائر وصل إلى 3.4 مليار دولار خلال عام 18( 2017.)

ثالثاً: تحديات اقت�سادية م�ستمرة

تواجه اقتصاديات شبكات التواصل العديد من المخاطر، التي يمكن أن تؤثر عليها في المستقبل، والتي قد تحد من إيراداتها مستقبلاً، وتتمثل أهم هذه العوامل فيما يلي: 1- انتهاك خصوصية المستخدمين: تستغل مواقع التواصل الاجتماعي بيانات المستخدمين وتوظيفها لأغراض تجارية، إذ إن كل ما يقوم به الفرد على شبكات التواصل الاجتماعي من تعليق أو إعجاب أو تصفح، يتم تسجيله لبناء ملف تفصيلي عن كل مستخدم، ويمكن للشركات والماركات التجارية بعد ذلك الدفع لشبكات التواصل الاجتماعي لاستهداف المستخدمين على أساس سنهم، وأماكن وجودهم، واهتماماته­م، فبيانات مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي هي دائماً السلعة التي يتم تسويقها وبيعها للشركات المختلفة)19.)

ويثار في هذا الإطار المخاوف من انتهاك خصوصية المستخدمين وإساءة استغلال بياناتهم، ورسخت فضيحة شركة "كامبريدج أناليتكيا للاستشارات السياسية" البريطانية هذه المخاوف، والتي تمكنت من الحصول بطريقة غير مشروعة على معلومات شخصية لما يقدر بنحو 87 مليوناً من مستخدمي فيس بوك المقيمين في الولايات المتحدة)20،) وذلك للتعرف على توجهاتهم، والتأثير عليها لصالح الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2016.

وصاحبت هذه الأزمة حملة إعلامية ضخمة، في وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي ضد فيس بوك، وهو ما أدى إلى الانهيار السريع لسهم فيس بوك، حيث انخفض من 185 دولاراً في 16 مارس 2018، ليصل إلى 152 دولاراً في 27 مارس 2018، أي انخفض بحوالي 18% من قيمته خلال 10 أيام فقط، ولكن سريعاً ما بدأ سعر سهم فيس بوك في التعافي تدريجياً ليعود لمستواه الطبيعي في 10 مايو 2018، حيث بلغ 185 دولاراً. 2- احتدام التنافس على سوق الإعلانات: تشكل إيرادات الإعلانات المصدر الأساسي لدخل شبكات التواصل الاجتماعي، فقد حققت فيس بوك إيرادات من الإعلانات بلغت 39.9 مليار دولار في عام 2017، وهو ما يمثل نحو 98% من إجمالي إيراداتها البالغة 40.7 مليار دولار)21(. وحقق تويتر إيرادات من الإعلانات بلغت 2.1 مليار دولار، بما يمثل نحو 86% من إجمالي إيراداتها البالغة 2.4 مليار دولار في عام 22( 2017(. وهناك مستويان للمنافسة على سوق الإعلانات: أ- التنافس بين شبكات التواصل الاجتماعي: تتنافس مواقع التواصل فيما بينها على زيادة قاعدة مستخدميها، والوصول إلى أكبر عدد من المعلنين لزيادة إيرادات إعلاناتها، كما هي الحال بين فيس بوك وتويتر وسناب شات. ب- الصراع بين مواقع التواصل وشركات الإعلانات: تدخل شبكات التواصل الاجتماعي في منافسة مع العديد من الشركات التكنولوجي­ة الأخرى، خاصة جوجل، وذلك من أجل انتزاع جزء من حصتها السوقية. فقد بلغت إيرادات الإعلانات لشركة جوجل، المهيمن الرئيسي على سوق الإعلانات الرقمية، حوالي 95.4 مليار دولار في عام 23( 2017.) 3- ظهور مواقع تواصل بديلة: سعت بعض الدول إلى تطوير شبكات بديلة لفيس بوك و"واتس آب"، في خطوة تهدف إلى حماية أمنها القومي وأمنها السيبراني، فقد طورت

شركة تنسنت Tencent() الصينية عدداً من شبكات التواصل الاجتماعي، مثل "وي شات" Wechat(،) والذي يبلغ عدد مستخدميه 963 مليون مستخدم شهرياً أغلبهم من الصين، وهو يشبه تطبيق "واتس آب"، و"كيو كيو" QQ() ويبلغ عدد مستخدميه 850 مليون مستخدم وهو يشبه موقع فيس بوك)24(. وبالمثل، طورت روسيا الشبكة الاجتماعية الروسية "فكونتاكتي"، والتي تشبه تطبيق الفيس بوك، ويصل عدد مستخدميها إلى حوالي 100 مليون مستخدم، وينتشر استخدامه كذلك في أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان، ويعد "كاكاوتُك" Kakaotalk() من التطبيقات الشهيرة في كوريا الجنوبية، حيث يصل عدد مستخدميه إلى 49 مليون مستخدم)25(. وتشكل هذه الشبكات البديلة تحدياً واضحاً لنظيرتها الدولية مثل فيس بوك وواتس آب، حيث تفقد بسببها ملايين المستخدمين، وبالتالي تفقد مليارات الدولارات التي كان من الممكن أن تحصل عليها نظير الإعلانات في هذه الدول.

وتزداد هذه التأثيرات السلبية في الدول التي تفرض قيوداً إضافية على الشبكات العالمية، فعلى سبيل المثال، هناك حظر كلي أو جزئي على فيس بوك وتويتر وواتس آب في كل من الصين وإيران وكوريا الشمالية، كما فرضت إيران قيوداً على تيليجرام في أعقاب التظاهرات التي اجتاحتها في أواخر عام 2017، وتسعى روسيا كذلك لفرض قيود على تطبيق تيليجرام. 4- اضطراب العلاقة مع الشركات المالكة لأنظمة تشغيل الهواتف المحمولة: تعتمد النسبة الأكبر من مستخدمي مواقع التواصل على أجهزة الموبايل في الدخول لهذه المواقع، فحوالي 88% من مستخدمي فيس بوك يدخلون إليه عبر الموبايل)26(، وبالتالي تعتمد النسبة الأكبر من إيرادات شبكات التواصل الاجتماعي على إيرادات الإعلانات عبر الموبايل. وتثار مخاوف لدى فيس بوك، على سبيل المثال، أن تقوم الشركات المالكة لأنظمة تشغيل الموبايل بفرض رسوم عليها، أو يتم إعطاء الأفضلية لتطبيقات منافسة، فضلاً عن الهواجس من حدوث أي مشاكل فنية في أنظمة تشغيل الموبايل والتي قد تؤثر على أداء تطبيقاتها. 5- اختلاف الأطر التشريعية: تخضع شبكات التواصل الاجتماعي للقوانين المحلية الموجودة بها مقراتها الرئيسية، كما هي الحال بالنسبة لفيس بوك وتويتر، حيث تخضع للقوانين الأمريكية، والتي تتطور باستمرار، ويمكن أن تؤشر سلبياً على هذه الشركات. ومن جهة ثانية، تخضع هذه الشركات للقوانين والإجراءات التي تفرضها دول أخرى عليها، والتي قد تكون أكثر صرامة من نظيرتها الأمريكية، ومن ذلك خضوعها إلى اللائحة الأوروبية العامة لحماية البيانات بداية من مايو 2018، والتي تعد بمنزلة قانون خصوصية صادر عن بروكسل يمنح المواطنين القدرة على التحكم في بياناتهم الشخصية. 6- ارتفاع النفقات التشغيلية: تتكبد مواقع التواصل نفقات تشغيلية كبيرة مع التوسع الكبير في قاعدة مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما قد يؤثر سلباً على أرباحها المستقبلية، فعلى سبيل المثال، تضم فيس بوك حالياً أكثر من 25 ألف موظف، وتكبدت نفقات تجاوزت 20 مليار دولار في عام 2017، وترتبط هذه النفقات بتشغيل "مراكز البيانات"، وكذلك نفقات البحث والتطوير، والإدارة، والتسويق.

وفي هذا الإطار، تزداد نفقات البحث والتطوير بصورة ملحوظة، خاصة مع تركيز مواقع التواصل على تطوير منتجاتها الحالية وإنشاء تطبيقات جديدة، وذلك لكي تتمكن من المنافسة والاحتفاظ بمستخدميها وزيادة أعدادهم. فقد أنفقت فيس بوك على البحث والتطوير 5.9 مليار دولار، و7.7 مليار دولار في عامي 2016 و2017 على التوالي. 7- تزايد الهجمات السيبرانية: تتعرض قواعد ومراكز حفظ البيانات الخاصة بشبكات التواصل الاجتماعي لهجمات إلكترونية، عبر البرمجيات الخبيثة والفيروسات وهجمات التصيد الاحتيالي. فنظراً لاتساع قاعدة مستخدمي بيانات شبكات التواصل الاجتماعي التي تتجاوز مليارات المستخدمين، وضخامة البيانات التي يتداولونها، فإنها تعتبر هدفاً للهجمات الإلكتروني­ة، ومع التطور المستمر لطبيعة الهجمات الإلكتروني­ة، سواء من حيث الكم أو التعقيد، فإن أنظمة الحماية قد تفشل في صد هذه الهجمات، بما يترتب على ذلك من تعطل في هذه الشبكات أو سرقة بيانات مستخدميها، الأمر الذي قد يؤثر على ثقتهم فيها. ومن الناحية الاقتصادية فإن هذا قد يؤثر بشكل مباشر على إيرادات هذه الشبكات، ويزيد من نفقاتها لحماية أنظمة ومراكز حفظ البيانات.

رابعاً: فر�ش م�ستقبلية للتو�سع

على الرغم من التحديات سابقة الذكر، فإن مواقع التواصل لايزال أمامها الكثير من الفرص المستقبلية لزيادة حجم سوقها، وذلك من خلال الاستثمار في المجالات التالية: 1- الاستثمار في الذكاء الاصطناعي: اتجهت معظم شبكات التواصل الاجتماعي في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وذلك نظراً لاحتدام المنافسة بينها وسعيها إلى تقديم خدمات جديدة. وذكرت الشركة الصينية "تنسنت" في تقريرها ربع السنوي الثاني لعام 2017 أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي

يعد ضمن أولوياتها الاستراتيج­ية، وأن مهندسيها اتجهوا لتطوير بعض تطبيقاته، مثل التعرف على الوجه Face( )Recognitio­n والتصوير الطبي Imaging(‬ ‪Medical،) وتحويل الكلمات المنطوقة إلى نصوص Speech( Recognitio­n،) وكذلك معالجة اللغات الطبيعية Natural( ‪Language Processing‬ ،) والتعلم الآلي Machine( (Learning27((. في حين ذكر فيس بوك في تقريره السنوي لعام 2016 أنه يستثمر بشكل كبير في الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي)28.) 2- تقديم الخدمات البنكية: بدأت بعض المؤسسات المالية في تقديم خدماتها المالية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن مازالت التجربة محدودة، ويعد "دنيزبانك" التركي DenizBank() أول بنك في العالم يفتتح فرع رسمي له على فيسبوك، ويمكن للعملاء الاستفادة من بعض الخدمات البنكية عبر حساباتهم على هذه المنصة.

وقام "بنك آي سي آي سي" ‪)ICICI bank(‬ في الهند بتدشين تطبيق على الهاتف المحمول يسمح للعملاء بالدخول لحساباتهم البنكية عبر بياناتهم على فيس بوك، بما يمكنهم من تنفيذ عمليات مصرفية كإرسال أموال للأصدقاء، ودفع فواتير المياه، وإعادة شحن الهواتف النقالة، كما تنشط شبكات التواصل الاجتماعي الصينية في تقديم الخدمات المالية.

ومع التوسع المتوقع لمواقع التواصل في تقديم الخدمات المالية، فإنها قد تصبح مستقبلاً بمنزلة بنوك المستقبل)29(، على الرغم من التحديات التي لاتزال تواجهها في هذا الإطار. 3- منصات لتلفزيون المستقبل: تتزايد مشاهدة الفيديوهات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فيما يعرف ب "الفيديو الاجتماعي" ‪Social Video(‬ ،) وقد بدأت بالفعل فيس بوك وتويتر في بث بعض البطولات الرياضية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يجعلها تنافس شركات رائدة في هذا المجال مثل أمازون )Amazon( ونتفليكس (Netflix(30(.)

وفي الختام، تشير العديد من المؤشرات إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لايزال أمامها المزيد من الفرص الاقتصادية الواعدة للتوسع، سواء ارتباطاً بتنامي أعداد مستخدمي مواقع التواصل في الدول النامية، أو سعيها الدائم لتطوير منتجاتها وتقديم العديد من الخدمات الجديدة عبر منصاتها، الأمر الذي سيدعم من نمو إيراداتها المستقبلية، وإن كانت هذه المنصات لاتزال تواجه العديد من التحديات، التي يتمثل أبرزها في التهديدات السيبرانية، والتشريعات الحكومية، بما تفرضه من ضوابط مقيدة على عملها، أو عقوبات في حال إساءة استغلال منصاتها.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates