#لن يحدث مجدداً: جيل جديد يضع حدوداً

ديفيد هوج ولورين هوج #Never Again: A New Generation Draws the Line By: David Hogg & Lauren Hogg, Random House, 176 pp., $10,2018, ISBN: 9781984801838 عرض: محمود جمال عبدالعال، باحث في المركز العربي للبحوث السياسية بالقاهرة

يعد كتاب "#لن يحدث مجدداً: جيل جديد يضع حدوداً" ملخصاً لحادث إطلاق النار بمدينة "باركلاند" بولاية فلوريدا، التي عايشها الكاتبان "ديفيد هوج" و"لورين هوج" والذي تأسست على أثره حركة "#لن يحدث مجدداً" لمكافحة حيازة السلاح بالولايات المتحدة، ويعرض الكتاب كيفية تشكل الحركات الاجتماعية الجديدة المناهضة لانتشار ملكية السلاح وضمان الأمن والسلامة داخل المدارس والجامعات ودور الشباب في الضغط لتغيير القوانين الحاكمة لملكية السلاح في الولايات المتحدة.

�سعود «الجيل الا�ستثنائي»

يبدأ الكتاب بمناقشة تأثير التحولات السياسية والاجتماعية على الجيل الجديد والتي زادت من قدرة الشباب على الحراك الاجتماعي، إذ هيمنت معضلة الأمن على المجتمع الأمريكي بسبب تصاعد تهديدات ملكية السلاح وانتشار المجموعات الإجرامية وعصابات التهريب التي لم تعد المؤسسات الأمنية قادرة على مواجهتها، وهو ما دفع الشباب للبحث عن أساليب أكثر فاعلية وقنوات جديدة لطرح مطالبهم حول ضرورة تحقيق الأمن وحماية الأفراد.

ويشير المؤلفان إلى أن الجيل الجديد يختلف عن جيل الآباء والأجداد، الذي عجز عن مواجهة جماعات الضغط والنفوذ السياسي في الماضي، من خلال توظيف وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام في حشد تأييد الرأي العام لحركات تقييد ملكية السلاح في الولايات المتحدة وإصلاح المنظومة القانونية لحمل السلاح في الولايات المتحدة والضغط على السياسيين والإعلام التقليدي لوضع هذه القضية في صدارة أولويات المجتمع الأمريكي.

اإخفاق ال�سيا�سة والاإعلام

ينتقد الكتاب تعامل السياسيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مع قضية ملكية السلاح، كما حظيت مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المؤيدة للحق في حمل الأسلحة وحيازتها بانتقادات حادة في مواضع متكررة بالكتاب.

واتهم الكاتبان الساسة والإعلام بالخضوع لنفوذ منظمة السلاح الأمريكية" NRA(،) التي تُعد من أقوى جماعات الضغط في واشنطن نتيجة تمويلها للحملات الانتخابية وهيمنتها على عدد كبير من المنصات الإعلامية.

ولقد أدى اعتقاد النشطاء في حركات تقييد ملكية السلاح في عدم جدوى التواصل مع السياسيين ومحدودية قدرتهم على اختراق احتكار لوبي حمل السلاح للإعلام إلى تركيزهم على اجتذاب تأييد الرأي العام.

ويشير الكتاب في هذا الصدد إلى تصاعد حجم التبرعات لحركة "لن يحدث مجدداً"، والمسيرات الضخمة التي تم تنظيمها في غالبية الولايات الأمريكية تحت شعار "من أجل حياتنا".

وتشير استطلاعات الرأي العام إلى أن ثلثي الشعب الأمريكي يؤيد حظر الأسلحة الهجومية، وذلك لأول مرة منذ عقود، كما انخفضت شعبية "منظمة السلاح الأمريكية" إلى أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من عشرين عاماً.

وحققت الحركة نجاحاً سريعاً تمثل في استجابة ولاية "فيرمونت" لمطالبهم برفع سن شراء السلاح إلى 21 عاماً، وأعطت السلطة لضباط الشرطة لسحب بنادق من يظهر على سلوكهم أي علامات تحول.

ا �ستراتيجية « النقاط الع�سر »

يطرح المؤلفان "استراتيجية النقاط العشر" لضمان احترام حق المواطنين في امتلاك السلاح، وفي الوقت نفسه احترام حق الناس في الحياة. وترتكز النقاط العشر على دعم وتمويل الأبحاث العلمية تقوم بتوفير البيانات والإحصاءات اللازمة لفهم الظاهرة، ورقمنة مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية للاستفادة من البيانات المتوفرة بالأوراق القديمة.

وتؤكد الاستراتيجية ضرورة حظر الأسلحة الهجومية بشكل كامل، وتمويل برامج الحد من العنف وعلاجه، ومنع من لديهم سوابق عنف منزلي من حمل السلاح، وسن قوانين فيدرالية لحظر تهريب البنادق من الولايات ذات القوانين الضعيفة إلى الولايات ذات القوانين الحاسمة بالإضافة إلى التخزين الآمن للسلاح للحد من سرقته ووصوله لأيدي الأطفال.

ختاماً، يؤكد الكتاب على ضرورة مواجهة التحديات التي تتعرض لها حركات مكافحة حيازة السلاح بالولايات المتحدة مثل ضعف مستويات التمويل وتعارض الأنشطة والفاعليات وغياب التنسيق بين المجموعات المختلفة وعدم وجود قنوات اتصال فعالة بالسياسيين والإعلاميين المؤيدين لفرض قيود على ملكية السلاح.