Trending Events

النجم الأحمر والهلال: الصين والشرق الأوسط

-

جيمس ريردون أندرسون )محرر(

‪The Red Star and the Crescent: China and the Middle East‬

‪By: James Reardon-Anderson (Ed.)‬ ‪Oxford University Press, 327 PP., $25, 2018,‬ ‪ISBN: 9781849048­217‬

عرض: نورهان طوسون أحمد، مدرس مساعد بالأكاديمي­ة العربية للعلوم والتكنولوج­يا والنقل البحري تصاعد الاهتمام الصيني بمنطقة الشرق الأوسط في إطار سياسة الصين لتعزيز نفوذها العالمي والوجود في مختلف أقاليم العالم، ونشر استثماراته­ا على نطاق واسع.

وفي هذا الإطار يتناول الكتاب المعنون "النجم الأحمر والهلال: الصين والشرق الأوسط" العلاقات بين الصين ودول الشرق الأوسط، مركزاً على العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين الطرفين والتداعيات السياسية على التفاعلات المتبادلة.

التناف�ض الأمريكي - ال�سيني

يؤكد الكتاب أنه على الرغم من أن القادة الصينيين دائماً يؤكدون على أهمية منطقة الشرق الأوسط ووجود مصالح كبيرة لبكين في هذه المنطقة، فإن حجم الموارد التي تخصصها الصين لهذه المنطقة ضئيل مقارنة بأهميتها، وذلك على النقيض من بعض القوى الدولية الأخرى، مثل الولايات المتحدة.

ويشير المؤلف إلى انتقال التنافس الأمريكي – الصيني إلى الشرق الأوسط، بيد أن "النموذج الصيني" يحظى بجاذبية أكبر من "النموذج الأمريكي" الذي يرتبط بالتدخلات العسكرية في المنطقة، في مقابل سياسة الصين السلمية القائمة على مبدأ عدم التدخل، والتطور الاقتصادي السريع ودعم التنمية الاقتصادية.

وعلى الرغم من وجود تنافس بين الصين والولايات المتحدة، فإن بكين استفادت من وجود واشنطن في الشرق الأوسط للقيام بمهام حفظ الأمن.

ويعد توافر الضمانات الأمنية شرطاً مسبقاً لضخ الاستثمارا­ت الصينية، كما أن زيادة الانخراط الأمريكي في المنطقة يؤدي إلى تقليل اهتمام واشنطن ببحر الصين الجنوبي، وفقاً لرؤية الصين.

اأبعاد الدور ال�سيني

تضمن الكتاب استعراضاً لعدد من الحالات التي شهدت قيام الصين بتوظيف نموذجها الصاعد للتأثير عليها، مثل تركيا.

ولقد حاولت بكين استغلال أن أنقرة لديها علاقات متوترة مع بعض خصوم الصين التقليديين، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول الأوروبية.

وعلى الرغم من محاولات التقارب الدبلوماسي بين الدولتين، فلا توجد علاقات تعاون قوية بينهما يمكن وصفها بالشراكة الاستراتيج­ية.

وتطرق الكتاب إلى العلاقات الصينية – الإيرانية، حيث تناول دور الصين في المحادثات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، وركز أيضاً على تشجيع الرئيس الصيني "شي جين بينج" الإيرانيين على إبداء مرونة في التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الأوروبية.

ودعمت بكين إيقاف البرنامج النووي في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، ومن ثم يمكن القول إن الصين قد ساعدت بشكل كبير في التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني في عام 2015.

وعلى مستوى العلاقات مع العراق، فقد حرصت بكين على الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف داخل الدولة على اختلاف انتماءاتهم بعد الغزو الأمريكي للعراق.

وتعتبر الصين من أكبر الدول التي حققت مكاسب اقتصادية بسبب هذا الاحتلال، فمثلاً أصبحت من أكبر مستوردي البترول من بغداد، وهو ما قد يدفع الصين للانخراط النشط في بعض الصراعات المحلية الدائرة في منطقة الشرق الأوسط بهدف الحفاظ على مصالحها.

ختاماً، على النقيض من تصورات بعض المحللين حول أن الاهتمام الصيني بمنطقة الشرق الأوسط يرجع إلى النفط بشكل رئيسي، يؤكد الكتاب أن هذا الاهتمام يعود إلى الأهمية الاستراتيج­ية للمنطقة في مبادرة "الحزام والطريق".

ويضاف إلى ذلك أن بكين تخشى من انتشار التطرف والإرهاب في إقليم شينجيانج، حيث يعيش عدد كبير من الإيجور المسلمين في ظل قيام بعضهم بالانضمام لصفوف "داعش" في سوريا، وهو ما دفع الصين إلى تعزيز التعاون الأمني مع دول الشرق الأوسط.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates