Trending Events

الأمن البيولوجي:

تنامي مخاطر ”الوباء القادم“في العالم

- أحمد حمدون مدرس العلوم السياسية المساعد، جامعة القاهرة- باحث دكتوراه بجامعة فريدريش ألكسندر، ألمانيا

تنامي مخاطر "الوباء القادم" في العالم أحمد حمدون

تصاعدت تهديدات الأمن البيولوجي على المستوى العالمي في ظل توقعات انتشار الأوبئة المعدية وعودة بعض الأوبئة القديمة وتزايد مقاومة الفيروسات والبكتيريا للمضادات الحيوية، نتيجة للطفرات الجينية وتداعيات التغير المناخي والتطور في وسائل شن الحروب البيولوجية.

اأولً: تعريف الأمن البيولوجي

على الرغم من إسهام التطور العلمي في تحجيم تهديدات الأوبئة التي كانت المسؤول الأول عن الوفيات البشرية، فإن أمراضاً وبائية معدية أكثر خطورة بدأت في الانتشار في ثمانينيات القرن الماضي، مما تسبب في تحولات استثنائية في دراسة الأمن البيولوجي) 1 .)

ويتصل ذلك بظهور العديد من الأوبئة سريعة الانتشار، مثل انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير وفيروس سارس وفيروس زيكا والإيبولا، وهو ما دفع الحكومات والهيئات الدولية المعنية بالصحة للاستعداد لما أطلق عليه "الوباء القادم" والتهديدات الصحية غير المتوقعة، وتوزاى ذلك مع ارتفاع قضايا الأمن البيولوجي إلى صدارة جدول أعمال المنظمات الدولية.

وعلى المستوى النظري، ارتبط صعود مفهوم "الأمن البيولوجي" بالدراسات البيئية، إذ كان التركيز خلال هذه الفترة على تهديدات الآفات والأمراض المعدية للمحاصيل الزراعية والماشية، إلا أن تطور التهديدات البيولوجية قد أدى لإعادة صياغة هذا المفهوم من جانب منظمة الصحة العالمية، حيث تم تعريفه باعتباره "الإجراءات المؤسسية الرامية إلى تفادي انتشار مسببات الأمراض كالفيروسات والبكتيريا أو سرقتها أو تحويل وجهتها أو إطلاقها عمداً".

ولقد أدى تطور التكنولوجي­ا البيولوجية إلى تصاعد المخاوف من عودة الفيروسات المنقرضة أو تخليق فيروسات محصنة تمتلك قدرة على مقاومة العقاقير المعروفة، ومن ثم اتسعت نطاقات الأمن البيولوجي لتشمل الرقابة على الاستخداما­ت المزدوجة للبحوث البيولوجية، ويقصد بها البحوث المشروعة التي يمكن أن يُساء استخدامها فتشكل تهديداً للصحة العامة والأمن القومي)2.)

ثانياً: تطور الهتمام بالأمن البيولوجي

لا تزال منظمة الصحة العالمية هي المعنية بتهديدات الأمراض المعدية ومعايير الأمن

البيولوجي، إلا أن انتشار مفهوم الأمن البيولوجي قد أدى لتصاعد الاهتمام العالمي بهذه القضايا ووضعها ضمن التهديدات عالمية الانتشار التي يعتبرها مجلس الأمن الدولي ضمن تهديدات الأمن والسلم الدوليين.

ففي 10 يناير 2000 عقد مجلس الأمن الدولي جلسة استثنائية لتقييم تأثير فيروس نقص المناعة البشرية على القارة الأفريقية، وكانت هذه هي السابقة الأولى تاريخياً التي يتصدى بها مجلس الأمن لقضية صحية وتصنيفها ضمن تهديدات الأمن الدولي)3.)

ولقد كان الدافع الأساسي لتحرك مجلس الأمن هو ارتفاع حصيلة الوفيات التي تسبب فيها هذا الوباء، والتي وصلت إلى حوالي 2.2 مليون نسمة؛ أي ما يزيد على عشرة أضعاف ضحايا الصراعات المسلحة في أفريقيا خلال العام نفسه 4).)

ومنذ ذلك الحين، استقر الأمن البيولوجي في مكانة متقدمة ضمن جدول أعمال المنظمات الدولية وتصاعد الاهتمام بالأمراض المعدية وتم اعتبارها ضمن التهديدات الرئيسية للأمن الدولي، والتي لا يمكن مواجهتها بجهود الدول منفردة، ويتطلب تدخل المنظمات الدولية لتعزيز التعاون العالمي للتصدي لتهديدتها)5.)

وانتقل الاهتمام الدولي من الاهتمام بالأوبئة إلى التركيز على الأسلحة البيولوجية وتوظيفها من جانب التنظيمات الإرهابية، خاصة بعد وصول خطابات لمسؤولين أمريكيين تتضمن الجمرة الخبيثة في عام 2001؛ مما جعل الإدارة الأمريكية تضع "الإرهاب البيولوجي" ضمن قضايا الأمن القومي بالولايات المتحدة)6.)

ولا ينفصل ذلك عن التوسع في مفهوم الأمن وتجاوزه الدلالات العسكرية التقليدية والاهتمام المتزايد بتهديدات الأمن غير التقليدي في مطلع القرن الحادي والعشرين وتطوير أنماط جديدة من ترتيبات الأمن الجماعي في المجالات الصحية والبيئية.

ثالثاً: ت�ساعد التهديدات البيولوجية

تعددت أنماط التهديدات البيولوجية المتصاعدة التي باتت تواجهها الدول، حيث باتت تشمل الأوبئة سريعة الانتشار وعودة الأوبئة القديمة والضرر العرضي غير المتعمد الناتج عن الأبحاث ونقص الوعي والإهمال، بالإضافة لتوظيف الأوبئة كأسلحة بيولوجية خلال الصراعات)7(، وتتمثل أهم أنماط التهديدات البيولوجية فيما يلي: 1- الانتشار السريع للأوبئة: تصاعد تركيز المنظمات الدولية على تهديدات الأمراض المعدية الجديدة والعائدة، حيث أشار تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2018 إلى أن القرن الحادي والعشرين لم يختلف عن سابقيه من حيث ظهور وانتشار أمراض معدية تسببها فيروسات وبكتيريا سريعة الانتشار، كفيروس نقص المناعة البشرية، والملاريا، ومرض السل)8.)

وعلى الرغم من التقدم في مكافحة الأمراض المعدية، فإن إحصاءات عام 2016 تكشف عن وفاة مليون شخص نتيجة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. وبعد أن انخفضت مستويات الإصابة بالملاريا بين عامي 2010 و2013 فقد عاودت الارتفاع مرة أخرى في عام 2016 الذي شهد حوالي 216 مليون حالة إصابة، كما تسبب هذا المرض في وفاة حوالي 445 ألف نسمة))9 . 2- مقاومة المضادات الحيوية: تزايد تركيز الباحثين على مقاومة الميكروبات والبكتيريا للمضادات الحيوية، وهو ما تم اعتباره "أكبر المخاطر التي تواجه بالصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية"، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية في تقريرها الصادر في يناير 2018، إذ يؤدي ذلك إلى تمديد فترة العلاج للأفراد وارتفاع التكاليف الطبية وزيادة معدل الوفيات) 10 .)

وعلى سبيل المثال، شهد عام 2016 تسجيل 600 ألف حالة جديدة من مرض السل لا تستجيب للأدوية الأكثر فاعلية في مكافحة هذا المرض، وقد كان من ضمنهم 490 ألف حالة أظهرت مقاومة لغالبية الأدوية المستخدمة لعلاج مرض السل 11).) 3- تزايد "الأوبئة العائدة": يقصد بالأوبئة العائدة تلك التي سبق أن انتشرت على نطاق واسع وتمت السيطرة عليها عبر تطوير أدوات للوقاية والاحتواء والعلاج، كاللقاحات والعقاقير العلاجية وأنظمة الرصد والتشخيص وغيرها، ولكنها تعود للظهور مرة أخرى أو تنتشر جغرافياً إلى أقاليم جديدة، وتكون عودتها في الغالب بصورة أكثر فتكاً ومقاومة للعقاقير والأدوية)12.)

ويأتي وباء الكوليرا كأحد الأمثلة على هذا النوع من الأوبئة العائدة، خاصة في الدول الفقيرة نتيجة لتصدع المنظومة الصحية والبنية التحتية فيها، وترتبط العدوى بمرض الكوليرا بالتعرض لمياه ملوثة وبغياب المنشآت الصحية الملائمة، وهي الظروف التي تسود في الدول الفقيرة ومناطق الصراعات، حيث

كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية في عام 2018 عن انتشار وباء الكوليرا بصورة سريعة في مناطق الصراعات في منطقة الشرق الأوسط)13.)

وعلى مستوى آخر، شهدت الجزائر في أغسطس 2018 عودة وباء الكوليرا بعد أكثر من 20 عاماً على اختفائه منها، حيث تم تسجيل مئات الإصابات وبعض الوفيات، وهو ما ارتبط بالكشف عن عدد من المنابع المائية الملوثة بالبكتيريا وتردي الأوضاع البيئية في بعض المناطق الريفية بالجزائر) 14 .) 4- تهديدات "الحروب البيولوجية": على الرغم من تطور آليات حظر الانتشار، لم تتراجع تهديدات استخدام الأسلحة البيولوجية في ظل التطور المتواصل في عمليات تصنيعها، ففي مايو 2018 نشر المجلس الأطلسي بالولايات المتحدة الأمريكية تقريراً عن وجود انتهاكات من جانب روسيا لالتزاماته­ا في النظم الدولية لحظر انتشار الأسلحة البيولوجية، وهو ما يرتبط باتجاه بعض الدول لتطوير أسلحة بيولوجية لاستخدامها في الحروب وتهديدات "الإرهاب البيولوجي" للأمن الدولي) 15 .)

رابعاً: اأ�سباب انت�سار تهديدات الأوبئة

يتصل الانتشار السريع لتهديدات الأوبئة بعدة عوامل، يتمثل أهمها في تداعيات العولمة وتزايد التدفقات الدولية والتطور التكنولوجي في المجالات البيولوجية والتحولات في أنماط الحروب والصراعات الدولية، وفي هذا الإطار تتمثل أهم أسباب تصاعد تهديدات الأمن البيولوجي فيما يلي: 1- تزايد تأثيرات العولمة: مثلت التغيرات المصاحبة للعولمة بيئة خصبة لتفشي الأوبئة المختلفة على نطاق أوسع بكثير مما سبق، ويرتبط ذلك بانتشار المدن المليونية، وتزايد معدلات سفر وانتقال البشر والبضائع بين مختلف دول العالم بصورة غير مسبوقة، وتدفق موجات الهجرة بين الأقاليم المختلفة، بالإضافة إلى التغير المناخي.

وقد ألقت العولمة بظلالها أيضاً على صناعات الأدوية والتكنولوج­يا الحيوية فازداد انتشار المعلومات حول العلوم البيولوجية، وأصبح امتلاك المعرفة والخبرة والأدوات والمعدات الضرورية لصناعة أسلحة بيولوجية ممكناً لبعض الدول والفاعلين من غير الدول، وهو ما يثير مخاوف من أن تستخدمها إحدى الجماعات الإرهابية في صناعة أسلحة بيولوجية لاستخدامها في هجماتها)16.) 2- حدوث الطفرات الجينية: شهدت العقود الماضية تسارعاً بصورة غير مسبوقة لتطور التكنولوجي­ا الحيوية وانخفاض تكلفة البحوث البيولوجية، وترتب على ذلك تمكن بعض الفيروسات والبكتيريا من التكيف مع المضادات الحيوية واستيعاب تأثيراتها نتيجة للطفرة الجينية التي شهدتها الأجيال الجديدة من مسببات الأوبئة للحفاظ على بقائها؛ مما تسبب في انتشار أوبئة أكثر خطورة على حياة البشر بصورة أسرع، فضلاً عن قدرتها على مقاومة المضادات الحيوية والأدوية، ولا ينفصل ذلك عن تأثيرات التغير المناخي على تطور الفيروسات والبكتيريا، حيث تسهم التحولات المناخية في توفير البيئة الملائمة لنمو وانتشار مسببات الأوبئة)17.) 3- انتشار الاستخداما­ت المزدوجة: تزايدت الاستخداما­ت المزدوجة للبحوث في المجالات البيولوجية، خاصة في ظل تصاعد إمكانية توظيف البحوث الطبية والبيولوجي­ة في إنتاج الأسلحة)18(، إذ باتت تقنيات الهندسة الوراثية تتيح لبعض الدول إمكانية إحداث تغييرات في تركيبة الفيروسات والبكتيريا لتصبح أكثر فتكاً ومقاومةً للمضادات الحيوية واللقاحات، بالإضافة لإمكانية جعلها قادرة على تجاوز أنظمة الكشف والتشخيص)19.)

وبجانب تعمد إساءة استخدام التكنولوجي­ا الحيوية لتصنيع أسلحة بيولوجية، فإن إجراء بعض التجارب الخطيرة من قبل باحثين غير محترفين وخارج الأطر المؤسسية للمختبرات العلمية يمكن أن يتسبب من دون قصد في تسرب بعض الميكروبات خارج الإطار المحكم للتجربة العلمية وتفشيها بين البشر، وهو ما يضيف بعداً آخر إلى التخوفات المتعلقة بالأمن والسلامة الناتجة عن ثورة التكنولوجي­ا الحيوية)20.) 4- تفاقم الصراعات الداخلية: تسهم الصراعات الداخلية في انتشار الأوبئة على نطاقات واسعة، حيث تشهد الحروب الأهلية غالباً تفشي الأمراض المعدية نتيجة تدمير البنية التحتية الصحية للدولة، ووجود أعداد ضخمة من النازحين الذين يفتقدون إلى الطعام والسكن والرعاية الصحية الملائمة، وهو ما يوفر تربة خصبة لتفشي الأوبئة والأمراض نظراً لغياب أنظمة الرصد والتشخيص والاحتواء في مثل تلك الظروف) 21 .)

مثلت التغيرات المصاحبة للعولمة بيئة خصبة لتفشي الأوبئة المختلفة على نطاق أوسع بكثير مما سبق، ويرتبط ذلك بانتشار المدن المليونية، وتزايد معدلات سفر وانتقال البشر والبضائع بين مختلف دول العالم بصورة غير مسبوقة، وتدفق موجات الهجرة بين الأقاليم المختلفة، بالإضافة إلى التغير المناخي.

خام�ساً: كيفية التعامل مع «الوباء القادم»

تعد الفيروسات والبكتيريا ضمن أهم المسببات الرئيسية للأوبئة سريعة الانتشار، إلا أن خبراء الأمن البيولوجي لديهم مخاوف جمة من التحولات في قدرة الفيروسات على الانتشار بين البشر، وذلك على الرغم من أن بعض الأنوع من البكتيريا لديها قدرة متزايدة على مقاومة المضادات الحيوية مما يهدد بتحول بعض الأمراض العادية التي تسببها البكتيريا إلى أوبئة مستعصية لا علاج لها، وهو ما أدى لتزايد وتيرة البحوث لابتكار عقاقير قادرة على مواجهة الأجيال الجديدة من الأوبئة.

وترجع التحذيرات العالمية من تهديدات الفيروسات المسببة للأوبئة إلى قدرتها على التطور والانتشار السريع بصورة تفوق البكتيريا بمراحل، بالإضافة إلى وجود آلاف الأنواع من الفيروسات التي لم تتمكن العلوم البيولوجية من التعرف عليها ودراستها بصورة كاملة، ناهيك عن أن أسوأ الأوبئة التي تعرضت لها البشرية خلال العقود الماضية كانت نتيجة لعدوى فيروسية وليست بكتيرية)22.)

ولقد كشفت الدراسات البيولوجية عن أن مصدر الوباء القادم ينحصر في أربعة احتمالات رئيسية يتمثل أولها في انتشار أحد الفيروسات أو البكتيريا المكتشفة حديثاً، وثانيها هو حدوث طفرة طبيعية تنتج جيلاً جديداً من بكتيريا أو فيروس قديم، ويتمثل الاحتمال الثالث في تسرب كيانات بيولوجية معدية من أحد المعامل المتخصصة في التجارب البيولوجية، سواء بصورة متعمدة أو عن طريق الخطأ، أما الاحتمال الرابع فيتمثل في انتشار وبائي لميكروب تمكن من اكتساب مناعة في مواجهة المضادات الحيوية)23.)

وعلى الرغم من التطور في قدرات الدول على مواجهة الأوبئة والأمراض سريعة الانتشار، فإن عدداً كبيراً منها لا يملك الاستعدادا­ت الكافية لمواجهة تفشي الأوبئة غير التقليدية على نطاق واسع بسبب عدم قدرة الأنظمة الصحية في مختلف دول العالم على التعامل مع الزيادة المفاجئة في الطلب على الخدمات الصحية التي يخلقها عادة تفشي الأوبئة والأمراض على نطاق واسع.

وفي السياق ذاته، لا يعني التقدم في التكنولوجي­ا الحيوية أن الدول باتت تمتلك لقاحات وأدوية فعالة ضد الأمراض الوبائية المتوقعة في ظل محدودية تمويل البحوث الطبية والبيولوجي­ة وافتقاد بعض الدول للبنية التحتية اللازمة لدعم قطاعات البحوث والتطوير في هذه المجالات، فضلاً عن احتكار بعض شركات صناعة الأدوية للقاحات والمضادات الحيوية اللازمة لمواجهة العدوى الوبائية)24.)

ختاماً، تتطلب مواجهة "الوباء القادم" وتقليل مستوى الخسائر البشرية تعزيز التعاون بين الدول والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية وقطاع البحوث والتطوير في المجال البيولوجي بهدف نشر الوعي حول وسائل الوقاية من الأمراض المعدية وكيفية التعامل مع التهديدات البيولوجية، بالإضافة إلى تأسيس شبكات للإنذار المبكر للكشف عن الأمراض المعدية في مراحل انتشارها الأولى ومواجهتها قبل أن تتحول لأوبئة واسعة الانتشار.

‪1- Debora MacKenzie, Plague! How To Prepare For The Next Pandemic, ‪New Scientist:‬ Vol.3114, February 25,2017, pp. 29- 33‬ ‪2- Fact Sheet: Biosafety and Biosecurit­y, ‪World Health Organizati­on,‬ March 20,2018, accessible at:‬ http://www.who.int/influenza/pip/Biosecurit­yandBiosaf­ety_EN_20Mar2018.pdf ‪3- Gregory Koblentz, Biosecurit­y Reconsider­ed: Calibratin­g Biological Threats and Responses,‬ ‪Internatio­nal Security:‬ ‪Vol. 34, No.4, 2010,‬ ‪pp. 96-132‬ ‪4- Security Council Holds Debate on Impact of AIDS on Peace and Security in Africa, Press Release,‬ ‪United Nations Security Council,‬ ‪January 10,2000, accessible at: https://www.un.org/press/en/2000/20000110.sc6781.doc.html‬ ‪5- Resolution 1308: HIV/AIDS and Internatio­nal Peace-keeping Operations,‬ ‪United Nations Security Council,‬ ‪July 17,2000, accessible at:‬ https://goo.gl/p6pD93 ‪6- A More Secure World: Our Shared Responsibi­lity: Report of the Secretary-General’s High-Level Panel on Threats, Challenges, and Change,‬ ‪United Nations,‬ ‪2004, p.8, accessible at: https://goo.gl/JDpo1c‬ ‪7- Terence Taylor, ”Safeguardi­ng Advances in the Life Sciences”,‬ ‪EMBO Reports:‬ ‪Vol. 7, July 2006, pp.61 – 64‬ ‪8- World Health Statistics: Monitoring Health for the SDGs,‬ ‪World Health Organizati­on,‬ ‪2018, pp. 5-7, accessible at: https://goo.gl/4mwu1Y‬ ‪9- AIDS Info Database,‬ ‪Joint United Nations Program on HIV/AIDS )UNAIDS(,‬ ‪2017, accessible at: http://aidsinfo.unaids.org/‬ ‪10- Global Antimicrob­ial Resistance Surveillan­ce System Report,‬ ‪World Health Organizati­on,‬ ‪2018, accessible at: https://goo.gl/oZsvit‬ ‪11- Ibid.,‬ ‪12- The Global Infectious Disease Threat and Its Implicatio­ns for the United States,‬ ‪National Intelligen­ce Council )NIC(,‬ ‪January 2000, accessible‬ at: https://goo.gl/TFwPeD‬ ‪13- Cholera situation in Yemen,‬ ‪WHO Regional Office for the Eastern Mediterran­ean,‬ ‪March 2018, accessible at:‬ http://applicatio­ns.emro.who.int/docs/EMROPub_2018_EN_16998.pdf?ua=1 14- الكوليرا في الجزائر.. مرض عابر أم خطر داهم؟، سكاي نيوز عربية، 28 أغسطس 2018، موجود على الرابط التالي: https://goo.gl/HRjUmE ‪15- LUKAS TRAKIMAVIČ­IUS, Is Russia Violating the Biological Weapons Convention?,‬ ‪Atlantic Council,‬ ‪May 23,2018, accessible at: http://‬ www.atlanticco­uncil.org/blogs/new-atlanticis­t/is-russia-violating-the-biological-weapons-convention ‪16- ‪Globalizat­ion, Biosecurit­y, and the Future of the Life Sciences,‬ )Washington, D.C.: National Academies Press, 2006(, pp. 79– 112‬ ‪17- Carsten Stroby Jensen, ‪Risking Antimicrob­ial Resistance,‬ )Cham, Switzerlan­d: Palgrave Macmillan, 2018(, pp. 199- 206‬ ‪18- Robert Carlson, The Pace and Proliferat­ion of Biological Technologi­es, ‪Biosecurit­y and Bioterrori­sm:‬ Viol.1, No.3, September 2003,‬ ‪pp. 1– 12‬ ‪19- Advances in Biotechnol­ogy and Genetic Engineerin­g: Implicatio­ns for the Developmen­t of New Biological Warfare Agents,‬ ‪U.S. Department‬ ‪of Defense,‬ ‪June 1996, accessible at: https://goo.gl/btu2Zp‬ ‪20- Gaymon Bennett )et. al.(, From Synthetic Biology to Biohacking: Are We Prepared?,‬ ‪Nature Biotechnol­ogy:‬ ‪Vol.27, No.12, December‬ ‪2009, pp. 1109– 1111‬ ‪21- Michael Moodie, William Taylor Jr.,‬ ‪Contagion and Conflict: Health as a Global Security Challenge,‬ ‪)Washington, D.C.: Chemical and‬ ‪Biological Arms Control Institute and Center for Strategic and Internatio­nal Studies, 2000(, pp. 28– 35‬ ‪22- Debora MacKenzie, Op.Cit., p.29‬ ‪23- The Next Plague and How Science Will Stop It,‬ ‪American Council of Science and Health,‬ ‪May 7,2018, accessible at: https://www.acsh.‬ org/news/2018/05/07/next-plague-and-how-science-will-stop-it-12929 24- Ibid.,

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates