Trending Events

‪GPS Wars‬

استهداف متزايد لنظم تحديد المواقع العالمية

- باسم راشد باحث متخصص في العلاقات الدولية، مصر

أدى تزايد الاعتماد على نظم تحديد المواقع العالمية في القطاعات المدنية والعسكرية إلى استهدافها عبر التشويش على الإشارات واستهداف الأقمار الصناعية بما يهدد حركة الطيران والملاحة البحرية ونظم الاتصالات ويتسبب في تعطيل منظومات الأسلحة الذكية المتصلة بالأقمار الصناعية.

�أولاً: حروب "نظم تحديد �لمو�قع"

تنطوي نظم تحديد المواقع العالمية على عدة مكامن للضعف تعرضها لانكشاف أمام الهجمات المعادية، يتمثل أهمها في إمكانية التشويش على الإشارات واعتراض الاتصالات بين المستخدمين والأقمار الصناعية، إذ تعتمد أجهزة التشويش على تعطيل قدرة جهاز الاستقبال على التقاط البيانات من الأقمار الاصطناعية، عن طريق إضافة المزيد من الضوضاء إلى الإشارة المرسَلة، مما يمنع جهاز الاستقبال من التقاط الإشارة الحقيقية ويعطل النظام(1.)

ويزداد الأمر خطورة عندما يرتبط بالحروب العسكرية، خاصة في ظل وجود خصم متقدم تقنياً، مثل الصين أو روسيا، يمكنه التشويش على النظام أو تعطيله أو حتى تدميره تماماً، بما يُحوِّل النظام من وسيلة لتحديد المواقع إلى نقطة ضعف وعبء على مستخدميه( 2 .)

وقد احتكرت الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود تحديد المواقع الجغرافية من خال نظام "تحديد المواقع العالمي" GPS(،) إلا أن هذا النظام حالياً يواجه حرباً شرسة من الدول المنافسة، خاصةً روسيا أو الصين. ولا تتوقف هذه الحرب عند حد التشويش فقط على نظام تحديد المواقع العالمي، لكنها تهدف إلى تأسيس وبناء نظم بديلة قادرة على منافسة هذا النظام بقوة، وتتمثل أهم أبعاد حرب تحديد المواقع فيما يلي:

1- التشويش على الإشارات: تزايدت حمات التشويش على إشارات نظام تحديد المواقع، خاصة من جانب روسيا بالأساس بهدف تعطيل النظام. وقد ظهرت هذه المشكلة للمرة الأولى أثناء المناورات العسكرية الروسية "زاباد" في سبتمبر 2017 التي أُجريت بالقرب من دول البلطيق الثاث: أستونيا وليتوانيا ولاتفيا(3.)

وتكرر الأمر ذاته في أكتوبر من العام نفسه أثناء مناورات الناتو في الدول الاسكندناف­ية، حيث تعطلت إشارات نظام تحديد المواقع في شمال النرويج وفنلندا، وتعطلت حركة الطائرات المدنية، ولم يعد

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates