Trending Events

اقتصاد المعرفة

-

روبرتو مانجبيرا أنجر ‪The Knowledge Economy‬ ‪By: Roberto Mangabeira Unger, Verso, 304 pp., $19.46,2019, ISBN:‬ 9781788734­974 عرض: سارة محمود خليل، باحثة في العلوم السياسية يطرح الكتاب المعنون "اقتصاد المعرفة" للفيلسوف والأستاذ بجامعة هارفارد "روبرتو مانجبيرا أنجر" رؤية مفادها أنه على الرغم من اقتصاد المعرفة ليس مصطلحاً جديداً، فإن المفهوم بتطبيقه الصحيح لم ينتشر بالشكل الكافي في المجتمعات النامية، بالإضافة إلى أنه لا يزال يحتاج لتطوير تطبيقاته في الدول المتقدمة، ومن ثم يحاول الكاتب مناقشة سبل نشر اقتصاد المعرفة في الدول كافة، وذلك من خال تبني رؤية تأثرت بالفكر الماركسي بشكل واضح.

�صعوبات تطبيق المفهوم

يشير مفهوم "اقتصاد المعرفة" إلى توظيف التكنولوجي­ا والمعرفة في تقديم سلع وخدمات مبتكرة، أي أنه يقوم بتحويل المعرفة إلى ثروة، حيث يهدف إلى إجراء تغييرات إيجابية على مامح الحياة الاقتصادية العالمية وزيادة حجم الإنتاج ومعدلات النمو بشكل كبير، ويرى الكتاب أنه ما زال محدود الانتشار ويتحكم به رواد الأعمال والنخب التكنولوجي­ة.

وفي هذا السياق، أشار الكاتب إلى استحواذ عدد قليل من الشركات العالمية الكبرى على معظم الأرباح التي حققها الاقتصاد المعرفي حتى الوقت الراهن، مشيراً إلى أن هذا المفهوم وممارساته ما زالت غامضة لدى البعض، وهو ما جعل هناك صعوبة في إدراك أهميته وتأثيراته على الحياة الاقتصادية والاجتماعي­ة، ويوضح أن هناك خلطاً بين المفهوم واستخدام منتجاته وخدماته، فعلى سبيل المثال، توظيف التكنولوجي­ا لا يعني أن المؤسسة تتبنى اقتصاد المعرفة.

ويرى الكتاب أن جزءاً من غموض المفهوم يعود إلى الانفصال بين الفكر الاقتصادي وواقع المجتمعات، فعلى سبيل المثال، قامت العديد من الدول النامية بتبني مفهوم "اقتصاد المعرفة" وبدلاً من الاعتماد على التصنيع التقليدي كضمان أساسي للنمو الاقتصادي اعتمدت على الأساليب التكنولوجي­ة المبتكرة وأدخلت وسائل تطوير عديدة، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق النموذج المثالي لاقتصاد المعرفة المطروح في الأدبيات الاقتصادية، وهو ما ينطبق على الدول المتقدمة التي تمتلك عدداً كبيراً من السكان الحاصلين على مستويات عالية من التعليم.

تطور ممار�صات الإنتاج

تظهر في كل مرحلة من مراحل التاريخ الاقتصادي ممارسة متطورة للإنتاج، وعادة لا تكون فعالة بشكل كبير في بدايتها ولا تحقق أكبر ناتج مقارنة بممارسات الإنتاج الأخرى، ولكن الاقتصاديي­ن يرون أن الممارسة الأكثر فعالية هي التي تستطيع البقاء والاستمرار­ية والدفع نحو التغيير في جميع أجزاء النظام الاقتصادي، بالإضافة إلى القدرة على تنويع الإنتاج.

ففي الماضي كانت الممارسة الإنتاجية الأكثر تقدماً ترتبط بقطاع واحد فقط، مثل التصنيع أو الزراعة أو الخدمات، إلا أنه في الوقت الحالي يجب أن تكون مرتبطة بالعديد من القطاعات ومؤثرة عليها.

ويرى كل من آدم سميث وكارل ماركس أن أفضل وسيلة لفهم الحقائق الاقتصادية هي دراسة الممارسات الإنتاجية الأكثر تقدماً، فبالنسبة لهؤلاء المفكرين كان التصنيع الآلي هو الممارسة الإنتاجية الأكثر تقدماً في ذلك الوقت.

ورأى الكاتب أنهما كانا محقين في هذا الطرح، مشيراً إلى أنها الأكثر جدوى لفهم تعقيدات الواقع الاقتصادي اليوم، ويعد "اقتصاد المعرفة" هو النمط الأكثر تطوراً للنشاط الاقتصادي بالمعايير الراهنة.

تغيير النظام الجتماعي

يؤكد الكاتب أن أهم خصائص اقتصاد المعرفة التخلص من التسلسل الهرمي الموجود في المجتمع والمؤسسات كافة، حيث يتطلب إنتاج المعرفة الناجح التعاون والاستقالي­ة والتبادل الحر للأفكار، والتحرر من الروتين الذي يجعل الأفراد يمارسون أعمالهم بطريقة شبيهة بالآلات، ويرى أنه يعزز الإبداع والعفوية، وهو ما يجعل هناك تحولاً من "العقل كآلة" ‪The Mind as(‬ Machine) إلى "العقل كخيال" The( ‪Mind as Imaginatio­n‬ ) على حد تعبير الكاتب.

ويؤكد الكتاب ضرورة إجراء تغييرات اجتماعية عميقة لنشر اقتصاد المعرفة، حيث يتطلب الأمر تمكين الأفراد وإتاحة الفرص لهم، وإعادة تنظيم آليات تخصيص رأس المال ووسائل الإنتاج، ويدعو أيضاً إلى إيجاد أشكال تنظيمية بديلة لترتيب العاقات بين العمال والزماء والرؤساء، يضاف إلى هذا ضرورة إصاح النظام التعليمي ليشجع الأفراد على تبني المنهج التجريبي بدلاً من تعليمهم اكتساب المعرفة بشكل تقليدي من دون تفكير، وإيجاد أشكال جديدة من الملكية مثل التعاونيات العمالية، والشركات المملوكة للمجتمع.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates