Trending Events

الصفقة المستعصية:

مداخل التعامل الغربي مع سياسة التصعيد الإيرانية

- نهاد محمود

تباينت تقديرات الخبراء والمحللين بمراكز التفكير الغربية للتوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران في منطقة الشرق الأوسط ومداخل التعامل مع طهران، إلا أن الاتجاه الغالب في تلك التحليلات يركز على ضرورة تبني استراتيجية الاحتواء وتجنب الانجراف للتصعيد في مواجهة التهديدات الإيرانية، فضلاً عن التأكيد على أن إيران لن تقبل في المرحلة الراهنة بالتفاوض مع الولايات المتحدة أو التخلي عن سياستها التصعيدية.

اأولً: ملامح الت�صعيد المتبادل

يذكر "جيمس فيليبس" في مقاله الذي نشر بعنوان "إلى أين تتجه المواجهة الأمريكية-الإيرانية؟" على موقع "مؤسسة التراث الأمريكية" في مايو 2019 أن التوتر بين البلدين قد ظهرت بوادره بعد قيام الولايات المتحدة في أبريل 2019 بإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، وقد أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هذه الخطوة قد جاءت للتأكيد على أن إيران دولة راعية للإرهاب. وفي المقابل، صادق الرئيس الإيراني حسن روحاني على مشروع قانون يعتبر فيه أن جميع القوات الأمريكية بالشرق الأوسط إرهابية، كما وصف الولايات المتحدة بأنها دولة راعية للإرهاب)1.)

وفي السياق ذاته، أشار فيليب جوردون في مقاله المعنون "تصاعد التوتر بين أمريكا وإيران: ماذا بعد؟" والمنشور على موقع مجلس العاقات الخارجية في منتصف مايو 2019 إلى أن التصعيد بين واشنطن وطهران كان حتمياً، حيث قامت الولايات المتحدة بإرسال السفينة الحربية "أبراهام لينكولن" وقاذفات قنابل إلى الخليج العربي وذلك بعد وصول معلومات عن هجوم إيراني محتمل من قبل إيران أو أحد أذرعها بالشرق الأوسط على القوات الأمريكية بالعراق.

ويضاف إلى ذلك أن قوات الحرس الثوري الإيراني هددت بغلق مضيق هرمز وعرقلة عبور إمدادات النفط إلى الأسواق العالمية، فضاً عن ضلوع إيران في العديد من الاعتداءات بالخليج مثل هجمات الحوثيين التي شنتها طائرات من دون طيار على منشآت نفطية بالسعودية، إضافة إلى الاعتداءات على السفن التجارية بالخليج العربي، وهي الأعمال التي فسرها البعض بأنها بمنزلة تصعيد من الجانب الإيراني بعد فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي ألحقت ضرراً كبيراً بالاقتصاد الإيراني)2.)

ويشير "سيث ج. فرانتزمان" في تحليله المنشور على موقع "ذا ناشيونال إنترست" المعنون ب "التوترات تتصاعد مع إيران، لكن حتى الآن لا أحد يريد الحرب" إلى أنه على الرغم من كل هذه التعقيدات، فإن واشنطن وطهران لا ترغبان في تصعيد الأمور إلى حد المواجهة المسلحة في ظل ما قد يترتب عليها من خسائر ستمتد لدول أخرى في الإقليم، ولكن الإدراك الخاطئ وغياب المفاوضات الدبلوماسي­ة قد يقودان المنطقة إلى الحرب)3(، فيما يرى "جون ألترمان" في التحليل الذي جاء تحت عنوان "تصاعد التوترات

الإيرانية - الأمريكية" والمنشور على موقع مركز الدراسات الاستراتيج­ية والدولية CSIS() أن الولايات المتحدة ترغب مع حلول الذكرى السنوية الأولى لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في إظهار قدرتها على تحجيم السلوك الإيراني في الشرق الأوسط، والتأكيد لطهران أن بإمكانها الضغط عليها بشكل أكبر)4.)

ثانياً: توجهات الداخل الأمريكي

في كتابه المعنون "المثاليات والمصالح والسياسة الخارجية الأمريكية منذ جورج بوش الابن حتى دونالد ترامب"، والصادر عام 2019 يفسر "رونالد بواسكي" أستاذ العاقات الدولية بجامعة أشاند بولاية أوهايو اتباع ترامب سياسة تصعيدية تجاه إيران بتركيز سياسته في الشرق الأوسط منذ توليه السلطة على قضايا رئيسية من بينها إعادة صياغة الاتفاق النووي مع إيران وضمان أمن إسرائيل وحماية مصالح واشنطن في الإقليم وتوظيف العقوبات الاقتصادية للضغط على إيران لقبول صفقة جديدة حول برنامجها النووي لإثبات أن سابقه الرئيس باراك أوباما لم يكن حازماً بصورة كافية في التعامل مع إيران وأن تكثيف الضغوط على الأخيرة يؤدي للتوصل لاتفاق نووي بشروط أفضل بحيث لا يسمح لطهران بتطوير قدرات نووية عسكرية)5.)

وأكد "فيليب جوردون" في مقاله المنشور بمجلة "فورين أفيرز" بعنوان "طريق للحرب مع إيران: كيف يمكن أن يؤدي تصعيد واشنطن إلى كارثة غير مقصودة؟ " أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني أدى إلى إثارة تخوفات الرأي العام الأمريكي، حيث رأى البعض أن هذه قد تكون بداية لسلسلة من الأحداث تقود في النهاية إلى شن حرب على إيران)6.)

وفي السياق ذاته، يرى "جون ديل جروفر" في تحليله المنشور على موقع مجلة "ذا ناشيونال إنترست" والذي جاء تحت عنوان "هل يتجه ترامب بالفعل إلى حرب مع إيران؟" أن خروج ترامب من الاتفاق النووي أدى لتراجع شعبيته في الداخل الأمريكي، حيث يرفض الكثير من الأمريكيين التصعيد مع طهران، وتشير "باربرا سافين" المتخصصة في العاقات الأمريكية - الإيرانية إلى أن هناك اختافاً داخل الإدارة الأمريكية تجاه التعامل مع إيران، وهو ما يجعل الأمريكيين أنفسهم لا يعرفون حقاً ما تريده إدارة ترامب تجاه هذه القضية ويزيد من حالة عدم اليقين)7.)

ويشير الكاتبان "جيفري فيليبس" و"دانييل ديبيتريس" في مقالهما "احذروا الحرب مع إيران" والمنشور على موقع مجلة "ذا ناشيونال إنترست" إلى أن هناك مؤيدين داخل الإدارة الأمريكية لاستخدام الأداة العسكرية ضد طهران، حيث يقوم بعض المسؤولين بالترويج لفكرة مفادها أن المواجهة المسلحة هي الحل للقضاء على التهديد الإيراني، وأن المصلحة الأمريكي تقتضي ذلك، ويرى الكاتبان أن ذلك يعود إلى رغبة بعض الأشخاص في الإدارة الأمريكية في تغيير نظام الحكم بطهران مهما كانت التكلفة، وفي سبيل ذلك يكرسون الإمكانيات كافة لإرسال رسائل للشعب الأمريكي مفادها أن إيران تشكل تهديداً لاستقرار الأمريكي ولا سبيل للتصدي له إلا بإعان الحرب عليه، وهو ما يستنكره الكاتبان، حيث يؤكدان أن هناك أدوات وخيارات سياسية أخرى يمكن من خالها التعامل مع طهران.

ويحذر الكاتبان من التكلفة المالية والموارد التي سيتم استنزافها في إطار هذه الحرب، كما يستبعدان هذا السيناريو في ظل حاجة الرئيس "ترامب" للحصول على موافقة الكونجرس قبل الإقدام على هذه الحرب، إلا أنه في حالة موافقة الكونجرس فإن واشنطن ستكون قد ورطت نفسها في حرب ستكبدها العديد من الخسائر المادية والبشرية، ولهذا أكد التحليل ضرورة الاعتماد على المسار الدبلوماسي لحل هذه الأزمة والتفاوض مع المسؤولين الإيرانيين الذين يرغبون في تجنب التصعيد) .)

ثالثاً: ردود الأفعال الإقليمية والدولية

يرى "جون ألترمان" في التحليل الذي جاء تحت عنوان "تصاعد التوترات الإيرانية - الأمريكية" والمنشور على موقع مركز الدراسات الاستراتيج­ية والدولية CSIS() أن القوى الدولية لم تتحد بشكل علني الولايات المتحدة، فحينما رفضت واشنطن تخفيف العقوبات على طهران لم تعترض

الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني صراحة، وبدلاً من ذلك تحايلت بعض الدول على نصوص هذه العقوبات، وقامت بدعم إيران في القطاعات التي لا تشملها العقوبات)9.)

ويتفق معه "فيليب جوردون" في مقاله على موقع "مجلس العاقات الخارجية" مع هذا الرأي حيث أشار إلى أن الأوروبيين بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني كانوا يحاولون الحفاظ على العاقات التجارية مع إيران من خال التعاون معها في قطاعات الأغذية والمنتجات الاستهاكية حتى يظل هناك حافز لطهران للحفاظ على الاتفاق النووي، لكن أكد "جوردون" أن هذه الدول ستضطر لتغيير سياساتها مع تزايد الضغوط الأمريكية، لأنها لن تضحي بحليف قوي مثل الولايات المتحدة من أجل إيران) 10 .)

وفي السياق ذاته، تطرقت بعض التحليات إلى ردود الأفعال الإقليمية حول التصعيد الأمريكي-الإيراني، وارتداداته­ا على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال ناقش "رانج عاء الدين" في تحليله "كيف يمكن للتوترات الأمريكية - الإيرانية أن تعطل السام الهش في العراق؟" والذي نشر على موقع مؤسسة بروكنجز أن بغداد التي عانت من تداعيات الحرب الأمريكية عليها في عام 2003 والحرب على "داعش" ستكون من أكثر الدول تضرراً بالمنطقة في حال تصاعد الأزمة بين واشنطن وطهران في ظل النفوذ الإيراني المتزايد هناك، ومن ثم قد تقوم إدارة ترامب بالرد على إيران بتوجيه ضربات استباقية للميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران، يضاف إلى بعض أجزاء العراق تعتمد على إيران للحصول على الكهرباء والغاز الطبيعي، ومن ثم تتخوف دولة مثل العراق من تأثيرات هذه التوترات على استقرارها الداخلي)11.)

رابعاً: خيارات مواجهة طهران

يؤكد "فيليب جوردون" في مقاله على موقع "مجلس العاقات الخارجية" أن الولايات المتحدة تتخوف من السلوك الإيراني العدواني في الشرق الأوسط خال السنوات الأخيرة، وتمددها في الإقليم بما يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، ويرى "جوردون" أن نفوذ إيران المتزايد في منطقة الشرق الأوسط يعود لعدة أسباب من أهمها تصاعد تأثيرات الصراعات الداخلية وتصدع بعض دول الإقليم، واستغالها لانقسامات السياسية والعرقية والدينية ببعض الدول، مثل اليمن ولبنان والعراق، حيث قامت طهران بالتحالف مع الجماعات المسلحة في هذه الدول مثل: حزب اله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى تحالفها نظام بشار الأسد في سوريا)12.)

وفي سياق متصل طرح "سيث ج. فرانتزمان" في تحليله على موقع "ذا ناشيونال إنترست" رؤية مفادها أن وكاء إيران في المنطقة يمكن توظيفهم بصورة عكسية كساح لردع إيران؛ وهو ما يتضح من تأكيد الولايات المتحدة أن إيران ستتحمل تصرفات وكائها، حيث شددت واشنطن أنها ستتعامل مع أي هجوم أو أعمال عنف من وكاء إيران بالرد على طهران مباشرة، وهو ما اعتبره فرانترمان الجانب الأكثر ابتكاراً في السياسات الأمريكية تجاه إيران، حيث تجعلها تشعر بالخطر من المناطق التي عملت على نشر نفوذها بها)13.)

ورأى كل من نيكولاس هارينجتون وجوزيف بيرموديز وسيث جونز في تحليلهم المنشور على موقع مركز الدراسات الاستراتيج­ية والدولية CSIS() والمعنون "دراسة حالة التوسع الإيراني في الشرق الأوسط: مقر تدريب الإمام علي في إيران" بأنه من خال متابعة انتشار إيران بالمنطقة فإنه يمكن القول إنها تنتهج وسائل غير تقليدية لتوسيع مناطق نفوذها؛ كالمساهمة في توصيل إمدادات الغاز أو الكهرباء ببعض دول المنطقة، فضاً عن تعزيز قدرات وكائها بتدريبهم وإمدادهم بما يحتاجونه من أسلحة وأموال وغيرها. ولهذا أوصى التحليل بضرورة ابتعاد الإدارة الأمريكية عن الحرب بمفهومها التقليدي والاعتماد على الأدوات الدبلوماسي­ة والاستخبار­اتية كبديل عن المواجهة المسلحة المباشرة)14.)

وحذرت العديد من التحليات من انتهاج سلوك تصعيدي مع إيران، حيث أبدى "دوج باندو" تخوفه من تكرار سيناريو حرب العراق من جديد، وذلك في تحليله المعنون "لماذا من الممكن أن تؤدي الحرب الأمريكية - الإيرانية إلى كارثة تاريخية؟" والمنشور على موقع "ذا ناشيونال إنترست"، إذ أشار إلى أن سلوك إدارة ترامب يذكره بما حدث في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش حين تعاونت إدارة "بوش" مع الاستخبارا­ت الأمريكية من أجل إقناع الرأي العام الأمريكي بشن حرب ضد العراق، وهو ما أدى إلى أزمات وكوارث إنسانية وتغيرات كبرى في الشرق الأوسط، ويرى "باندو" أن ترامب ينتهج نفس المسار، حيث ألغى الاتفاق النووي وأعلن الحرب الاقتصادية على طهران، فهو يدفع بباده نحو الحرب في الوقت الذي يصر فيه على أنه يريد السام)15.)

وفي سياق متصل، لم يستبعد "فيليب جوردون" في مقاله المنشور على "فورين أفيرز" تحت عنوان "طريق للحرب مع إيران: كيف يمكن أن يؤدي تصعيد واشنطن إلى كارثة غير مقصودة؟" إمكانية لجوء ترامب للخيار العسكري لإيقاف التهديدات الإيرانية، إلا أنه في الأغلب يفكر في التفاوض، حيث تحدث من قبل عن رغبته في اتصال قادة إيران به، كما أنه أبلغ البنتاجون أنه لا يريد الذهاب إلى الحرب.

ويرى الكاتب أن ترامب متردد لم يحسم قراره بعد وقد يضغط عليه بعض الأفراد من داخل الإدارة الأمريكية لاستخدام الأداة العسكرية، خاصةً أنه محاط بمستشارين يميلون لهذا الخيار، فعلى سبيل المثال، كان وزير الدفاع

السابق "جيمس ماتيس" سيمنع ترامب من التصعيد العسكري، إلا أنه بعد رحيله لم يعد هناك من يمكنه القيام بهذا الدور فحتى مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون يرى أن توجيه الضربات لطهران هي الوسيلة المثلي لإيقاف البرنامج النووي الإيراني)16.)

على مستوى آخر، أوصت بعض التحليات بضرورة تحقيق التوازن بين التصعيد والتهدئة في السياسة الأمريكية والاستمرار في الضغط على إيران، مثل مقال "مهدي خلجي" المعنون "إيران وموقف لا حرب ولا تفاوض" والمنشور على "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، حيث أشار إلى أن طهران قد تقبل بخيار التفاوض نتيجة للضغوط المتزايدة والعقوبات المفروضة عليها، فإيران لا يمكنها تحمل تكلفة المواجهة العسكرية المباشرة مع الولايات المتحدة، ولهذا تلجأ للإرهاب والحرب بالوكالة ودعم التنظيمات والجماعات في العديد من مناطق الشرق الأوسط، وتحتاج طهران بحسب المقال إلى تغيير خطابها العدائي تجاه واشنطن وتبني خطاب دبلوماسي هادئ، مما قد يدفع الولايات المتحدة لتغيير موقفها وتخفيف الضغوط على الاقتصاد الإيراني)17.)

ويرى كل من المتخصصين ريتشارد سوكولسكي وآرون ديفيد ميلر المتخصصان بالشؤون الخارجية في مقالهما المنشور على موقع "كارنيجي للسام الدولي" بعنوان "ترامب لن يقبل هذه الحقائق القاسية عن إيران" أن كل ما قدمته الولايات المتحدة من ضغوط وعقوبات حتى الآن لم يجبر إيران على تقديم أي تنازلات أو الجلوس على طاولة مفاوضات، ووصف المقال استراتيجية واشنطن بأنها الأسوأ على الإطاق، فهي لم تؤد إلا لزيادة الهجمات الإيرانية على المنطقة، مؤكداً ضرورة تغيير واشنطن لاستراتيجي­تها لدفع طهران للتفاوض)18.)

ويتفق مع هذا الطرح مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن، في تحليله المعنون "المواجهات السابقة بين الولايات المتحدة وإيران تحمل دروساً للأزمة الحالية" والمنشور على موقع "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، حيث يؤكد أن الولايات المتحدة عليها أن تقوم بوقف سياسة الضغط الأقصى التي تنتهجها إزاء إيران، فعلى واشنطن أن توازن بين ضبط النفس والتصعيد))19 .

ختاماً، تتفق غالبية الاتجاهات الرئيسية في التحليات المنشورة بمراكز التفكير الغربية على أن سياسات التصعيد الإيراني لن تتوقف في المستقبل المنظور، كما أن التوصل لاتفاق مع طهران لن يؤدي إلى تراجع تهديدات طهران للأمن والاستقرار الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates