حدود الاستفادة من تطبيقات "بلوك تشين"..
أبوظبي، 25 أبريل 2019
نظم مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة حلقة نقاشية بعنوان: "ثورة بلوك تشين: الفرص والتحديات المستقبلية"، واستضاف فيها المهندس محمد عبود، المتخصص في تطوير نماذج وتطبيقات بلوك تشين، وبحضور خبراء وباحثي المركز.
اأولً: ا�صتخدامات متعددة
أشار عبود إلى أن تقنية بلوك تشين أو سلسلة الكتلة Blockchain() من التقنيات الواعدة في القرن الواحد والعشرين، والتي تضمن تحقيق المعامات بين الأطراف بقدر عال من الشفافية والأمان، وتعد من الركائز الأساسية التي قامت عليها ثورة العمات المُشيفرة منذ عام 2008؛ لكن تطبيقات بلوك تشين لا تقتصر فقط على العمات المُشيفرة بل تتعدى ذلك لتشمل إمكانية تنفيذ العديد من المعامات الحياتية بصورة مؤمنة ومن دون الحاجة إلى وسيط.
وأوضح الحضور أن تقنية بلوك
تشين فتحت الطريق أمام ثورة التطبيقات الامركزية Decentralized( Application،) فليست هناك حاجة لجهة وسيطة للقيام بالمعامات، ومن ذلك مثاً يمكن تحويل الأموال من دون الحاجة إلى البنوك، وتوثيق العقود من دون الرجوع إلى مؤسسات التوثيق القانونية، وغيرها من المعامات التي يمكن القيام بها بصورة لامركزية مع المزيد من التأمين للبيانات من حيث أماكن تخزينها وصاحية تداولها.
واقتحمت تقنية بلوك تشين العديد من القطاعات، وكان أولها بطبيعة الحال القطاع المالي؛ لكن مع مرور الوقت ونضوج المبدأ العلمي المرتكزة عليه، أصبح من الممكن استخدامها بقوة في الخدمات الحكومية وقطاعات الصحة والتعليم والنقل وغيرها.
وعدَّد المشاركون في الحلقة النقاشية المزايا المترتبة على استخدام تقنية بلوك تشين، ومنها مثاً تقديم الخدمات بجودة عالية، والقضاء على بعض مظاهر الفساد، ومواجهة الروتين في إنهاء المعامات، لاسيما في المؤسسات الرسمية.
ثانياً: مواجهة المخاطر
أوضح عبود أن المطورين والشركات الناشئة والقائمين على تطوير ونشر تقنية بلوك تشين، يسعون لإثبات قوتها عن طريق طرح العديد من التطبيقات التي تحل العديد من المشاكل، خاصة في الدول النامية. ومن المتوقع أن تشهد السنوات القليلة القادمة ظهور العديد من التطبيقات الفاعلة في مختلف القطاعات، والتي ستثبت أن استخدام تقنية بلوك تشين هو حل لكثير من المشاكل الراهنة، وأن استخدامها لا يقتصر فقط على العمات المُشيفرة.
وشدد عبود على أن ربط تقنية بلوك تشين بالعمات المُشيفرة فقط، هو أمر غير صحيح، وينجم عنه قصور في فهم هذه التقنية. ومع ذلك فإن استخدامها في العمات المُشيفرة نجم عنه العديد من التهديدات، حيث إنه بقدر ما توفره هذه العمات من سرعة وانتشار في أداء المعامات المالية وتحويل الأموال، إلا أنها تنطوي على الكثير من المخاطر والتحديات الاقتصادية والأمنية، مما دعا العديد من الحكومات لمحاولة تقنين التعامل بها عن طريق فرض بعض القيود الرقابية لمعرفة وتحديد هوية المتعاملين، وبشكل يساعد على الحد من عمليات غسيل الأموال وتمويل العمليات الإرهابية.
وفي ختام الحلقة النقاشية، أشار الحضور إلى أنه على الرغم من الفوائد العديدة لتطبيقات تقنية بلوك تشين، فإن انتشارها ما زال محدوداً مقارنة بالعوائد المتوقع تحقيقها منها، وهناك عدة أسباب وراء ذلك، منها فقدان ثقة الأفراد فيها لصعوبات فنية في نظام تطبيقها، وارتفاع تكلفة المعامات التي تتم من خالها، وعدم وجود جهة تقوم بإدارة هذا النظام يمكن محاسبتها في حالة حدوث أي خلل فيه، وبالتالي فإن التقنية لم تحظ بقبول عام يسمح بالاعتماد عليها في قطاعات متعددة حتى الآن.