Trending Events

Outside-in

استراتيجية واشنطن لردع تهديدات إيران للمنطقة العربية

- د. شادي عبدالوهاب منصور

مثّل نجاح طهران في استهداف ثلاث قواعد أمريكية في العراق بصواريخبال­يستية دقيقة التوجيه إلى اتجاه الولايات المتحدة لتفعيلالخط­ط العسكرية التي كانت مراكز الأبحاث الأمريكية تروج لها منذ العام

2011 ، وتدعو لإعادة تمركز القوات الأمريكية في قواعد عسكرية بعيدة عن مدى الصواريخال­باليستية الإيرانية.

تمثل أحد التداعيات المباشرة المترتبة على استخدام إيران في 8 يناير 2020 لصواريخ باليستية دقيقة التوجيه في استهداف قواعد عين الأسد وحرير والتاجي في العراق، والتي توجد بها قوات أمريكية، إلى اتجاه واشنطن لتطبيق المقترحات التي كان يتم تداولها في الدوائر العسكرية الأمريكية منذ عام 2011، والتي ترى ضرورة اتجاه واشنطن لتنويع قواعدها، والاعتماد على قواعد عسكرية تبعد عن خصومها الرئيسيين، نظراً لأنه لم يعد بمقدور واشنطن شن عمليات عسكرية من قواعد قريبة من خصومها، من دون أن تتعرض لرد فعل انتقامي، كما كان الوضع عليه في السابق)1.) ويرتبط ذلك بامتاك خصومها الرئيسيين، وتحديداً إيران في منطقة الشرق الأوسط، صواريخ باليستية ومجنحة دقيقة التوجيه.

ويسعى هذا التحليل إلى توضيح أبعاد هذه الاستراتيج­ية الأمريكية، والتي يطلق عليها “استراتيجية من الخارج إلى الداخل، فضاً عن بيان عدد من المؤشرات التي توضح فعاً بدء واشنطن في تنفيذ بعض جوانب هذه الاستراتيج­ية.

اأولً: ا�صتراتيجية “من الخارج اإلى الداخل”

ظهرت دراسات صادرة عن مراكز أبحاث أمريكية دفاعية منذ عام 2011 تنادي بضرورة أن يقوم الجيش الأمريكي بتعزيز قدرته على ردع خصومه الإقليميين، وفي مقدمتهم إيران، وذلك تحت مسمى استراتيجية “من الخارج إلى الداخل” Outside-in(،) والتي تهدف بصورة أساسية إلى الرد على استراتيجية طهران القائمة على “خلق المناطق المحرمة، ومناطق منع الوصول” ‪Anti-access Area(‬ Denial،) والتي تتمثل في امتاك القدرات العسكرية التي تؤهل إيران لردع، أو منع، أو تعطيل العمليات العسكرية الأمريكية في وقتها المناسب في المنطقة، وهو ما يمنح طهران الوقت الازم لتنفيذ عمليات عدائية أو إكراهية ضد واشنطن)2 .)

ولا تمتلك طهران الأسلحة الازمة كافة لتنفيذ استراتيجية “المناطق المحرمة ومنع الوصول”، غير أنها في المقابل تعتمد “استراتيجيا­ت هجينة” ‪)Hybrid strategy(‬ لتنفيذ هذه الاستراتيج­ية، وذلك من خال التهديد باستهداف الدول المستضيفة للقواعد الأمريكية

في المنطقة بالصواريخ الباليستية والتنظيمات الإرهابية من أجل إجبارها على منع واشنطن من استخدام القواعد في تنفيذ عمليات عدائية ضد إيران. وفي حالة فشل هذه الاستراتيج­ية، فإن إيران سوف تلجأ إلى مهاجمة القواعد الأمريكية بصورة مباشرة، وذلك بالتزامن مع محاولة إعاقة حرية الماحة في مضيق هرمز)3 .)

وتستند استراتيجية من الداخل إلى الخارج الأمريكية إلى ركيزتين أساسيتين، يمكن توضيحهما على النحو التالي: 1- تنفيذ ضربات من قواعد آمنة نسبياً: يقصد بذلك نشر القوات الأمريكية لدعم الضربات العسكرية الأولية ضد إيران من خارج نطاق المناطق المحرمة، أي خارج المناطق التي تستطيع أن تصل إليها الصواريخ الإيرانية، وذلك بهدف إضعاف وتقليل كفاءة أنظمة الدفاع والهجوم الإيرانية، وشن ضربات انتقامية ضد الولايات المتحدة من خال استخدام الصواريخ الباليستية على سبيل المثال. وتستفيد هذه الاستراتيج­ية من قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ عمليات قتالية جوية وبحرية من مسارح عمليات بعيدة عن إيران)4.)

واقترحت الدراسة حينها أن تقيم الولايات المتحدة قواعد لها في جنوب أوروبا ومنطقة القوقاز، ووسط آسيا وغرب أفريقيا وجزر سيشيل، كما أن هذه القواعد البعيدة لن تكون في حاجة إلى درجة التحصين نفسها، ولن تكون في حاجة إلى الإصاح السريع، مقارنة بتلك القواعد التي تكون على مقربة من إيران. واقترحت الدراسة في هذا الإطار ضرورة أن تبحث الولايات المتحدة عن بديل لمركز العمليات الجوية المشتركة الموجودة حالياً في قاعدة العُديد القطرية)5.) 2- زيادة تحصين القواعد الأمريكية القريبة من إيران: يتم تأمين القواعد العسكرية الأمريكية في المناطق المجاورة لإيران، حتى لا تكون عرضة لاستهداف بسهولة من جانب الصواريخ الباليستية للحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى ترسيخ التفوق الجوي والبحري بالقرب من الحدود الإيرانية عند الضرورة، بما في ذلك السيطرة على مضيق هرمز، لدعم عمليات نشر القوات الاحقة، وتهيئة مسرح العمليات للتدخل العسكري الأمريكي، إذا ما تطلب الأمر ذلك.

ويمكن القول إن هناك عدة عوامل دفعت واشنطن للتفكير في تنفيذ استراتيجية “من الخارج إلى الداخل”، وذلك على النحو التالي: 1- استهداف إيران القواعد الأمريكية في العراق: أطلقت إيران أكثر من 12 صاروخاً باليستياً من طراز “قيام” على القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق في 8 يناير 2020، كرد فعل على تصفية الولايات المتحدة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني. واستهدفت الصواريخ الإيرانية ثاث قواعد عسكرية عراقية تستضيف عسكريين وأمريكيين من قوات التحالف، وهي قاعدة عين الأسد الأمريكية وقاعدة أربيل والتاجي في العراق. وعلى الرغم من أن أحد أسباب تمكن إيران من إصابة هذه القواعد الثاثة بنجاح يرجع إلى عدم قيام واشنطن بنشر منظومات دفاع جوي فيهم، غير أن الهجوم الصاروخي الإيراني، أوضح

أن الصواريخ المستخدمة في الهجوم، تمتاز بالدقة في إصابة الأهداف)6(، ومن ثم فإن القواعد الأمريكية القريبة من إيران، سوف تكون معرضة لتهديدات الصواريخ الباليستية الإيرانية. 2- تهديدات نظم الدفاع الجوي الإيرانية: أعلنت إيران في أبريل 2020 امتاكها منظومتي الرادار الاستراتيج­يتين “خليج فارس” و”مراقب”، ويبلغ مدار رادار “خليج فارس” حوالي 800 كيلومتر، أما رادار “مراقب”، فيعمل بمدى 400 كيلومتر، وهو ما يعني أن أغلب القواعد الأمريكية في منطقة الخليج تدخل في نطاق الرادارات الإيرانية)7(، وعلى الرغم من أن طهران تميل للمبالغة في بيان قوة صناعاتها العسكرية، فإنه من الثابت أن طهران تمتلك منظومة دفاع جوية روسية، والتي يبلغ مداها حوالي 300 كيلومتر، وهو ما يجعل بعض القواعد الأمريكية في المنطقة تدخل في نطاق نظم الدفاع الجوي الإيرانية.

وقامت طهران، مع تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة في منطقة الخليج، بنشر نظم الدفاع الجوي “إس 300 بيه أم يوه 2”، والتي يبلغ مداها دائرة قطرها 200 كيلومتر إلى مدينة عسلوية في محافظة بوشهر، على ساحل الخليج العربي، وذلك في منتصف 2019، وهو ما يؤهل نظم الدفاع الجوي الإيرانية لمراقبة الطائرات الأمريكية، التي تنطلق من قاعدة العديد القطرية.

أما في حالة نشر طهران نظم الدفاع الجوية الروسية، التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، فإن طهران حينها ستكون قادرة على تهديد المقاتات الأمريكية لحظة انطاقها من القاعدة)8(. وبطبيعة الحال، فإن هذا الأمر يمثل قيداً على قدرة واشنطن على تنفيذ عمليات هجومية ضد إيران انطاقاً من القاعدة القطرية، وهو ما يمثل خصماً من أهميتها الاستراتيج­ية، خاصة في أوقات تصاعد التوتر مع طهران.

ثانياً: اإعادة النت�صار الع�صكري الأمريكي

ينتشر حالياً أكثر من 60 ألف جندي أمريكي في الشرق الأوسط، ويوجد معظمهم في قواعد القريبة من إيران في دول مثل البحرين والكويت وقطر والعراق. وتتمتع قاعدة العديد القطرية بأهمية عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية، إذ تستضيف حوالي عشرة آلاف جندي أمريكي)9(، كما أنها تستضيف مقر القيادة الوسطى الأمريكية، و“مقر مركز القوات الجوية المشتركة”، ومقر قيادة العمليات الخاصة الأمريكية الوسطى، والتي يتم من خالها إدارة العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وتحديداً الحرب ضد “داعش” في سوريا والعراق، فضاً عن العمليات العسكرية المرتبطة بسوريا وأفغانستان)10.)

وظهر خال الآونة الأخيرة عدد من المؤشرات الدالة على التراجع النسبي في وزن القاعدة القطرية في التخطيط العسكري الأمريكي، بالإضافة إلى اتجاه الولايات المتحدة إلى تنويع وجودها العسكري في المنطقة، وتعزيز وجودها في دول أخرى، مثل سلطنة عمان والعراق، وذلك على النحو التالي:

1- تأهيل مراكز أخرى لقيادة العمليات الجوية: نقلت الولايات المتحدة، في أكتوبر 2019 في خطوة غير معلنة، مركز العمليات الجوية والفضائية من قاعدة العديد إلى مركز بقاعدة شو الجوية بولاية ساوث كارولينا الأمريكية، والتي تبعد عن العديد بنحو 7 آلاف ميل، بشكل مؤقت لم يستمر سوى 24 ساعة.

وجاءت هذه الخطوة في وقت تصاعد فيه التوتر مع إيران، وهو ما يؤشر إلى وجود تقدير أمريكي بإمكانية تعرض القاعدة لهجمات من إيران، بما يجعلها غير قادرة على قيادة القوات الجوية الأمريكية انطاقاً من هناك، ولذلك هيأت واشنطن مقراً بدياً في حالة استهداف قاعدة العديد، ومن ثم يمكن النظر إلى هذه الخطوة باعتبارها خطوة احترازية، ولكنها تمثل كذلك إدراكاً من جانب الجيش الأمريكي بتزايد فرص تعرض القاعدة لاستهداف الإيراني. 2- نشر القاذفات الاستراتيج­ية في دييغو جارسيا: كانت واشنطن تقوم مع ارتفاع حدة التوتر مع إيران بنشر طائرات “بي - 52 اتش ستراتوفورت­يس” ‪B-52H Stratofort­ress(‬ ) في قاعدة العديد القطرية، على غرار ما قامت به واشنطن في مايو 2019، وذلك لردع طهران عن تنفيذ أي اعتداءات في منطقة الخليج)11(، غير أنه من الملحوظ أنه في أعقاب تصفية قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في 3 يناير، قامت واشنطن في 7 يناير بنشر 6 قاذفات “بي 52” طويلة المدى في قاعدة دييغو جارسيا التابعة لبريطانيا في المحيط الهندي، وذلك لكي تكون متاحة لعمليات ضد إيران، إذا صدرت أوامر بذلك.

وأوضح مسؤول أمريكي أنه تم اختيار دييغو جارسيا، هذه المرة بدلاً من العديد، لإبقاء القاذفات الاستراتيج­ية خارج نطاق الصواريخ الإيرانية)12(، في حين يمكن للصواريخ المجنحة التي تطلقها هذه القاذفات إصابة الأهداف المحتملة كافة داخل إيران، من دون أن تدخل القاذفة ضمن نطاق تأثير نظم الدفاع الجوي الإيرانية)13.)

ويكشف ما سبق عن حقيقة أن الجيش الأمريكي بات يدرك أن قاعدة العديد لم يعد بإمكانها استضافة القاذفات الاستراتيج­ية، في أوقات تزايد التوتر مع إيران، نظراً لقدرة الصواريخ الإيرانية على استهداف القاعدة القطرية، ومن ثم، فإن نشر القاذفات الاستراتيج­ية في دييغو جارسيا بها سوف يحافظ على عامل الردع في مواجهة إيران. 3- التمركز في قاعدة الأمير بن سلطان السعودية: أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية CENTCOM() الجنرال كينيث ماكنزي للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي في 10 مارس 2020، بأن الولايات المتحدة تنقل مزيداً من الأصول العسكرية إلى قاعدة الأمير بن سلطان الجوية في وسط السعودية، نظراً لأنها تقع خارج نطاق الصواريخ الباليستية الإيرانية قصيرة المدى، كما أنها في الوقت ذاته، تعد قريبة بما فيه الكفاية لتنفيذ عمليات ضد إيران باستخدام مختلف أنواع المقاتات الأمريكية.

وأضاف أنها في موقع يمكن الدفاع عنه بشكل جيد، كما أنه يوفر عمقاً إضافياً كبيراً في مسرح العمليات ضد إيران، وهي كلها عوامل باتت قاعدة العديد القطرية تفتقدها. وياحظ أن القاعدة تقع على بعد 580 كم من الأراضي الإيرانية، وتوفر واشنطن لها منظومة واحدة، حتى الآن، من نظم الدفاع الجوي من طراز باتريوت.

وفي المقابل، تقع قاعدة العديد القطرية على بعد 149 ميل بحري )أي حوالي 275 كيلومتراً( فقط من الأراضي الإيرانية، وهو ما يجعل الصواريخ الباليستية التي يتم إطاقها من الساحل الإيراني يمكن أن تصل القاعدة في خال خمس دقائق فقط، كما أن الصواريخ الباليستية الإيرانية قصيرة المدى لن يكون بإمكانها الوصول إلى القاعدة السعودية.

وعلى الرغم من غياب تقديرات واضحة للأعداد التي تمتلكها طهران من أنواع الصواريخ الباليستية المختلفة، فإنه يتوقع أن تكون النسبة الأكبر من صواريخ إيران هي من الصواريخ قصيرة المدى. ومن ثم لن يكون بإمكان طهران استخدامها بكثافة في أي عمليات عسكرية ضد القاعدة السعودية، مقارنة بالوضع في قاعدة العديد القطرية. ومن جهة ثالثة، فإن الصواريخ الإيرانية متوسطة المدى سوف تحتاج إلى فترة زمنية أطول لكي تصل إلى القاعدة السعودية، بما يوفر للجيش الأمريكي مزيداً من الوقت لاستعداد بصورة أفضل للتهديدات الإيرانية.

وياحظ أن هناك تصريحات متواترة من جانب المسؤولين الإيرانيين، طوال فترة أزمة البرنامج النووي الإيراني، تهدد فيها طهران صراحة باستهداف أي قاعدة أمريكية تنطلق منها عمليات تستهدف إيران. وقد تزايدت حدة هذه التصريحات في أعقاب قيام طائرات مسيّرة أمريكية بالانطاق من قاعدة العديد القطرية لتصفية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في 3 مارس. وفي ضوء امتاك إيران القدرات الازمة لتنفيذ تهديداتها، فإن احتمالية استهداف إيران للقاعدة تكون مرتفعة للغاية. 4- تعزيز واشنطن لوجودها العسكري في العراق: اتجهت واشنطن لتعزيز وجودها العسكري في العراق، إذ يخطط الجيش الأمريكي لإنشاء مطار لقاذفات “بي 52” العماقة، داخل قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار العراقية)14،) كما قام الجيش الأمريكي في مارس 2020 بإمداد قواعده في العراق بمنظومات دفاع جوي متوسطة وبعيدة المدى من طراز باتريوت، حيث تم وضع إحدى بطاريات باتريوت في قاعدة عين الأسد، التي ينتشر فيها جنود أمريكيون، بينما تم نشر الثانية في قاعدة حرير في أربيل، أكبر مدن إقليم كردستان العراق، بالإضافة إلى التخطيط لنشر بطاريتين إضافيتين في القاعدتين)15(. كما نشرت وزارة الدفاع أيضاً أنظمة مضادة للصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون، مثل أنظمة “سي رام” C-RAM(،) في هاتين القاعدتين، وذلك لتأمينها من هجمات الحشد الشعبي العراقي)16.)

ويأتي ضمن إجراءات واشنطن لتعزيز وجودها في العراق، إعادة هيكلة وجودها العسكري هناك، حيث سحبت قواتها من

قواعدها العسكرية الصغيرة في العراق، وقامت بنشرها في القواعد الأكبر حجماً، والتي جرى تأمينها بأنظمة الدفاع الجوي المختلفة، كما لجأت واشنطن كذلك إلى توجيه ضربات ضد ميليشيات الحشد الشعبي العراقية، وتحديداً كتائب حزب اله، والتي كانت طهران توظفها في الهجوم على القواعد الأمريكية هناك) .)

17

5- استخدام الموانئ العمانية: وقعت الولايات المتحدة اتفاقية استراتيجية للموانئ مع سلطنة عمان في 24 مارس 2019 تهدف إلى منح تسهيات أكبر للجيش الأمريكي في منطقة الخليج، حيث تضمن الاتفاقية للولايات المتحدة الاستفادة من المنشآت والموانئ في الدقم وصالة، وتحد من الحاجة لإرسال السفن عبر مضيق هرمز قبالة ساحل إيران.

وقد تم توقيع الاتفاقية في وقت تصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وأكد مسؤول أمريكي طالباً عدم ذكر اسمه أن الاتفاقية مهمة لأنها تحسن الوصول إلى موانئ تتصل بالمنطقة عبر شبكة من الطرق، مما يمنح الجيش الأمريكي قدرة كبيرة على الصمود، ويمنحه مزيد من الخيارات في وقت الأزمة، خاصة إذا ما حاولت طهران إغاق مضيق هرمز، وتنامت هذه الهواجس مع تزايد جودة وكمية الأسلحة الإيرانية. وياحظ أن المفاوضات مع سلطنة عمان بدأت في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، غير أنها فيما يبدو تسارعت في عهد إدارة ترامب مع تصاعد التوتر مع إيران)18 .)

وكشف البنتاجون في أبريل 2020 عن امتاكه تقنيات مراقبة متطورة، والتي يمكنها أن تحدد القوارب أو الصواريخ الإيرانية الصغيرة القادمة على بعد مسافات طويلة. بما يعطي القيادة العسكرية فترة زمنية كافية لاستهدافها من خال سفن البحرية والطائرات المسيرة)19.)

وفي الختام، يؤشر نجاح طهران على تطوير دقة صواريخها الباليستية، وامتاكها ترسانة ضخمة من الصواريخ قصيرة المدى إلى اتجاه واشنطن لتفعيل الخطط العسكرية القديمة، والتي كانت تدعو إلى نشر القوات الأمريكية في قواعد متعددة، وبعيدة نسبياً عن مصادر التهديد الرئيسية لمصالحها ونفوذها، ولذلك من المتوقع أن تتجه واشنطن لتعزيز انتشارها العسكري في مواجهة التهديد الإيراني في قواعد إضافية في السعودية والعراق ودييغو غارسيا وسلطنة عمان، وذلك للحفاظ على عامل الردع في مواجهة إيران.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates