Trending Events

كيف يفكر العالم الثاني؟

تحوُّل ليبيا إلى ساحة جديدة للمواجهة بين موسكو وواشنطن الوقاية المستحيلة:

-

تؤكد تقارير إعامية وجود عسكريين روس من مؤسسة "فاجنر" العسكرية يقاتلون إلى جانب قوات الجنرال خليفة حفتر، كما اتهمت واشنطن روسيا بإرسال مقاتات جوية حديثة لدعم تلك القوات، وقامت واشنطن من جانبها بتعزيز قواتها في تونس، بعد ان استشعرت تهديداً استراتيجياً من التحركات الروسية.

ونتيجة لهذه التباينات، قد تشهد ليبيا صراعاً بين موسكو وواشنطن، أسبابها أبعد من مجرد التنافس على النفط الليبي، وتتعلق بمعركة على "النفوذ" في الساحتين الشرق أوسطية والدولية. ويسعى التحليل الحالي إلى توضيح محددات السياسة الروسية تجاه ليبيا، وفرص حدوث تفاهمات بين موسكو وتركيا في هذا الملف، فضاً عن تحليل فرص تحوّل ليبيا إلى ساحة للمواجهة بين روسيا والولايات المتحدة.

اأولً: محددات ال�صيا�صة الرو�صية حيال ليبيا

يتمثل أهم محدد للتدخل الروسي في ليبيا في خديعة الغرب لموسكو في عام 2011، فضاً عن استعادة نفوذها التقليدي في الشرق الأوسط، في حين أن الاعتبارات الاقتصادية تحتل مرتبة ثانوية، ويمكن تفصيل ذلك على النحو التالي: 1- خديعة الغرب لموسكو: عندما بدأت الاحتجاجات الشعبية في ليبيا ضد نظام حكم القذافي في فبراير 2011، أدان دميتري

ميدفيديف، رئيس روسيا حينها، استخدام القذافي العنف ضد الاحتجاجات، وامتنع عن التصويت ضد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، في 17 مارس 2011، حول فرض حظر جوي على ليبيا لحماية المدنيين) .)

وبنى الرئيس ميدفيديف موقفه من القرار 1973، من عدة اعتبارات أولها، الاعتقاد بأن ليبيا لا تمثل مصلحة روسية حيوية، وثانيها، عدم المخاطرة بتخريب العاقات مع الشركاء الغربيين) بينما يتمثل ثالثها في نظرة ميدفيديف لموسكو، وموقعها في النظام الدولي، والذي يرى أن روسيا قوة كبرى إقليمية، وليست قوة عظمى، وبالتالي عليها تجنب التورط في الأزمات الدولية البعيدة عن المصالح الحيوية لروسيا) .)

وأحدث موقف مديفيديف توتراً في العاقات مع رئيس الوزراء حينها، فاديمير بوتين) والذي انتقد موقف موسكو من قرار رقم 1973، وقال إنه "قرار ناقص ومعيب ... ويذكرني بالدعوات في العصور الوسطى للحروب الصليبية") .)

ومنذ ذلك الحين اعتبر بوتين العدوان العسكري الأمريكي ركناً رئيسياً في السياسة الأمريكية، وقد أشار في تصريحات حينها إلى أنه "في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون قصفوا يوغسافيا وبيلجراد، وفي عهد جورج بوش الابن أرسلوا قواتهم

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates