Trending Events

سورنة الصراع:

تحوُّل ليبيا إلى ساحة جديدة للمواجهة بين موسكو وواشنطن

- جوليا ترويتسكايا

تشهد ليبيا نزاعاً مسلحاً منذ سقوط حكم القذافي، وباتت المحطة الثانية في الشرق الأوسط، بعد سوريا، والتي تشهد صراعاً إقليمياً ودولياً، خاصة بين روسيا والولايات المتحدة، ويلاحظ أن هذا الصراع بين الدولتين لم يتوقف حتى بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وانتهاء حقبة "الحرب الباردة"، ومن المرشح له الاستمرار، خاصة في ظل رفض واشنطن التوصل لتسوية مع موسكو حول ليبيا.

إلى أفغانستان، وبذريعة مفبكرة كاذبة، إلى العراق )...( والآن جاء دور ليبيا". وأكد بوتين أن الأحداث في ليبيا "تثبت صحة توجه روسيا بضرورة تعزيز قدراتها القتالية") .)

وإزاء هذه الانتقادات، أكد مديفيديف أنه لم تستخدم حق الفيتو لأنه لا يعتبر القرار 1973 خاطئاً) وشدد على أنه "لا يجوز استخدام عبارات مثل عبارة "الحروب الصليبية") في انتقاد صريح لبوتين.

ومع بداية قصف حلف الناتو لليبيا، بالمخالفة لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، والذي كان يفترض أن يقصر دور الحلف على فرض منطقة حظر جوي على ليبيا، من دون التدخل لدعم أحد طرفي الصراع ضد الآخر، تغير موقف مديفيديف، وتقارب مع بوتين، وانتقد الرئيس الروسي مشاركة قوات الناتو في قصف قوات الحكومة الليبية، مؤكداً أن "هذا لم يشر إليه القرار الدولي بأي شكل من الأشكال") .)

وظلت خيبة الأمل الروسية من إساءة استغال الغرب القرار الدولي غطاء للتدخل العسكري في ليبيا، أحد العوامل المؤثرة على صياغة الموقف الروسي من أي تطورات في ليبيا، وكانت ضمن العوامل التي بنى عليها الكرملين لاحقاً موقفه من الأزمة السورية، وساهمت في تدخله عسكرياً هناك.

2- استعادة دوائر النفوذ التقليدية: تمثل سوريا وليبيا إحدى دوائر النفوذ التقليدية لموسكو في الشرق الأوسط، ونظرت موسكو إلى الاحتجاجات الشعبية، المدعومة من الخارج، باعتبارها أداة أمريكية لنشر الفوضى في الدول المناوئة لها، وإضعاف الدور الروسي في المنطقة، وهو ما يفسر إصرار موسكو على دعم نظام الأسد، ضمن أسباب أخرى، في مواجهة المعارضة المسلحة المدعومة أمريكياً.

3- محدودية دور الاعتبارات الاقتصادية: لا تلعب الاعتبارات الاقتصادية دوراً كبيراً في صياغة السياسة الروسية حيال ليبيا، إذ إن حجم المصالح العسكرية والاقتصادي­ة بين البلدين لم تكن كبيرة، فحتى عام 2011 كانت بين موسكو وطرابلس اتفاقات توريد أسلحة روسية للرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي، بقيمة تصل إلى 4.5 مليار دولار، وما تم توقيعه بصورة نهائية من صفقات تسلح كان بقيمة لا تزيد عن 2 مليار دولار فقط.

ومن جهة ثانية، فإنه على الرغم من وجود اتفاقات حول تنفيذ شركات النفط والغاز الروسية، مثل لوك أويل وتات نفط وغاز بروم مشروعات استثمارية في ليبيا، فإن خسائر تلك الشركات بسبب الأحداث التي شهدتها ليبيا كانت محدودة) .)

ثانياً: التفاهمات الرو�صية - التركية في ليبيا

بدأت تتبلور تدريجياً، منذ عام 2020، مؤشرات تشير إلى "سورنة" الأزمة الليبية، في الشق المتعلق بتقاسم الأدوار بين روسيا وتركيا. إذ كشفت صحيفة "ذي صن" البريطانية في تقرير صادر يوم 9 أكتوبر 2018، أن "روسيا أرسلت إلى مناطق شرق ليبيا الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني الليبي بقيادة المارشال حفتر، عشرات العسكريين الروس، لتدريب الجيش الليبي، الذي زودته موسكو بأسلحة ثقيلة وصواريخ مضادة للسفن ومنظومة إس – 300، وتم افتتاح قاعدتين عسكريتين للروس في طبرق وبنغازي، تحت غطاء الشركة العسكرية الروسية الخاصة "فاجنر") .)

ونفى الكرملين حينها رسمياً نيته إقامة قواعد له في ليبيا، بينما أكد مصدر مقرب من وزارة الدفاع الروسية لصحيفة "آر بي كا" وجود عسكريين روس في ليبيا، وقال إن إرسالهم بدأ خال الأشهر الأخيرة الماضية") كما رصدت كاميرات الفيديو جلوس يفجيني بريغوجين، المعروف بلقب "طباخ الكرملين"، ورئيس مؤسسة "فاجنر"، خلف طاولة المحادثات بجانب كبار المسؤولين العسكريين الروس، خال محادثات أجراها حفتر مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في 7 نوفمير عام 2018، وهو اللقاء، الذي قدم دلياً حول احتمال إرسال وحدات من فاجنر إلى ليبيا) .)

وبينما كانت موسكو تنفي إرسال عسكريين إلى ليبيا، أعلنت رسمياً تقديمها الدعم العسكري لميليشيات حكومة الوفاق، مع اشتداد المعارك في خريف عام 2019، ومحاصرة الجيش الوطني الليبي لطرابلس) .)

ومع مطلع 2020، وبعد أن حصل الرئيس التركي على تفويض من البرلمان، أعلن أردوغان في منتصف يناير عن إرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق بزعامة السراج، وذلك عشية انعقاد مؤتمر برلين للتسوية الليبية) وهكذا أصبحت موسكو وأنقرة لاعبين رئيسيين في المشهد الليبي.

وتحاول المصادر التركية الإيحاء بأنه يمكن التوصل لتفاهم بين الطرفين يقوم على سحب موسكو فاجنر من قاعدة الجفرة

في وسط ليبيا، غير أن هذه الادعاءات ثبت عدم صحتها، ونقل أحمد معيتيق، نائب رئيس المجلس الرئاسي، التابع لحكومة الوفاق، عن مسؤولين روس عقب زيارته لموسكو في 3 يونيو، قولهم إن "سرت خط أحمر"، ما أشعل غضباً لدى ميليشيات مصراتة، والتي أصرت على مواصلة هجومها ضد المدينة، وهو ما أدى لاستهدافها من قبل مقاتات "ميج 29" و"سوخوي 24" الروسية، الأمر الذي أجبرها على وقف هجومها.

ثالثاً: ليبيا ك�صاحة مواجهة رو�صية - اأمريكية

كان الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، يتهم روسيا طيلة السنوات الماضية بدعم المارشال حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، الذي قام بعدد كبير من الزيارات إلى روسيا منها 3 زيارات في عام 2016 فقط. ويرى الغرب أن روسيا تراهن بصورة أساسية على شخصية حفتر، الذي خضع في شبابه لتدريبات عسكرية في الاتحاد السوفييتي) .)

وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن روسيا تمارس استراتيجية عالمية نشطة، فإن تحركاتها خارج أوروبا يشير إلى ميلها لتبني سياسة حذرة في التعامل مع الالتزامات التي قد تزيد من خطر التصعيد، ولعل من المؤشرات على ذلك، حرص موسكو على الاستعانة بالمرتزقة لتقليص خسائرها العسكرية، وهو ما يؤكد أن الكرملين لا يسعى إلى أن يكون في موقع القوة المركزية المهيمنة على الشرق الأوسط، بل تهدف سياستها فقط إلى منع واشنطن من لعب هذا الدور) .)

ومن جانبها فإن الولايات المتحدة تسعى لتعزيز حضورها هناك، خاصة بعد أن رأت في الوجود العسكري الروسي هناك مصدر تهديد لها ولحلفائها، إذ اتهم الجيش الأمريكي موسكو بإرسال 14 مقاتلة من طراز "ميج – 29" و"سو – 24" لتوفير الإسناد والدعم الجوي لقوات حفتر.

وعبّر رئيس الاستطاع في القيادة الأفريقية للقوات الأمريكية، الجنرال جيورجي هيدفيلد عن مخاوفه من أن إرسال تلك المقاتات قد يساعد موسكو في تأمين معقل جيواستراتي­جي لها شمال أفريقيا، بما يغير "قواعد اللعبة" لأوروبا والناتو) .)

وتتجه الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات بهدف احتواء "التوسع الجيواسترا­تيجي" لروسيا في ليبيا، عبر التنسيق مع تونس لمواجهة الوجود الروسي، كما أعلنت أن هذه الخطط تتضمن استخدام لوائنا للمساعدة الأمنية، في إشارة إلى نيتها إرسال قوات إضافية إلى تونس، جارة ليبيا.

وحمَّل ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، التدخل الروسي في لبيبا المسؤولية عن دفع تركيا للتدخل العسكري في الأزمة) وطالب روسيا ب "الخروج من الشرق الأوسط لأنها تلعب دوراً هداماً".

واعتبرت الخارجية الروسية أن هذه التصريحات تمثل محاولة من واشنطن لتقويض النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، خاصة أن موسكو عرضت على واشنطن اقتراح إنشاء آلية تنسيق أمريكية – روسية حول التسوية الليبية، وهو ما رفضته الأخيرة، لتؤكد بذلك عدم اكتراثها بإنهاء الأزمة الليبية سلمياً) .)

ويستبعد المراقبون الروسيون أن يؤدي الضغط الأمريكي إلى تغير السياسة الروسية في ليبيا، إذ تسعي للعب دور في التسوية يحمي مصالحها، لاسيما أن ذلك سيعزز هيبة روسيا على الساحة الدولية") وفضاً عن ذلك فإن "ليبيا تتمتع بأهمة بالنسبة لروسيا، من وجهة نظر امتاك أدوات تأثير إضافية على الغرب. وكما في الحالة السورية، تحاول روسيا، عبر ليبيا، أن تثبت دورها كوسيط لا غنى عنه في حل الأزمات) .)

قدرت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا قد يحصد أرواح ما يقدر بحوالي 190 ألف شخص في أفريقيا، خال العام الأول من الجائحة، مع توقع استمرارها في القارة لسنوات عدة. ووفقاً لتقديرات أعدت بناء على نموذج تقديري لسبع وأربعين دولة أفريقية، أشارت المنظمة إلى احتمالية إصابة حوالي 44 مليون نسمة من إجمالي عدد سكان القارة البالغ 1.3 مليار نسمة في العام الأول من تفشي المرض، غير أن هذا النموذج قد تم بناؤه على افتراض عدم اتخاذ الدول الأفريقية أي إجراء أو تدابير ضد المرض) .)

وبدأ يظهر عدد من المؤشرات التي تحذر من إمكانية تحوّل القارة الأفريقية إلى بورة جديدة للمرض، فقد ارتفعت أعداد الإصابات بفيروس كورونا في أفريقيا، بنسبة 42% خال أسبوع واحد، في أوائل شهر مايو، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية) كما تشير الأعداد إلى أنه بحلول 13 مايو 2020، دخل المرض إلى الدول الأفريقية كافة، من دون استثناء، وبلغت أعداد المصابين حتى الأول من يونيو حوالي 146 ألفاً، في حين كانت الوفيات حوالي 4,223، وجاءت جنوب أفريقيا في صدارة دول القارة من حيث الإصابات، حيث سجلت حوالي 32 ألف مصاب) .)

ويسعى هذا التحليل إلى رصد العوامل التي قد تساهم في تفشي الجائحة، فضاً عن بيان أهم الإجراءات التي اتخذتها دول القارة في سبيل مكافحة كورونا، وذلك لمعرفة ما إذا كانت القارة نجحت في توظيف خبرتها في مواجهة الأوبئة السابقة ضد كورونا، أم أن الأسوأ لايزال ينتظر دول القارة.

اأولً: عوامل انت�صار كورونا

تعاني أفريقيا عدداً من الظروف السلبية التي قد تجعلها تعجز عن مواجهة جائحة كورونا، والتي يمكن تفصيلها على النحو التالي: 1- تدهور القطاع الصحي: تعاني المنظومة الصحية الأفريقية نقصاً فادحاً في الكوادر الطبية المؤهلة والمعدات والأجهزة الطبية، بل وحتى الأموال الكافية لمواجهة هذا الوباء. وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها في غير مرة من انتشار جائحة كورونا في أفريقيا بسبب افتقاد أنظمتها الصحية القدرة على مواجهة هذا الوباء سريع الانتشار، كما تؤكد تقارير أن المستشفيات في أنحاء القارة مثقلة أصاً بحالات سوء التغذية، وضحايا الصراعات المسلحة، وأمراض الحصبة والماريا، والكوليرا وغيرها من الأمراض المعدية المميتة.

وليس أدل على تدهور الوضع الصحي في القارة الأفريقية وفاة ما يقرب من 1.6 مليون أفريقي بسبب الماريا والسل

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates