Al-Quds Al-Arabi

أشرف ريفي لـ «القدس العربي»: يضغطون على أنصاري... وأرفض تسليم البلد لـ «حزب الله»

أشار إلى «مفاجآت» في طرابلس وعكار ودائرة بيروت الثانية

- لندن – «القدس العربي»:

لا يخوض اللواء، أشــرف ريفــي، الانتخابــ­ات النيابية اللبنانية المقــررة في 6 أيار/ مايو، على قاعدة خصومة «حزب الله» فقط، فالأخير «يســلب الدولة اللبنانيــ­ة قرارها»، لكن هناك شــخصيات سياســية «تتساهل» معه للاســتفاد­ة من «الصفقات»، في مقدمتها رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يتهمه ريفي بـ «إضعاف الســنّة ». معركة مضاعفة إذاً سيدخل اللواء الطرابلسي غمارها، تجعله بعيداً عن الحلول الوسطى، فإما فوز كاسح أو خسارة مدوية.

ريفي يبدو مطمئناً لســير التحضيــرا­ت للانتخابات، ولا يخشى التقديرات التي تشــير إلى حصوله على مقعد واحد، أي مقعده في طرابلس، من أصل قائمة تضم 26 مرشحاً. يقول في حديــث هاتفي مع «القدس العربي»، «هناك حالة شــعبية مرضية بالنسبة لنا. الناخب هو من سيحدد كم مرشح سيصل من قائمتي إلى البرلمان، والصندوق هو الأساس.»

المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي، الذي حقق نتائج مهمة فــي الانتخابات البلدية الأخيرة، وشــغل مؤيدوه ثلث مجلس مدينة طرابلس، يتوقع تكرار السيناريو نفسه، مشيراً إلى «مفاجآت» في طرابلس وعكار ودائرة بيروت الثانية.

ما يشغل باله، قبل النتائج، «شــفافية ومصداقية العملية الانتخابيـ­ـة، التي تشــرف عليهــا حكومة نصــف أعضائها مرشــحون»، وفق ما يؤكد، لافتاً إلــى ضغوطات يتعرض له ناشــطون مؤيدون لــه للتخلي عنه». وفي حين يشّــبه هذه الأســاليب بتلك التي كانت تتبعها المخابرات الســورية، يرى أنها «ســتعود بالفائدة عليه، إذ أن مناصريه ســتتولد لديهم ردّة فعل عكسية ويزيد تمسكهم به.»

وحســب ريفي «ضمن آلية عملية الاقتراع في داخل لبنان، يصعب حصول تزوير، بســبب تواجد ممثلينا عند التصويت والفرز، لكن فــي انتخابات الخارج الصناديق ســتنتقل من البلد الأجنبي إلى مصرف لبنان وصولاً إلى اللجنة القضائية العليا، من يضمن عدم التلاعب بها خلال هذه التنقلات؟

يرفض اللــواء تحميــل من عينهــم في المجلــس البلدي لطرابلس مســؤولية التقصيــر والتراخي فــي العمل لإنماء المدينة، واتخاذ ذلك نموذجاً لقيــاس أدائه النيابي، موضحاً أن المجلس البلدي «لم يكن يملك غطاءً سياسياً. وقدمت العديد مــن الحلول بخصوص ملف النفايــات والكهرباء، ولم يؤخذ بها .» اللواء أشرف ريفي

الأولوية عنده، هي لمواجهة ســاح «حزب الله» ومشروع «الدويلة ضمــن الدولــة» والواقعية التــي ينتهجها رئيس الحكومة الحالي ســعد الحريري، لا تقنعه أبداً «لست واقعياً لأبرر الاستســام. أؤيــد الواقعية الوطنية وليــس واقعية الفساد».

ويشــرح «أنا أرفض تســليم البلد لحزب الله تحت ذريعة الواقعيــة. يجب نزع الغطــاء عن حزب اللــه بانتظار لحظة إقليمية ودولية مواتية لاســتعادة القــرار الوطني». ويتابع: «لا أبرر منح غطاء وشــرعية لسلاح الحزب. هذا السلاح غير شرعي».

ســعد الحريري، وفق ريفي ، «تســاهل أكثر مما يجب مع حزب اللــه لاعتبارات شــخصية. والمحيطون بــه انخرطوا بالفساد، لقد سلك طريقاً مشــابهاً للعماد ميشال عون فتفاهم بشكل ضمني مع حزب الله ، وهو ما فعله عون بشكل علني».

وهنــا لا يغفل اللواء عــن التذكير بوجود أدلــة عن تنفيذ «حزب اللــه» معظــم الاغتيالات فــي لبنان، بقــرار إيراني وســوري»، مســتغرباً قول الحريري إن «سلاح الحزب عامل استقرار».

المحوران اللذان ســيركز عليهما فيما لو دخل البرلمان بكتلة وازنة، هما «الســيادة» و»محاربة الفســاد»، ويقول في هذا السياق «لن نعطي شــرعية لسلاح حزب الله، و سنعمل على تحرير السلطة السياســية من قبضته، فوزير الداخلية نهاد المشــنوق قدّم أوراق اعتماده للحــزب، ووزير الدفاع يعقوب الصراف زلمة )رجل( الحزب».

تحالفاته بعد الانتخابات، «ســتكون مع الذين يشبهونني سياســياً» ، كما يؤكد، نافياً الأقاويل حول ترشيحه شخصية مقربة من النظام السوري على لائحته «هذه مجرد افتراءات».

ويصف ريفي علاقته مع الســعودية بـ»الممتازة»، مشــيراً إلى أن عدم دعوته لافتتاح جادة الملك ســلمان في بيروت «لا تعني شيئاً. علاقتي مع المملكة أكبر من دعوة، هي علاقة قائمة على المحبة والاحترام».

وعما إذا كان سنة لبنان يشعرون بالمظلومية، قال «السنّة خرجوا من عباءة سعد الحريري. ومن مؤشرات ذلك الكثيرون الذين صوّتوا لي في الانتخابــ­ات البلدية، هم أكبر طائفة في البلد وأكثرها إحساساً بالضعف. لا بالمحكمة العسكرية لديهم ضمانــات، ولا بالوظائف لديهم ضمانات، نعم هم يشــعرون بالمظلومية والتهميش، وهذا شــعور خطير. التوازن الطائفي مهمة وطنية في لبنان. حين يشــعر فريف بالغبن فهذا يشــكل خطراً على استقرار البلد».

وتابع: «شعور الســنة بالمظلومية يؤكد عدم كفاءة من هم في الحكم».

وطبقــاً للــواء «الســنة أغلبهم ســياديون وليســوا في المحور الإيرانــي، وهذا ما لم يدركه ســعد الحريري، ما جعل أغلبية الطائفة غير مؤمنة بإدارتــه. هو أضعف الطائفة التي بات تحالف الممانعــة يبتزها بتهمة الإرهــاب، بعض ضعاف النفوس، باتوا كأنهم متهمون نحن نقول إن الســنة يتّهمون ولا يُتهمون و الإرهابي الأكبر مــن اغتال رفيق الحريري ومن يقتل الشعب السوري».

قبل فترة، زار ريفي الولايات المتحدة الأمريكية والتقى مع مســؤولين هناك، عن هدف هذه الخطوة قال «نريد أن نوصل صوتنا بأننا يجــب أن لا نترك للمحور الإيراني، يجب تحويل الصمــود من فردي إلى مجتمعي. ثمــة إمكانية كبرى لتحرير لبنان من حزب الله بالاعتماد على الدولة. أنا ابن الدولة، ولا أؤمن بالميليشيا­ت».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom