Al-Quds Al-Arabi

قوات الاحتلال تعتقل31 فلسطينيا في الضفة والمستوطنو­ن يرتكبون جرائم عنصرية جديدة

الاعتداءات أدت لتعليق الدراسة في جامعة القدس وتجريف أشجار وإعطاب سيارات

- رام الله ـ «القدس العربي»:

تصاعدت حدة المواجهات في الضفة الغربية مع جنود الاحتلال الإســرائي­لي، الذين نفذوا حملة اعتقالات واســعة طالت 31 فلســطينيا بينهم أطفــال، وأصيــب عدد فــي مواجهات اندلعت في مناطق متفرقــة في الضفة، أعنفها كان فــي محيط جامعة القــدس جنوب مدينة القدس المحتلة.

وقالت مصادر محليــة إن مواجهات عنيفة اندلعت في منطقة «شــارع المدارس» ومحيط الجامعة في بلدة أبو ديس، ما أدى إلى إصابة عدد من الشــبان بالرصاص الحي والمطاطي، علاوة عن إصابة آخرين كثر بحالات اختناق، جراء الغاز المســيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال بكثافة.

وكانت تلك المواجهات قد اندلعت في ساعة متأخرة من ليل الأحد، وتجددت صباح أمس، حيث رشق خلالها الشــبان الغاضبون جنود الاحتــال بالحجــارة، فيما اعتبــرت قوات الاحتلال منطقة المواجهات «منطقة عســكرية مغلقــة»، وحالــت دون وصــول الطلبة إلى مدارسهم، بعد أن أغلقت طرقها، وهو ما اضطر جامعة القدس لتعليق الدراسة أيضا.

كذلك شهدت بلدة ســلواد التابعة لمحافظة رام اللــه، مواجهــات عنيفة بعــد أن تصدى عشرات الشــبان للدوريات العســكرية التي اقتحمت البلدة، ورشقوها بالحجارة وأغلقوا الطرقات، فيمــا قام جنــود الاحتلال بإطلاق القنابــل الصوتيــة والمســيلة للدموع صوب المتظاهرين.

وأصيب كذلك عدد من طلبة بلدة اللبن قرب مدينة نابلس بحالات اختناق، جراء استهداف الاحتلال لمدرســتهم بقنابل الصــوت والغاز المسيل للدموع.

وواصلت قوات الاحتلال المداهمات الليلية في الضفــة الغربية، واعتقلت31 فلســطينيا منهم تسعة من بلدة العيسوية ومخيم شعفاط وسط المدينة بينهم قاصر.

وشملت الاعتقالات سبعة أشخاص من عدة بلدات تقع في محافظة الخليل، جنوب الضفة، بينهم أشــقاء، وشــملت العملية أيضا إيقاف مركبــات المواطنين، وتفتيشــها والتدقيق في بطاقات السكان الشخصية.

ومن بين المعتقلين خمســة من مناطق جنين شمال الضفة الغربية، بينهم أسرى محررون، إضافة إلــى اعتقال مواطنــن اثنين من مدينة قلقيلية، ومواطن من بلدة قراوة بني حسان، غرب ســلفيت، وعــدد آخر مــن المواطنين من مناطق أخــرى. وذكر بيان صــادر عن جيش الاحتــال، أن المعتقلــن متهمون بممارســة أنشطة تتعلق بالمقاومة ضد أهداف إسرائيلية، وزعم العثور على أســلحة في بلدة أبو ديس، خلال حملة المداهمة والتفتيش.

وفي اعتداء إســرائيلي آخر قامت جرافات الاحتــال بتجريف أراض تابعــة لقرية صور باهر جنــوب شــرق القدس، بعــد أن دخلت المنطقة بتعزيزات عســكرية مشددة حاصرت خلالها المنطقــة أثناء عمليــة التجريف، التي طالت أشجار زيتون يفوق عمرها الـ 100 عام.

إلــى ذلك واصلــت عصابات المســتوطن­ين المتطرفــن المعروفة باســم «تدفيــع الثمن،» الاعتداء علــى البلدات الفلســطين­ية القريبة من المســتوطن­ات، وهاجمت تلــك العصابات بلدة إكســا الواقعــة إلى الغرب مــن القدس، والمحاصرة بجدار الســور الفاصــل، وقامت بتخريب ممتلكات الســكان، وكتابة «شعارات عنصرية .»

ووفــق مصادر محلية فإن تلــك العصابات المتطرفة، دخلت البلدة ليلا، وخطت شعارات على عدد من منازل المواطنين تدعوهم للرحيل عن أرضهم، وشعارات أخرى تتوعدهم بالقتل، وقام المســتوطن­ون، كما في كل مرة، بإعطاب إطارات عشرات الســيارات، وإحداث خراب كبير في البلدة، قبل فرارهم من المكان.

وقــال عضو المجلــس القــروي محمد عبد العزيز عوض الله لوكالة الأنباء الفلســطين­ية «وفا»، إن المستوطنين استهدفوا أطراف القرية الجنوبية، وقاموا بإعطاب أكثر من 20 سيارة، وقامــوا بكتابة شــعارات «المــوت للعرب،» وغيرها من الشعارات العنصرية المعادية.

وكان هؤلاء المســتوطن­ون قــد أحرقوا في وقت سابق ســيارتين، والاعتداء على مسجد القرية، وحاولوا إحراقه.

وشهدت الأســابيع الماضية نشــاطا كبيرا لعصابــات «تدفيــع الثمن»، حيــث كانت قد أحرقت أحد مســاجد شــمال الضفة الغربية، علاوة على قيامها خلال الأيام الماضية بمهاجمة عدة بلدات وإحداث خــراب كبير في ممتلكات السكان، وكتابة «شعارات عنصرية.»

وترافقت هذه الهجمات الليلية، مع هجمات أخرى في وضح النهار للمستوطنين المتطرفين، بحراســة أمنية مشــددة من الجيــش، قاموا خلالها باقتحام عدة مناطق فلسطينية أبرزها باحات المســجد الأقصى، ومناطــق أثرية في مدينة بيت لحــم وأخرى في مدينــة نابلس، حيث أقاموا هناك «طقوسا تلمودية.»

كذلــك قام المســتوطن­ون بتخريــب أراض زراعية، واقتلاع المئات من الأشــجار المثمرة، من بينها أشــجار زيتون ولوز معمرة، ما كبد أصحابها خســائر كبيرة. وتهــدف الهجمات إلى ســلب أراضي المواطنين لصالح مشــاريع استيطانية.

ونــددت وزارة الخارجيــة بمــا وصفتها «عربدات ميليشــيات المســتوطن­ين الإرهابية المســلحة»، واعتداءاته­ــم علــى المواطنــن الفلســطين­يين العــزل الآمنــن فــي منازلهم وأرضهــم وممتلكاتهم علــى امتــداد الضفة الغربية المحتلة.

وحملت الخارجية في بيان لها مســؤولية هذا «التصعيد الإرهابي» للحكومة الإسرائيلي­ة برئاســة بنيامين نتنياهو، وأذرعها المختلفة، وأكدت أن تحركات المستوطنين وهجماتهم ضد المواطنين الفلسطينيي­ن العزل تتم بالتنسيق مع جيش الاحتلال وحمايته، واســتهجنت غياب ردود الفعل الدولية على مثل هذه الاعتداءات التي يمارسها «الارهاب اليهودي المنظم.»

وفــي الســباق أخطــرت قــوات الاحتلال الإســرائي­لي خمس عائلات تســكن في إحدى مناطــق الأغوار الشــمالية بالطــرد من مكان سكناها، بحجة التدريبات العسكرية.

ومن المقرر حســب الإخطار الإسرائيلي، أن يبدأ التدريب العســكري في الرابع والعشرين من الشــهر الحالي، والأول، والثامن من شهر مايو/ أيار المقبل، من الساعة السادسة صباحا حتى الثانية ظهرا.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom