Al-Quds Al-Arabi

القطن المصري تاج الأقطان في العالم تتقاعس الحكومة عن شراء محصوله من المزارعين كان عندنا «حمامات»

أطباء بلا خبرة وعيادات في حالة سيئة تتحول إلى غرف عمليات... والإهمال وانعدام الرقابة يزيدان الأمر خطورة

- القاهرة ـ «القدس العربي» من حسام عبد البصير:

هل حانت لحظة النهاية للمملكة العربية الســعودية؟ كل المؤشرات وحجم الردود العالمية لجريمة «تغييب» جمال خاشقجي تبرهن على أن شكل المملكة في الأيام المقبلة لن يكون كما كان عليه حالها قبل عشرة أيام من الآن. الأمير الذي كان يملأ الدنيا صخبا أصبحت أخباره شحيحة بعد أن كان نجم الأغلفة، وأعوانه يتحسسون مواقع أقدامهم.

مــا يصــب من لعنات من قبل دوائــر صنع القرار والنخب الحاكمة في العالم المتقدم والنامي، على حد ســواء، ضــد رموز الحكم في المملكة الســعودية يوحي بأن لحظة تدخل يد «القدر» قد حانت، حســب رأي الكثير من المراقبين. وعلى الرغم من شعار»لا أرى لا أسمع لا أتكلم» الذي رفعته الصحف المصرية، في وجه ما تبقى لها من قراء، إلا أن صخب أنصار المعارضة ومن يقفون على الحياد في تزايد مطرد، منددين بجريمة تغييب خاشقجي. فمن جانبه يرى أنور الهواري إمكانية أن تنقذ المملكة نفسها وحكمها بما يلي: «تضمن الأسرة السعودية تماسكها وبقاءها فــي الملك والحكم، وتحفظ احترامها وهيبتها في الداخل والخارج، بأن يخرج الملك ســلمان بــن عبدالعزيز، وهو من دهاة الرجال ومن حكماء العرب، بأن يتعهد للعالم بضمان محاكمة كل من يثبت تورطه في إخفاء أو اختطاف أو قتل المواطن الســعودي، بما في ذلك ولي العهد نفســه لو ثبتت عليه المشــاركة وتمت إدانته بأحكام نهائية». (القانون الجنائي في الســعودية مســتمد من شــرع الله الذي يتساوي أمامه كل البشر وتتكافــأ أمامه كل الدماء (. فيما أشــار جمال ســلطان إلى أن «عادل الجبير وزير الخارجية يلتزم الصمت منذ ســبعة أيــام، بينما العالم كله يتحدث عن ما جرى في قنصليته في إســطنبول مع جمال خاشــقجي، والقنصل الســعودي معتكف منذ أيام، والسفير السعودي في أمريكا يضطر للمغادرة هربا من الضغوط التي تطالبه بمعلومات، من المجرم الذي وضع السعودية في تلك الورطة؟»

أما شــوقي عقل فكان أكثر إلماما بالجريمة: «ترامب وماري لوبيز وأنغيلا ميركل أقطاب معســكر الاســتعما­ر الجديد، هم من يتصدون الآن لمواجهة «جريمة» الأمير المدلل وليس «جرائمه»، فهم أنفســهم من مرر وتجاهل جرائمه في حق آلاف البشــر في اليمن، التي ما زالت تحدث». سليمان الحكيم: «اختفاء كارلوس في السودان ومنصور الكخيا في القاهرة وموسى الصدر في ليبيا وناصر السعيد في بيروت والمهدي بن بركة في مراكش.. الإخفاء القسري ظاهرة عربية بامتياز!».

وأغــرب التصريحات حول خاشــقي جاءت على لســان عضو البرلمان مصطفى الجندي: اختفاء الصحافي الســعودي جمال خاشــقجي مؤامــرة على التكتل المصري الســعودي الإماراتي ضد جماعة الإخوان، موضحا أن قطر وتركيا وإنكلتــرا تحاول ضرب التحالف الوحيد في العالم الذي يحارب الإرهاب الذي صنعه الغرب.

أمــا الإعلامــي والكاتب الصحافي مصطفى بكري، فاســتنكر الاتهامات التي توجههــا تركيا وأمريكا بتورط الســعودية في اختفاء جمال خاشقجي. وأكد بكري على أن قضية جمال خاشقجي بمثابة أداة للتآمر ضد المملكة السعودية.

صابر على الإهانة

محمد المنشــاوي في «الشــروق» يقول: «لــم يتوقف الرئيــس الأمريكى عــن توجيه الإهانات للســعودية وحكامها إلا لفترة قصيــرة. فخلال حملته الانتخابية وصف الســعودية بأنها «بقرة حلوب تدر ذهبا ودولارات حسب الطلب الأمريكي، ومتى جفت وتوقفت عن منحنا الدولارات والذهب عند ذلك نأمــر بذبحها أو نطلب من غيرنا ذبحها». ومــن جديد عاد ترامب خلال الأيام الماضية للهجوم على الســعودية وإذلال حكامها. قال «إنه حذر الملك ســلمان من أنه لن يبقى في الســلطة لأســبوعين بدون دعم الجيش الأمريكي»اكتفى الإعلام الســعودى بالقول إن الملك ســلمان تلقى اتصــالا هاتفيا من الرئيس ترامب، وبحثــا «العلاقات المتميــزة» بين الجانبين. وضعــت الرياض ثقلها والكثيــر من أوراقها في ســلة ترامب، وها هي تدفع ثمن حماســها الزائد، ثم جاءت أزمة اختفاء الكاتب الســعودي جمال خاشقجي لتلقى بظلالها على ما تبقى من أمل أظهر الكونغرس موقفا متشدد للغاية تجاه الأنباء المتواترة عن احتمال تورط السعودية في قتل جمال، وتعهد الكثير من أعضائه من الحزبين الجمهورى والديمقراط­ى بأن العلاقات لن تعود إلى ما كانت عليه حال التأكد من الاتهامات الموجهة للســعودية. يبدو أن سيطرة محمد بن سلمان على كل مراكز القوة داخل منظومة الحكم السعودية المتشعبة تنهى ما عرف من وجود علاقات متشــعبة أمريكية مع مراكز الدولة الســعودية الأمنية والاقتصادي­ة والعســكري­ة والسياســي­ة. تجميع كل هذه الدوائر في يد محمد بن ســلمان، واســتثمار­ه في إدارة ترامب وتهكمه على الديمقراطي­ين ينبئ بإعادة مراجعة العلاقات من جانب واشنطن حال انتهاء حكم ترامب بعد عامين أو ستة أعوام، وربما قبل ذلك. سياســات ولي العهد سواء ما يتعلق باليمن أو لبنان أو قطر، وأخيرا مــا قد يتعلق بجمال خاشــقجي قد يؤدي لنزع واشــنطن عن دعمها للأمير والبحث عن بدائل أخرى».

ربما قتل نفسه؟

نتحول نحو تفسير مغاير تماما تطرحه نشوى الحوفي في «الوطن»: «هل من مصلحة المملكة التخلص من شــخص مثل خاشقجي؟ ربما تكون الإجابة نعم، ولكن لماذا تتخلص منه في قنصليتها في دولة تتوتر علاقتها معها؟ ولذا فالمنطق يرفض المشهد المعروض، حيث تزامن اختفاء خاشقجي مع تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب المهينة للسعودية عن ضرورة دفعها ما يلزم لحماية الولايات المتحدة لها واستقرار عرشها، تلك التصريحات التي أثارت الشكوك حولها لمن قرأ التاريخ منــذ منتصف القرن الماضي، حينما وقعت المملكة اتفاق كوينســي مع واشــنطن، لينص على احتكار أمريكا التنقيب عن البترول في المملكة، واستثمار أرباح المملكة من بيعه في أمريكا، ولذا كان السؤال ما الجديد الــذي تريده أمريكا من الســعودية التي لم تبرح مكان المنتــج المنفذ والمطيع لسياسات واشنطن في المنطقة منذ سنوات؟ ولم تعمد الإهانة؟ ثم كان الموقف التركي الذي اســتخدم لهجة حادة في ما يتعلق باختفاء خاشقجي، بدءا من استدعاء السفير الســعودي في أنقرة لســؤاله حول الحادث، مرورا باتهام السعودية بأنها وراء إخفائه في قنصليتها في إسطنبول، ليصرح ولي العهد السعودي محمد بن ســلمان لبلومبرغ باستعداده الســماح لتركيا بتفتيش القنصليــة بحثا عنه! انتهاء بتصريحات أردوغان أن على الســعودية إثبات مغادرة خاشقجي لقنصليتها في إســطنبول،. أتوقف عند تقرير نشره موقع «الثقافة الاستراتيج­ية» الأمريكي منذ يومين وتناول تلك الأزمة بالتصريح بأن خاشقجي الذي كان على علاقة بإلإدارة الأمريكية الساعية لاحتواء المعارضين الســعوديي­ن، قد يكون سببا أساسيا في حدوث شرخ في العلاقات السعودية الأمريكيــ­ة. وقال التقرير إن جميع الرهانات متوقفة إذا كان الســعوديو­ن قد قدروا أن المخابرات الأمريكية تتلاعب بالفصائل المعارضة لدفع مشروع تغيير النظام في الرياض، يمكن القول إن قضية خاشقجي وبغض النظر عما يحيط بها من غموض، تبدو كحبل يتم لفه حول عنق المملكة».

ثروتنا في البحر

«يأتي اللقاء السادس الذي تم بين قادة مصر واليونان وقبرص، كما يشير عماد الدين أديب في «الوطن» كجزء أساســي مــن ركائز تأمين حوض البحر المتوســط، والدفاع عن المصالح الاستراتيج­ية التي تمثل ثروة الأجيال المقبلة لهذه الدول الثلاث. غاز البحر المتوســط هو محط اهتمام وأطماع قوى عالمية كثيرة: تبدأ من روســيا التي تسعى شــركاتها للتنقيب قبالة سواحل سوريا ولبنان، وفرنســا، التي تحاول من خلال شــركتها العملاقــة )توتال( دخول الأســواق، وإيطاليا الموجودة فعلا في مصر واليونــان وقبرص، وبريطانيا التي تعمل من خلال «بريتش بترليوم». ومنذ فبراير/شــباط الماضي، وهناك قلق من الحماقــات التركية في منطقة محاذاة ســواحل قبــرص واليونان، بعدما هدد مولود شــاوس أوغلو، وزيــر خارجية تركيا، بأن بلاده ســوف تســعى لتوســيع مصالحها في البحث عن الغاز في المنطقة. ويدرك أوغلو أن رســالته هذه هي عدائية ثلاثية الأبعاد، لمصر التي تختلف معها أنقرة بسبب جماعة الإخوان، وقبرص التي تحتل أنقرة نصف جزيرتها، واليونان صاحبة الحروب المتكررة في البلقان مع تركيا منذ الدولة العثمانية حتى السبعينيات. إذن، هذه الثــروة التي ترقد في خزان يمر مــن اليونان لقبرص ويصل حتى مصر، بحاجة إلى تفاهم وتنســيق وتراضٍ للاســتفاد­ة منهــا ولحمايتها من جنون «عضلات الابتزاز » الإقليمي».

«في القرن الـ 19 زارت بعثة يابانية مصر للاطلاع على تجربتها في التقدم والحضارة. في هــذه الجولة أبدى اليابانيون إعجابهــم بالعديد من مظاهر الرقي والتقدم والتحضر، مثل الســكك الحديد الســريعة، والحمامات العامة النظيفة. وهناك صورة شــاهدة على ذلك للساموراي اليابانى أمام أبو الهول عام 1862. ويؤكد عماد الدين حســن في «الشــروق»، اننا نسمع ونقرأ كثيرا عن هذه البعثات وانبهار اليابانيين وقتها بالتقدم في مصر. لكن للموضوعية لم أكن أعرف عن حكايــة إعجاب اليابانيين بالحمامــا­ت العامة عندنا، حتى قرأتها على لسان الدكتور محمد عثمان الخشت، ولا أعرف متى سنتخلص من هــذا البؤس المتمثل في الحمامات العامة، حال معظم هذه الحمامات يدعو إلى الخجل. لا أعرف هل جرب غالبية المسؤولين في مصر، زيارة الحمامات العامة أو دورات المياه الموجودة في مؤسســاتهم؟ أتمنــى أن يبادر كل رئيس حي أو مدينة أو محافظ بزيــارة عابرة للحمامات العامة الموجــودة في المكان الذي يديــره، وأتمنى أن يتطور الأمر إلى زيارة أي دورة مياه عامة موجودة في أي شــارع أو ميدان. أراهن أنه ســيصاب بغثيان وقد يفقد الوعي، وربما يتطور الأمر إلى ســكتات قلبية أو دماغية. الأمر لا يتوقف على القاهرة الكبرى فقط، ولكنه منتشــر في غالبية المحافظات، وربما هو أســوأ. في كل مرة أسافر إلى الصعيد بالســيارة، ويريد أطفالي الصغار دخول أي دورة مياه، يكون الأمر غير محتمل بالمرة، حتى دورات مياه المســاجد الصغيــرة ينطبق عليها الأمر نفســه. وصلت إلى قناعة نهائية أن مســتوى دورة المياه العامة هي مقياس أساسي لدرجة النظافة العامة لأي شعب من الشعوب، دخلت عشرات دورات المياه في العديد من البلدان من إفريقيا إلى آســيا مرورا بأوروبا وأمريكا.. لا أعرف كيــف وصلنا إلى هــذه الدرجة من التبلد وغياب الإحســاس، وقبول التعايش مع هذه القذارة ؟».

بن لادن وعشماوي

اهتم ناجح إبراهيم في «المصري اليوم» بعقد مقارنة بين جهاديين وجهازي أمن: «كان بن لادن يمثل خطرا على أمريكا لمســؤوليت­ه وقاعدته عن تفجيرات برجــي التجارة التــي أوجعتها في عقر دارهــا فكان الانتقــام الأمريكي من «القاعدة» فقتلت معظم قادتها في باكســتان. أما هشــام عشماوي فكان يمثل خطــرا على مصر، وكما اعتبر بن لادن أمريكا العــدو الأول له واعتبرته مصر أيضا عدوها الرئيسي، ولا يمكن لتنظيم أن يهزم دولة مهما كان ضعفها ومهما كانــت قوته، فإن أمريكا هزمت «القاعدة» بســهولة بعد 11 ســبتمبر/أيلول، وكذلك مصر هزمت «القاعدة» في سيناء وفي ليبيا. لم تستطع أمريكا القبض على بن لادن حيا فقد اســتطاع تفجير نفسه بحزام ناسف كان أعده خصيصا لذلك. ولكن مصر برجالاتها المخضرمين اســتطاعوا مفاجأة عشماوي المقاتل المحترف، الذي جهز حزاما ناســفا لكي يفجر نفســه ومن حوله، ولكن كفاءة وتخطيط الصاعقة والاســتخب­ارات حالت دون ذلك وشلت حركته، فالمفاجأة أساســية في مثل هذه العمليات ولا تأتي هكذا كضربة حظ، فلا بد أن تسبقها عملية اختراق كاملة لمعســكر عشماوي الذي يحتاج لمهارات خاصة واختراق دقيق. عشــماوى أقوى من بن لادن بدنيا وأكثر شــبابا، وهو ضابط صاعقة في الأســاس وليس به أمراض مزمنة مثل بن لادن، وإن كان كلاهما لا تنقصه الشــجاعة، ولكن عملية قنص عشماوي كانت أكثر صعوبة وأدق مهنية، فابن لادن كان يعيــش في فيلا منعزلة مع أســرته عرفتها المخابرات الباكســتا­نية ودلت عليها الأمريكية».

ضحايا الفقر

تابــع الكثيــرون ومن بينهــم أحمــد فرغلي في «الأهــرام» واقعة إجــراء عملية اللوزتــن في أحد المستشــفي­ات الصغيرة )خاصة( لعــدد من الأطفال، التي أدت لوفاة طفلــة وإصابة 8 آخرين.. وهذا الأمر معروف في الأقاليم وغالبا ما يتكرر كثيرا، فمن الوارد أن يموت أي طفــل أو مريض أثناء إجــراء العملية، وتتم لملمة الموضــوع خاصة لو كان إنســانا فقيرا.. والــذي يزيد من الكارثة أن تتحــول بعض العيادات الخاصة والمراكز الصغيرة إلــى غرف عمليات، وهي في الأســاس غرفة عادية لا تصلح للنــوم، وأحيانا تكون حالتها ســيئة، وأحيانا يعمل فيها أطباء صغار بلا خبرة و بــا رقابة وربما ينــدس بينهم منتحلو مهنة طبيب، هو أمر يحتاج إلــى وقفة.. هذا ما حدث في الدقهلية.. وهو ما يحــدث أيضا في غالبية القرى والمراكز في الصعيد والوجــه البحري.. فهناك أطباء كثيــرون حولــوا أي حجرة عادية فــي أي عيادة أو مستوصف إلى غرفة عمليات.. وهذه الحجرة تجرى فيها عمليات مثل اللوز والختان والمسالك واستئصال الرحم وجراحــات الأنف والأذن والحنجرة وغيرها، ناهيكم عــن منظرها وإمكاناتها المتدنية. والمدهش أن الطبيب يأتي بزميل له من أطباء التخدير ويتعاملون مع المريض بشكل غير آدمي، والمريض المسكين يضطر أن يقبل بالوضع إما هربا من المستشفى الحكومي، أو بحثا عن تكاليف أقل. ولعــل الأخطر أيضا هو اتجاه المستوصفات والمراكز الصغيرة في المناطق الشعبية إلى افتتاح غرف عمليــات وإجراء الجراحات، ورغم أنها تلعب دورا رائدا في علاج الفقراء وغير القادرين فــإن الإهمال وعدم وجــود رقابة يجعــل الأمر أكثر خطورة .»

لن ننساهم

ما زالت أجواء ذكرى انتصارات أكتوبر/تشــرين الأول تهيمن على الصحف ومن المشــاركي­ن فيها علاء ثابت في «الأهرام»: «الفريق ســعد الدين الشــاذلي رئيــس أركان الجيش المصــري أثناء حــرب أكتوبر، نموذج فــي التخطيط العســكري والإبــداع المبني على المعرفة والدراســة، إلى جانــب فهم قدرات الجنــدي المصري ومكامن القوة فيه، ولهذا كان يحــرص على أن يقضي وقتا طويلا وســط الجنود والضباط، يتعرف على كل صغيــرة وكبيرة، بدءا من مهاراتهم حتى حالتهم المعنوية، لقد تمكن الفريق الشــاذلي أثناء حرب 1967 من حماية القوات التــي كان يقودها بفضل ذكائــه، فعندما لاحظ أن القوات المصرية تنســحب بشكل عشوائي وبدون خطة، وأن الاتصال انقطع بالقيادة المركزية قرر أن يتقدم للأمام ويدخل الأراضي المصرية المحتلة، واختار جبلين لإخفاء قواته من طيران العدو الذي يســيطر على ســماء ســيناء، ثم انتظر الوقت المناسب لينسحب تحت جنح الليل ليعود بقواته بالقليل من الخسائر. هذا واحد من أبطالنا الذين كرمهم الرئيس السيســي، وأطلق اسمه على عدد من المنشآت والشوارع تخليدا لذكراه وإنصافا لدوره الكبير وعطائه الطويل، الذي لــم يحظ بالتقدير المناســب طوال نحو أربعة عقــود، كما حظي اللواء باقي زكي يوسف صاحب فكرة إزالة الساتر الترابي لخط بارليف باستخدام مضخات مياه قوية، تستخدم مياه قناة السويس في إزالة الركام الذي يعوق تقدم القوات، فاســتطاعت جرف الرمال والحصى والطين في وقت قياســي، وكان من الصعب فتح ثغــرات فيها بالطرق التقليدية، ســواء الميكانيكي­ة أو اليدوية فأسهمت فكرته الذكية في تمهيد طريق الانتصار فاستحق كل التقدير والاحتفاء. نموذج آخر من أبطال حرب أكتوبر حرص الرئيس السيســي على تكريمه هو المســاعد أحمــد إدريس ابن النوبة المتطوع فــي الجيش المصري، وصاحب فكرة اســتخدام اللغة النوبية كشــفرة أثناء حرب أكتوبر/تشرين الأول .»

أسئلة تحتاج إلى إجابة

«هناك أســئلة تحتاج إلى إجابــة واضحة لقتل الشــائعات كما يرى ذلك محمود غلاب فــي «الوفد»، هل نقل مجلــس النواب إلــى العاصمة الإدارية الجديدة يحتــاج إلى تعديل دســتوري على اعتبار أن المجلــس مقره مدينة القاهرة، وهل العاصمة الإدارية مدينة مســتقلة عن مدينة القاهرة؟ هل تشهد الدورة البرلمانية الحالية مناقشــة اســتجواب لأحد الــوزراء؟ هل صعوبة تطبيق اللامركزية وراء تأخير إصدار قانون المحليات الجديد، لأن اللامركزية تحتاج إلــى تأهيل للوحدات المحلية وللمحافظات، وتدريب المســؤولي­ن على المشــتريا­ت في وزارتي المالية والتخطيط؟ هل يســتطيع مجلس النواب عند مناقشته الثانية لمشــروع قانون «التجارب الســريرية» الذي اعترض عليه الرئيس السيسي وأعاده إليه مرة أخرى، هل يستطيع التوفيق بين متطلبات هذا المشــروع الخطير ومتطلبات المــادة «60» من الدســتور، التي تؤكد على أن لجســد الإنسان حرمة، والاعتداء عليه، أو تشــويهه أو التمثيل به جريمة يعاقب عليها القانــون، ويحظر الاتجار بأعضائه، ولا يجوز إجراء أي تجربة طبية، أو علمية عليه بغير رضاه الحر الموثق، وفقا للأسس المستقرة في مجال العلــوم الطبية، وكيف يخرج المجلس من هذه المشــكلة المعقــدة التي هدفها كرامة الإنســان، وهو الأســاس الذي اعترض عليه الرئيس وأعاده القانون للمزيد من الدراســة. هل صحيــح أن النيابة العامة ســتطبق غرامة الـ500 جنيه على الممتنعين عن التصويت في الانتخابــ­ات، وإذا كانت الإجابة بنعم فهل ستستدعي النيابة ملايين المواطنين لسؤالهم عن أسباب عدم ذهابهم إلى الانتخابات، لأن القانــون يعفي أصحاب الأعذار من العقوبة؟ وهل تســليح المواطنين بثقافة ممارســة الانتخاب والتعبير عن الرأي وهذه مهمة الأحزاب السياسية والتكتلات البرلمانية أفضل من التلويح بالعقوبة؟ هل يحل مجلس النواب مشــكلة العلاقة بين المالك والمســتأج­ر في المســاكن القديمة في هذه الدورة، الطرفان أصحاب حــق، والتوفيق بينهما ضــرورة وأرى أن حوارا مجتمعيا تدعو إليه لجنتا الإســكان والإدارة المحلية في مجلس النواب كاف لإنهاء حالة التوتر بــن الجانبين؟ هل تنتهي مشــكلة الضريبة العقارية إلى إعفاء المســكن الخاص من هذه الضريبة مهما كانت قيمته السوقية لأنه لا يدر دخلا وهذا مطلب جماهيري. هل يغلق مجلس الوزراء ملف دراســة تخفيض ســاعات العمل لموظفي الجهاز الإداري للدولة، لأنه اقتــراح غير مجدٍ؟ وهل يراعــى معظم الموظفين ضمائرهم في التعامل مع المواطنين؟ ومتى يشــعرون بأنهم يواجهون الظروف نفســها التي يشــتكون منها على طريقة الحال من بعضه .»

وداعا يا ذهب النيل

يســأل محمد الهواري في «الأخبار»: «لماذا اختفت لجان تســويق القطن، رغــم جني المحصول على معظم المســاحات المزروعة؟ وكيف نســعى لزيادة إنتاج القطن باعتباره مــن أهم المحاصيل الاســترات­يجية للصناعة المصرية وللتصدير، بينما تتقاعس الحكومة عن شــراء إنتــاج المزارعين رغم اعلانها لاسعار شــراء القطن قبل جني المحصول. هذا الأمر يحتاج إلى اجتماع عاجل لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مع الوزارات المعنية واللجنة العليا لتسويق القطن، إذا كانت موجودة وشــركات القطن وبنك التنمية الزراعي، حتى يتم الإســراع في إنشاء لجان تسويق القطن وشرائه من المزارعين فورا، مع تدخــل الحكومة لتوفير التمويل لذلك حتى لا تحدث لدينا فجوة في زراعة القطن خلال الســنوات المقبلة، خاصة أن القطن وبذوره يدخل في العديد من الصناعات الأخرى، أبرزها إنتاج الزيت والعلف الحيواني وصناعة المنظفات وغير ذلك مــن الصناعات التي يحتاج المواطن إلى منتجاتها.. في ظل الفجوة الكبيرة في إنتاج الزيت حيث يتم استيراد 90٪ من احتياجاتنا من الخارج، إضافة لتوفير القطن للصناعة المحلية لإنتاج منســوجات قطنية متميزة تجد رواجا في الأســواق العالمية. يا ســادة القطن المصري محصول استراتيجي يتصــدر الأقطان في العالم، وتقبل على شــرائه كبرى الشــركات العالمية في انتاج المنســوجا­ت وبعض الدول ســعت لتزوير إنتاجها على أنه من القطن المصري، وتم الكشــف عن ذلك في بعــض الدول ومنها أمريــكا.. فلماذا نفقد سمعة القطن المصري ملك الأقطان في العالم ولا نعزز الاستفادة منه».

الحكاية مصالح

اهتم نيوتن في «المصري اليوم» بالتصريحات الأمريكية المتعلقة بتشــكيل حلف في منطقة الشــرق الأوسط لمواجهة إيران متســائلا: «أين دور جامعة الدول العربية في أمر كهذا؟ الجامعة منذ أنشئت عام 1945 وهي مشروع قومي خال من الشــبهات، الهدف منهــا اتحاد كل الدول العربيــة، لكنها لم تتجاوز الفكرة ليتم تنفيذها عمليا على أرض الواقع، بينما هناك نموذج آخر يتمثل في الاتحاد الأوروبي. أنشــئ عام 1993 في ماستريخت في هولندا. تقريبا نصف قرن يفصل بينه وبــن جامعة الدول العربية، الفــارق بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، أن الاتحــاد كان حريصا على اتخاذ إجراءات عملية تفتح الحدود بين الدول وبعضها بعضا، تحدد المعاملات. كان الاتحاد مرتبطا بآلية عملية تحقق فكرته على أرض الواقع في نهاية الأمر. فكرة الوحدة في الاتحاد الأوروبي تتحقق عاما بعد عام: في شــكل العملة، فــي التعامل التجاري، في التكامل الاقتصادي وفي المواقف السياســية، في الكثير من المظاهر العملية، بينمــا الجامعة العربية توقفــت عند الفكرة، لم ترتبط بآليــة عملية كما فعل الاتحاد الأوروبي. الحلف الذي تدعو أمريكا إليه اليوم من خلال الســعودية ومصر والأردن، ما يطلق عليه «ناتو عربي» هذه القوة ســتكون مشــبوهة. اقتراح ســيرفض من مصر غالبا، لأنه يتعارض مــع الثوابت المصرية. تماما مثلما رفضه النحاس باشــا قبل ثورة 23 يوليو/تموز. وكما رفض عبدالناصر فكرة حلف بغداد بعد الثورة، وهو الحلف الذي ســعت أمريكا لإنشــائه في الشــرق الاوســط، مثل هذا الاتحاد أو الحلف الجديد بالطبع ستبحث أمريكا عن دور لها فيه، وأيا كان دورها ستبتز الدول العربية وتقول لهم: أنا أحميكم وأوقــع معكم اتفاقية دفاع، فيجب أن تدفعــوا، كما يحدث الآن في العلن. لماذا لا نتحرك بشكل استباقي، بدلا من طرح هذه الفكرة رسميا وترفضها مصر.»

مليارات الوزير

شــن طلعت رضوان هجوما على وزير التعليم في «المشهد»: «في تصريح شــديد الجرأة والاســتها­نة بعقول شــعبنا قال وزيرالتعلي­م الدكتور طارق شــوقي أن تكلفة تأليف كتب مرحلة التعليم الابتدائــ­ي، بلغ مليار جنيه )قال الوزيــر ذلك في حوارمع المذيع شــريف عامر.. على قناة Mbc مســاء يوم 5 أكتوبر/تشــرين الأول 2018( وفي اليــوم التالي كتبتْ الصحافية ياســمين محمد تلخيصا لتصريــح الوزير.. وأضافتْ معلومة جديــدة وهي أن الوزير كتــب على صفحته في الفيســبوك أنه: «من باب الشــفافية أكتب عن النظام الجديد.. فإنني لا أذكر الأرقــام بالتفصيل لتعقيدها، ولكن المحتوى في حدود هــذا الرقم )مليار جنيه(.. وكل ذلك من أجل أولادنــا وأحفادنا.. والله الموفق والُمـــستعان» (جريدة «مصــراوي»- 6 أكتوبــر20­18( وأعتقــد أن ما كتبه الوزيرعلى الفيســبوك يســتدعى الملاحظات التالية: أولا: لماذا بعد 24 ساعة يقول الوزير إنه لا يتذكرالأرق­ام بالتفاصيل )بحجة تعقيدها(؟ وهذا الســؤال يجر وراءه سؤالا آخر هو: لماذا تذكر الرقم في حواره مع شريف عامر؟ ثانيا: ما السبب الذي جعله يـُـــسارع بالكتابة حول رقم المليار جنيه؟ وادعاء أنه لا يتذكر تفاصيل الأرقام؟ هل السبب تعليقات الُمـهتمين بالتعليم على صفحاتهم في الفيسبوك؟ وهي تعليقات كلها نقد وتنديد واندهاش من هذا المبلغ الضخم والُمبالغ فيه )مليارجنيه( وكان من أبرزالانتق­ادات ما كتبه أحد أهم الدارســن والُمتابعين لكل ما هو متعلق بالتعليم، ومنذ عدة ســنوات الدكتور كمال مغيث الــذي قال: «لو أنّ مجموع عدد الصفحات التــي تم تأليفها 200 صفحة لكانت تكلفة الصفحة الواحدة خمســة مليون جنيه». وفي بوســت آخر قال: «ولو تكلف بناء الفصل الدراســي مئة ألــف جنيه، فإنّ مبلغ المليار يبنى عشــرة آلاف فصل.. وفي كل فصل خمســون تلميذا. وتســاءل: ما الأسس القانونية لتخصيص مبلــغ المليار؟ هل بالمناقصــ­ة وفق القانون؟ وهل أشــرفتْ عليها الأجهزة الرقابية؟».

ديمقراطية قصيرة العمر

«أســوأ ما يحدث للديمقراطي­ات العربية وفق رؤيــة عمرو جاد في «اليوم الســابع» أنها تحمــل في داخلهــا مقومات التدميــر الذاتي من الشــعارات والتوازنــ­ات، وبعض السياســيي­ن فــي منطقتنــا يفضلون تســمية نظام المحاصصة ضمن الحيل السياســية التــي تضمن عدالة أكبــر لتمثيل الكتل، لكن في العــراق يرفض مقتدى الصدر أن يختار رئيس الحكومة الجديد عادل عبدالمهدى وزراءه وفقا لحصة كل كتلة سياسية، ويريدها من التكنوقراط مع تحييد الوزارات الســيادية، وهذا رأي يستحق الاحترام، لو خلصت النوايا، لأن نظام المحاصصة البغيض هذا هو أكثر الأنظمة ترســيخا لكل ما هو منافٍ للديمقراطي­ة والمنطق، ولو نجا العراق من هذا الاختيار فســيبدأ عصرا خاليا من الأمراض المذهبية القديمة، مثل التي تعطل تشــكيل حكومة في لبنان لأكثر من خمسة أشهر، لأن هناك فرق سنوات ضوئية بين التعدد والمحاصصة».

مأزق صلاح

حالــة العُقم التهديفي التي أصابت النجم المصــري محمد صلاح مع ناديه ليفربول، أصابت الجماهير بالأحباط والنقاد بالحيرة، ومن بين هؤلاء عمرو عبد الراضي في «البوابة نيوز» الذي بلغت به الحيرة لأن يفكر في البحث عن السر لدى المشعوذين والسحرة: «فكرت في استطلاع رأي خبير الفلك وضرب الودَع المعروف، وبحثت عن رقم ســيادة المستشار ليكون حلقة الوصل بيني وبين العراف الذي نجح في فك عمل نادي الزمالك العام الماضي، ليحتل المركز الثالث في الدوري بدلا من المركز الثاني. لكن أحد الأصدقاء نبهني إلى أن هناك قرارا من المجلس الوطني للإعلام بعدم نشر اسم سيادة المستشار أو صورته أو ظهوره على القنوات الفضائية، فقررت الالتــزام بالقرار، إلا أنني فوجئت في يوم صدور القرار بظهور ســيادته على إحدى القنــوات متحديا الجميع، مســتعرضا أمام الكاميرات في مباراة الســوبر التي جمعت نــادي الزمالك وشقيقه الهلال السعودي، حينها فقط تأكدت أن «ما فيش فايدة»، وأنني كنت على صواب عندما فكرت في ســيادة المستشــار لفك العمل «المعمول على فخد الجمل .»

إرحموا الحمير

رق قلــب علاء عريبي أمــس الجمعة في «الوفد» لحــال الحمير: «يبدو أن الجنســية لا تفرق فقط بين المواطنين، بل تفرق كذلــك بين بعض الحيوانات، الحيــوان الذي يحمل جنســية أمريكيــة يختلف عن غيره مــن التي تحمل الجنســيات الإفريقية أو الآســيوية أو العربية، الحمار الأمريكي أو الفرنسي أو البريطانــ­ي أو الياباني، يتمتع بحقوق لن يســمع عنهــا المواطن، وليس الحمار، في البلدان الإفريقية، والعربية، وبعض البلدان في آسيا، وفي أمريكا اللاتينية. نقول هذا بمناســبة القــرار الذي أصدرتــه وزارة التنمية الريفية في اليونان، الوزيــر المختص أصدر قرارا على قدر من الطرافة والإنســان­ية، صحيح ســوف يضايق الســياح الأجانب ويحد من الأموال التي يدفعونها، لكنه في النهاية ســوف يحمي الحمار، الوزير قرر منع مــن يزيد وزنهم على مئــة كيلوغرام مــن ركوب الحمير، ما هــو ذنب الحمار لكــي يتحمل كل هذه الأثقال؟ لماذا يحمل الحمــار أكثر من طاقته؟ قرار الوزيــر جاء بعد حملة من منظمات حقــوق الحيوانات خلال الفتــرة الماضية، تداول الناشــطون على مواقــع التواصل الاجتماعي صورا لبعض الحمير في جزيرة «ســانتورين­ي» تحمل ما لا طاقة لها به، وطالب الناشــطون الذين تضامــن معهم أغلب رواد مواقع التواصل، بمنع الســياح الأجانب الذين يعانون من السِمنة من ركوب الحمير، ووجه ناشطو حقوق الحيوان اتهامات لأصحاب الحمير في الجزيرة باستغلال الحمير في الكسب المادي على حساب حياة وصحة الحمار».

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom