من لاجئة هاربة من الحرب إلى عضوة باللجنة الأولمبية الدولية
الأفغانية سميرة أصغري
ارتفــع عدد أعضــاء اللجنة الأولمبيــة الدولية إلى 106 أعضــاء بعد انضمام تســعة جدد يوم الثلاثاء الماضي، بيد أنه لا يملك أي منهم تاريخا مشابها لتاريخ الأفغانية سميرة أصغري.
وأصبحــت أصغري في عمــر الرابعة والعشــرين أصغر عضــوة تنضم إلى اللجنة الأولمبيــة الدولية عبر تاريخها، بعد اختيارها لشــغل هذا المنصب خلال اجتماع اللجنة في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس بجانب كل من البرازيلي اندريو بارسونس والباراغواني كاميلو بيريز لوبيز موريرا والإيطالي جوفاني غودزينيفيســيوتي والرواندية فيليسيتي رويماريكا والإيطالي جوفاني مالاغو والأوغندي ويليام بليك وجيغييل يوجين وانغشاك، ولي عهد بوتان، والياباني مورينــاري واتانابي. وأثنــي رئيس اللجنة الأولمبية الدوليــة، الألماني توماس باخ، على أصغري قائلا: “سميرة شــابة تقوم بعمل رائع من أجل نشر الرياضة بين النســاء الأفغانيات ونحن ندرك أن هذا ليس عملا ســهلا في هذا البلد لعدة أسباب”. ولا يمكن لأحد أن يشكك في أحقية أصغري في عضوية اللجنة الأولمبية نظرا لتاريخها الكفاحي الطويل، حيث أجبرت وهي في ســن الطفولة مع عائلتها على اللجوء إلى إيران بســبب الحرب الأفغانية. ولكنها في وسط هذه الظروف القاســية وجدت في رياضة كرة الســلة وســيلة للهروب من حياتها الطفولية الشــاقة، لتصبح مع مرور الســنوات قائدة للمنتخب الأفغاني للسيدات. وقالت أصغري في لقاء مع القنــاة التليفزيونية التابعة للجنة الأولمبية الدولية: “بدأت لعب كرة الســلة وممارســة الرياضة لأن في أفغانســتان لم يكن هناك شــيء للتسلية”. يشار إلى أن أصغري لعبت في 2012 وهي في التاسعة عشرة من عمرها أول مبــاراة للمنتخب الأفغاني أمام فريق أمريكــي، كان ملقبا بـ”كابول كاتس”، ومكونا من ســيدات عاملات في الســفارة الأمريكية بالعاصمة الأفغانية كابول. وتابعت اللاعبة الأفغانية قائلة: “للأســف لم يكن هناك في أفغانستان أي شيء يبعث على الفرحة، لم يكن هناك سوى الفقر، الحرب كانت كل شيء، ولكن كانت هناك الرياضة التي منحت قدرا من التسلية وقليلا من الفرحة التي ساعدتنا على نسيان الأشــياء الأخرى”. وأضافت أصغري التي خسرت مع المنتخب الأفغاني المباراة المذكورة التي أقيمت احتفالا بيــوم المرأة، بنتيجة :38/ 21“كن أكثر طولا وأكبر ســنا منا، ولكننا كنا سعداء بالمنافســة”. وفي تلك الآونة لم تكن أصغري تحلم بأنه ســيتم اختيارها عضوة في أكبر وأهم مؤسسة رياضية في العالم تقع على بعد 15 ألف كيلومتر من وطنها. وأكملت أصغري قائلة: “كل ما كنت أرغب به هو أن أحظى بمدرب في المدرسة، ولهذا لم أكن أتخيل قط في أي يوم أنني سأكون عضوة باللجنــة الأولمبية الدولية ولهذا أنا فخــورة للغاية وأتمنى أن يعمل هذا على تحفيز فتيات وفتيان صغار أخرين في أفغانستان وأن نكون قادرات من هذا المكان على تغيير الكثير من الأشياء”. وبعد أن أصبحت عضوة باللجنة الأولمبية الدولية، تتطلع اللاعبة الأفغانية إلى دعم الرياضة في بلدها التي تشــهد تحسنا ملموســا في أوضاعها في الوقت الراهن، من خــال التعاون مع اللجنة الأولمبية ووزارة الرياضــة في أفغانســتان. وختمت أصغري قائلة: “مــن الجيد أن يرى الرياضيون شخصا صغيرا في السن مثلهم يحاول مساعدتهم”.