Al-Quds Al-Arabi

«العين الكسولة» تؤثر على وظائف الدماغ

-

صحة أظهرت دراسة دولية حديثة، أن ضعف الرؤية أو ما يسمى بـ«العين الكســولة» في مرحلة الطفولة، يمكن أن يؤثر على تطور وظائف بالدماغ مســؤولة عن مهام مثل الاهتمام.

الدراســة قادهــا باحثــون بجامعــة واترلــو الكنديــة، بالتعــاون مــع باحثــن مــن جامعتي “كولومبيا” البريطانيـ­ـة و”أوكلاند” في نيوزيلندا، ونشــروا نتائجها، في دوريــة Investigat­ive( ) ‪Ophthalmol­ogy & Visual Science‬ العلمية.

وتشــير العــن الكســولة إلى انجــراف أو عدم الاصطفاف والمحــاذا­ة للعين، وعادة مــا يكون هذا مظهر من مظاهر ضعــف الرؤية، حيث تتعرض عين واحدة لفقدان البصر بشكل كبير.

وتتمثل الأعراض الأكثر شــيوعًا للعين الكسولة، في انجراف وانحراف وعدم استقامة العين، ويمكن أن تســبب مشــاكل خطيرة في الرؤيــة منها فقدان سريع لقوة البصر، وفقدان الرؤية بالعينين، وزيادة خطر فقدان البصر للعين الأقوى.

ويعتبــر الحــول الســبب الأكثر شــيوعًا للعين الكســولة، فعندما تكون عضلات العــن غير قادرة على تحقيــق المواءمة والمحاذاة بين العينين بشــكل صحيح، وخصوصًــا خلال تطور المرض، فإن الدماغ يتلقى صورة مختلفة من كل عين.

ويتــم حل هذا الارتباك من خــال تجاهل صورة واحدة من صور الدماغ، وهــذا يترك العين لا تعمل، كما يجعل منطقة الدماغ المقابلة معطلة.

وللوصول إلى نتائج الدراســة، طلب الباحثون من مجموعة مــن الأطفال الذين يعانــون من العين الكســولة النظــر إلــى مجموعة محددة مــن نقاط التشــتت التي تتحــرك علــى شاشــة الكمبيوتر، وقارنوهم بمجموعة أخرى لا تعاني من مشــاكل في الرؤية خضعوا لنفس الاختبار.

ووجد الباحثــون أن الأطفال الذيــن لا يعانون من مشــاكل في الرؤية تغلبوا على تشتيت الانتباه وتتبعوا النقــاط المتحركة بنجاح، فيمــا لم يتمكن المرضى الذين يعانون من العين الكسولة من توجيه انتباههم إلى النقاط المستهدفة.

وحسب الدراسة، فإن أحد الأسباب الكامنة وراء ضعف الرؤية لدى بعض الأشــخاص الذين يعانون من العين الكسولة يرجع إلى كيفية قيام الدماغ بقمع العين.

وأضافت أن العين الكسولة غالبا ما تظل مفتوحة، رغم أن الشــبكية في صحة جيدة وترسل المعلومات إلى الدمــاغ، إلا أن هذه المعلومات لا تصل إلى الوعي لأن الدماغ يختار عدم استخدامها.

وقال بن تومسون، الأســتاذ في كلية البصريات وعلوم الرؤيــة بجامعــة واترلــو: “إن العلاجات الحالية للعين الكســولة تســتهدف في المقام الأول المراحل المبكرة من المعالجة البصرية داخل الدماغ”.

وأضــاف أن “نتائــج هــذه الدراســة تظهر أن العلاجات الجديدة يجب أن تستهدف أيضًا وظائف أخرى في الدماغ مثل الاهتمام، وهذا ما يجب أن تركز عليه العلاجات المستقبلية للعين الكسولة”.

ووفقا للدراسة، فإن حوالي 35 ألف كندي يمثلون حوالي 1 فــي المئة من الســكان يعانــون من العين الكســولة، ويمكن تصحيح ومعالجة هذه الحالة في مرحلة الطفولة. )الأناضول(

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom