Al-Quds Al-Arabi

قذائف من «المنطقة العازلة» حول إدلب السورية ومصير الاتفاق الروسي ـ التركي على المحك

الجعفري في دمشق وسيلتقي الأسد... وملفا «الأكراد» و«شرق الفرات» في الصدارة

- دمشق ـ «القدس العربي» من كامل صقر ووكالات:

يقــوم وزيــر الخارجيــة العراقــي ابراهيم الجعفري والذي وصل الى دمشق بزيارة رسمية تســتمر ليومين. وقالت مصادر سياسية سورية لـ «القدس العربي» إن الجعفري ســيناقش مع المسؤولين السوريين المســألة الكردية ومناطق شــرقي الفرات الســورية واحتمــالا­ت توجه الأكراد هناك إلى خطــوة انفصالية مدعومة من واشنطن.

هــذه الزيــارة للوزيــر العراقــي تأتي بعد تصريحــات جديدة لوزير الخارجية الروســي ســيرغي لافروف قــال فيهــا إن محافظة إدلب ليست هي آخر المناطق المتأزمة وهناك مساحات شاســعة من الأراضي السورية شــرق الفرات تشهد أحداثاً مرفوضة، وأضاف لافروف: تسعى الولايات المتحدة بواســطة حلفائها الســوريين وبالدرجــة الأولــى الأكــراد لاســتخدام هذه الأراضي بهدف تأسيس دويلة غير شرعية.

وتابــع لافروف: تحــاول الولايــات المتحدة بشــكل غير شــرعي تأســيس دويلة على هذه المساحات وتحاول فعل أي شيء لإيجاد ظروف ملائمة لاستمرار وجود حلفائها وتشكل هيئات ســلطة بديلــة عن هيئات الســلطة الشــرعية للجمهورية العربية السورية.

لدى موسكو معلومات

هذه التصريحات الحادة والصريحة للوزير لافــروف توحي بأن لــدى موســكو معلومات مؤكدة عن نية واشــنطن دفع الأكراد في شرقي الفرات للقيــام بخطوة انفصالية معلَنة، يُضيف المصدر السياسي الذي قال أيضاً إنه يجب علينا أن نتذكر تصريحات ســابقة لمبعــوث الرئيس الأمريكي إلى ســوريا جيمس جيفري التي أشار فيها إلى مضاعفة واشــنطن عدد دبلوماســي­يها في مناطق شــرقي الفرات، وتابع المصدر: علينا أن نواجه المســاعي الأمريكية الرامية لتقســيم سوريا وهذا ســيتم بالتعاون مع الدول الحليفة ومن بينهــا العراق ولذلك فإن المســألة الكردية ستكون واحداً من الملفات الهامة في أجندة زيارة وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري.

وكان جيمــس جيفــري قال فــي تصريحات له قبل أيام عدة أن الديبلوماس­ــيين الأمريكيين موجودون على الأرض في ســوريا، وأن عددهم ارتفع إلى الضعف». وقــال جيفري: «مع تراجع العمليــات العســكرية، ســترون أن الجهــود الديبلوماس­ــية الآن تترســخ». وأضاف: نحن نساعد على تشــكيل مجالس محلية للأهالي في المناطق التي اســتُعيدت من داعش، ثم ننشــئ قــوى محلية أمنيــة تراعي التنــوع الإثني لكي تدافع عن المدنيين. وســيلتقي الوزير الجعفري الرئيس السوري بشــار الأسد وكبار المسؤولين السوريين.

ميدانيــاً جرى قصــف بقذائف الهــاون ليل السبت الأحد بحســب المرصد السوري لحقوق الإنســان من المنطقــة العازلة حــول إدلب على مناطق ســيطرة النظام السوري في ريف حلب الغربي وريف حماة الشــمالي، مــا يهدد مصير الاتفــاق الروســي التركي حول نزع الســاح الثقيل عشــية اســتحقاق هام لمصير آخر أبرز معاقل المعارضة وهيئة تحرير الشام.

ويأتــي ذلك بعد أيام من الإعلان عن ســحب الأســلحة الثقيلة مــن المنطقة العازلــة، تنفيذا للاتفاق التركي الروسي الذي تم التوصل إليه في سوتشي في 17 أيلول/سبتمبر لتجنيب محافظة إدلب هجوما واســع النطاق للنظام الســوري. وأكــد مدير المرصــد رامي عبد الرحمــن لوكالة فرانس برس «إنه أول خرق واضح للاتفاق منذ نزع السلاح الثقيل»، معتبراً أن هاتين المنطقتين يجب «أن تكونا خاليتين من السلاح الثقيل ومن ضمنها قذائف الهاون». وكان عبد الرحمن أعلن في 10 تشرين الأول/أكتوبر أنه «لم يتم رصد أي ســاح ثقيل في كامل المنطقة المنزوعة السلاح» المرتقبة فــي إدلــب ومحافظات حلــب وحماة واللاذقيــ­ة. وكانت تركيــا والفصائل المعارضة أكدت هــذه المعلومات. لكن عبد الرحمن أشــار مساء الســبت إلى أن الفصائل المسلحة «أطلقت عدة قذائــف على معســكر للنظام فــي منطقة جورين فــي ريف حماة أدت الــى مقتل جنديين سوريين، كما قصفت أيضاً أحياء في منطقة حلب من مواقعها فــي الريف الغربي، الــذي يقع في المنطقة العازلة». وتعذّر على عبد الرحمن تأكيد مــا إذا كان الجهاديون هم من أطلقوا القذائف أم الفصائل المعارضة.

انسحابات

وتســيطر هيئة تحرير الشام )جبهة النصرة ســابقا قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة( وغيرها من الفصائل الجهادية على أكثر من ثلثي المنطقة العازلة المرتقبة، وعلى نحو 60 بالمئة من محافظة إدلب. وتنتشر فصائل ينضوي معظمها في إطــار «الجبهة الوطنية للتحريــر» في بقية المناطق، بينما وتنتشــر قوات النظام في الريف الجنوبي الشــرقي. وأفاد مراسل فرانس برس في غرب حلــب أن هذه المنطقة شــهدت إطلاق قذائف هــاون بعد أيــام من الهــدوء. وأفادت صحيفة الوطن الســورية المواليــة للنظام بأن «خطوط التماس في ريف حلب الغربي تشــهد إطلاق القذائف والصواريخ من الســاح الثقيل الذي يفترض أنه جرى ســحبه من المنطقة، على الأحياء الامنة .»

إلــى ذلك نقلت الصحيفة عــن مصدر ميداني قوله إن الجيش «وجه تحذيرات للإرهابيين في الريف الأخير وفي محافظة إدلب بالانســحا­ب من المنطقة منزوعة الســاح قبــل انقضاء المهلة المحددة وفق اتفاق سوتشي، وبأنه سيرد بحزم على أي اســتفزاز». ويؤكد محللون أن الالتزام بالمهلــة الثانية هــو الأكثر صعوبــة. ووصف نــوار أوليفر المحلل في مركز عمران للدراســات الاســترات­يجية ومقره تركيا قــرار هيئة تحرير الشــام بشــأن الالتزام باتفاق سوتشــي بأنه «الاختبار» الاصعب. وقــال أوليفر إنه في حال قررت الهيئــة تعطيل الاتفاق نكــون أمام خيار من اثنين: «إما أن تشــن تركيا والجبهة الوطنية للتحريــر هجوماً عســكرياً ضد هيئــة تحرير الشــام، وإما أن تغتنم روســيا الفرصة لدخول إدلب بمؤازرة قوات النظام وحلفائها».

 ??  ?? تحصينات لمقاتلي الجبهة الوطنية المعارضة جنوبي حلب كما بدت أمس
تحصينات لمقاتلي الجبهة الوطنية المعارضة جنوبي حلب كما بدت أمس

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom