Al-Quds Al-Arabi

ثمانية أفلام عربية تتنافس على أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية

- لوس أنجليس – «القدس العربي» من حسام عاصي:

نشــرت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأسبوع الماضي قائمة الأفلام التي ستشــارك في منافســة الأوسكار لأفضل فيلم بلغــة أجنبية في دورتها الواحدة والتســعين. وضمت القائمة ســبعة وثمانــن فيلما، بينهــا ثمانيةُ أفلام عربية.

أوســكار أفضل فيلم بلغة أجنبية تشــبه شــيئا ما كأس العالم لكــرة القدم، وذلك لأنهــا تلقى اهتمامــا أكبر خارج الولايــات المتحدة من داخلها. وأيضا لأن الأفلام المتنافســ­ة تمثل دولهــا المنتجة وليس مخرجيها، ويتــم اختيارها على يد لجان رســمية في هذه الدول، ترسلها للأكاديمية وتتكلف بالدعاية لها باعتبارها نافذة على حضاراتهم ومجتمعاتهم.

بعــد وصول كل أفلام الدول المتنافســ­ة، توزع بين ســت لجان مكونة مــن أعضــاء متطوعين مــن الأكاديمية، عادة يكونون أعضاء متقاعدين، ويقومون بمشاهدتها وبترشيح ســتة أفلام منها، بينما تضيف لجنة خاصة من المتخصصين بالأفلام الأجنبية ثلاثة أفلام أخرى. ثم تُعرض أفلام القائمة المصغرة التســعة أمام ثلاث لجان من مخرجين محترفين في لوس أنجليــس، نيويورك ولندن، من أجل اختيار خمســة أفلام لدخول المنافسة على جائزة الأوسكار.

أفلام الدول العربية في المنافسة

ثماني دول عربية تدخل المنافســة هذا العام بأفلام شارك معظمها في مهرجانات عالمية ومحلية وفاز بعضها بجوائزها.

مصر يمثلها فيلم أبو بكر شوقي «يوم الدين»، الذي رُشح للسعفة الذهبية في مهرجان كانّ السينمائي الأخير. ويدور حولَ رجل قبطي مريض بالجذام، تركَه والدُه في مستعمرة المرضى في طفولته للمعالجة ولم يرجع لاخراجه، وبعد وفاة زوجته ينطلق في رحلة عبرَ الاراضي المصرية بصحبة طفل يتيم، بحثا عن عائلته.

وتنافــس الجزائر بفيلم ياســمين الشــويخ «حتى آخر الزمن»، الذي يحكي قصة أرملة في الســبعين من عمرها تقع في حب حفار قبور ســبعيني أعزب عندما تلقاه لتطلب منه تحضيــر قبر لها بجانب قبــر اختها المتوفيــة. لكنها ترفض الزواج به.

بينمــا تشــارك تونس بفيلــم كوثر بن هنيــة «على كف عفريت»، الذي شــارك في منافســة «نظرة ما» في مهرجان كانّ الســينمائ­ي العام الماضي، وهو مســتلهم من قصة فتاة حقيقية تعرضت للاغتصاب من قبل شرطيين وعندما ذهبت الى مركز الشرطة للابلاغ عنهما، حاولوا اسكاتها بالتخويف والتهديد.

أما المغرب فيمثله فيلم نو الديــن الخماري «بيرن آوت»، الذي يسلط الضوء على ظواهر اجتماعية في الدار البيضاء من خلال طرح عدة شــخصيات من طبقات وفئات اجتماعية مختلفة تربطهــا علاقات متفاوتة مع بطلــه الغني التعيس والفاشل في كل مجالات الحياة.

ويمثل العراق فيلم محمد الدراجي، «الرحلة»، الذي حصل على عرضه الأول مــن مهرجان تورنتو الدولي للأفلام العام الماضي. الفيلم يســبر واقع المجتمع العراقي خلال الاحتلال الامريكي من خلال طرح قصة فتاة تعتزم تفجير نفســها في محطة قطار في يوم عيد الأضحى، وبعد احتكاكها مع الناس تتردد في تنفيذ العملية.

وتشارك فلسطين بفيلم رائد انضوني «اصطياد أشباح»، الذي فاز بجائزة «الدب الذهبي» لأفضل فيلم تســجيلي في مهرجان برلين السينمائي السادس والسبعين.

الفيلم يمزج الروائي بالتســجيل­ي في معالجته لموضوع معاملة الســجناء الفلســطين­يين في إســرائيل والذكريات الموجعة، التي لاحقتهم بعد خروجهم من زنزاناتهم.

فيما ينافس اليمــن بفيلم عمرو جمال «عشــرة أيام قبل الزفة»، الذي يعتبر أول فيلم يمني طويل، ويســبر العواقب الوخيمة للصراع الدائر في اليمن على المجتمع من خلال قصة شاب أرهقته الظروف الاقتصادية والاجتماعي­ة وحرمته من زواج حبيبته.

أما لبنان فيمثله فيلم نادين لبكي «كفر ناحوم»، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي الأخير.

الفيلم يسبرُ واقعَ الأطفالِ المشردينَ في الشوارعِ اللبنانيةِ وظاهرةَ الزواجِ المبكرِ للاناث، وحرمانَ الفقراءِ من تســجيلِ أطفالِهم رسميًا من خلالِ سردِ قصةِ طفلٍ لعائلةٍ فقيرةٍ يهربُ من بيتِه ويعيشُ في الشوارعِ بعد أن أجبرَ أهلُه أختَه الطفلةَ على الزواجِ من صاحبِ متجرٍ حارتهم.

امكانية ترشيح فيلم عربي

منذ تأسيس أوســكار أفضل فيلم بلغة أجنبية عام 1956، رشــحت لها ثمانية أفلام من دول عربية: أربعة من الجزائر وهي «زد» 1969() «الحفــل» 1985() «غبار الحياة» 1995() و»البلديــون» (2006(، وأثنان من فلســطين، «الجنة الآن» (2005( وعمر )2014( والأردني «ذيب» (2016( والمورايتا­ني «تمباكتــو» (2015( واللبناني «الاهانــة» (2018(. ولم يفز بها ســوى فيلم واحد، وهو الجزائري «زد» عام 1969، لكنه ناطق باللغة الفرنسية ويجســد أدواره ممثلون فرنسيون ومخرجه يوناني هو كوستا غارفاس.

كمــا أن أكاديمية فنون وعلوم الصــور المتحركة لم تعتبر الأربعة أفلام الجزائرية عربية لأنها لم تكن ناطقة بالعربية. لهــذا يبقى عــدد الأفلام العربية التي رُشــحت للأوســكار خمسة: من فلسطين، الأردن موريتانيا ولبنان.

هذا العام يبــدو أن «كفر ناحوم» أقــوى الأفلام العربية في معركة الأوســكار. لكنه سوف يواجه منافسة شرسة من أفلام أخرى نافســته في مهرجان كان الســينمائ­ي الأخير، مثل الياباني شــوبليفتي­رس، الذي فاز بالســعفة الذهبية، والبولندي «حرب باردة»، الــذي فاز بجائزة أفضل مخرج، والايطالــ­ي «دوغمــان»، الذي فــاز بجائــزة أفضل ممثل والبلجيكــ­ي «فتاة»، الذي فــاز بجائزة الكاميــرا الذهبية، فضلا عن الملحمة الألمانية «نيفير لوك أوي»، الذي عرض في مهرجان «فينسيا» الأخير.

لكن الحظوظ الأوفر تظل لتحفة المخرج المكســيكي الفونســو كــواران «رومــا»، الذي حصــد جائزة الأســد الذهبي في مهرجان فينســيا، وتجمــع التوقعــات فــي هوليــوود علــى أن أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية هــذا الموســم لن يفلت منه. المخرج محمد الدراجي وبوستر الفيلم «الرحلة»

 ??  ?? نادين لبكي والممثل زين الرفيعة
نادين لبكي والممثل زين الرفيعة
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom