Al-Quds Al-Arabi

معاناة البصرة تتواصل... وسدود إيران قللت من موارد العراق المائية

- بغداد ـ «القدس العربي»:

كشف النائب عن محافظة البصرة، أقصى جنوب العراق، فالح الخزعلي، أمس الاثنين، عــن وفــاة 90 شــخصا في إحــدى نواحي المحافظة بســبب تلوث الماء، فيمــا دعا إلى فصل وزارة الصحة عن البيئة.

وقال في مؤتمر صحافي عقــده في مبنى البرلمان، إن «المادة 33 من الدستور كفلت حق العيش للمواطنين في ظروف بيئية جيدة»، مبينا أن «نظرا لما تشهده البصرة من ظروف بيئية ســيئة ووفاة 90 شــخصا في ناحية عز الدين ســليم، وهي ناحية صغيرة جدا، تبين وجود تلــوث بالماء والهواء وهذا مثبت بإحصائيات رسمية».

وأضــاف: «تم جمــع تواقيــع بالــدورة الســابقة لإصدار قرار تنظيــف البصرة من المخلفــات الحربية التي ملأت مســافة مليار و300 مليــون متر مربع، مــا يجعل البصرة أسوء مدينة بيئية في العالم»، مشيرا إلى أن «على الحكومــة تخصيص المبالغ اللازمة في موازنة 2019 للمحافظة».

وطالب بـ«فصل وزارة الصحة عن البيئة نتيجة لزيــادة الأمراض والأمــاح»، داعيا إلى «اســتقلالي­ة وزارة البيئــة كي تتصدى للمخلفات البيئية والتلوث».

وتعيــش محافظــة البصــرة أوضاعــاً إجتماعية وإقتصادية وخدمية سيئة، إضافة إلى انتشار حالات التسمم بين أبنائها نتيجة لتلوث الهواء والمياه.

وكان مكتــب مفوضيــة حقوق الإنســان )مرتبطة بالبرلمان( في البصرة، كشــف أن مجمل المصابين في البصرة من جراء تســمم المياه بلــغ 111 ألفا، منتقــداً «دور الحكومة والوزارات المعنية في معالجة تلوث المياه في البصرة ،»

ويأتــي ارتفاع حــالات التســمم نتيجة انخفاض مناســيب المياه في شــط العرب، بســبب قلة الإطلاقات المائية لنهر دجلة من قبل تركيا وإيران.

وكشــف وزيــر المــوارد المائية، حســن الجنابي، أن «الســدود التــي أكملت بناءها جمهورية إيران الإســامية، قللت من موارد العراق المائية .»

وقال خلال محاضــرة حول الوضع المائي في البــاد نظمت في أربيــل، إن «جمهورية إيران الإســامية بدأت بإنشــاء سدود في أعالي الأنهار التي تأتي إلى العراق، وخاصة الزاب الأسفل ونهر ديالى.»

وعــرض خلال المحاضــرة صــوراً تظهر السدود الإيرانية، مشــيرا إلى «انجاز جزء كبير منها والأخرى تحت الانجاز»، موضحا أن «جميعها داخل الأراضي الإيرانية.»

وأوضح أن «العراق انجز آخر ســدٍ له في تلك المنطقة في خمســينيات القرن الماضي، وهو ســد دربندخان الذي بناه الملك فيصل الثانــي وافتتحــه عبــد الكريم قاســم عام 1956»، لافتــا إلى أن العراق ســبق جيرانه ببناء السدود بنحو خمسين عاماً.»

وأشار إلى أن «تلك السدود الإيرانية التي تبنى وبنيت ستســيطر على جميع إيرادتنا في دربندخــان، كما قللت إيرادتنا بنســبة كبيرة جدا»، موضحاً أن «الســدود الإيرانية صغيرة لكن عددها كثير ويجعلها وكأنها سد كبير .»

وأعلــن المديــر التنفيذي لشــركة إدارة الموارد المائيــة الإيرانية، محمــد رضا حاج رسولي، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، عن إنشــاء 109 ســدود مائية ضمن خطتها الخمسية بكلفة 150 تريليون ريال.

ويبلغ عــدد روافد نهر دجلة التي تنبع من إيران ســواء الموســمية منها أو الدائمة 30 رافدا، وتغــذي النهر بـــ 12٪ من وارداته المائيــة، وقامت إيــران بتحويل مســارات معظمها إلى داخل إيران وبنت ســدود عدة عليهــا مــن بينها خمســة ســدود على نهر الكارون.

وكانت حكومــة إقليم كردســتان، قالت ســابقا إن إيران «غيرت مجرى نهر الكارون بالكامــل، وأقامت ثلاثة ســدود كبيرة على نهر الكرخة، بعدما كان هذان النهران يمثلان مصدرين رئيســيين لمياه الإقليــم والعراق ككل .»

ويضع انخفاض منســوب الميــاه العراق أمام مشــكلة حقيقية، خصوصاً بعد أن ظهر تأثير تحويل إيران لمجرى الروافد على المدن والمناطــق المحيطة، ولاســيما البصرة التي شــهدت تظاهرات عارمة، بسبب أزمة نقص المياه وتلوثها وتردي الخدمات.

وأدى معدل الانخفاض في مناسيب المياه من تركيا وإيران إلى مخاوف في العراق من نقص كمية مياه نهر دجلة إلى نصف الكمية، بعد أن بدأت تركيا بتشغيل سد إليسو.

وارتفعت نسبة الملوحة )أو ما يعرف بالمد الملحي( الآتية من الخليج العربي إلى شمال نهر شــط العرب، وهو مصدر المياه الوحيد لمحافظة البصرة.

ويتكون شط العرب من التقاء نهري دجلة والفرات شــمالي محافظة البصرة، ونتيجة لقراري تركيا وإيران انخفض منسوب المياه في النهر، الأمر الذي سمح له بزيادة استقبال مياه الخليج العربي المالحة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom