وزيرا خارجية سوريا والعراق يعلنان قرب افتتاح معبر البوكمال
قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن ســورية يجب أن تمارس دورها العربي وأنها جاهزة للاستجابة لأي مبادرة عربية أو دولية دون أن يشــير إلــى طبيعة هكذا مبادرة وقــال المعلم: أي مبــادرة عربية أو دولية نحن نســتجيب لها وأضــاف المعلم خلال مؤتمر صحافي مشــترك مــع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري عقد في دمشــق أن الوزير الجعفــري كان أول من تحدث في المحفــل العربي عن ضرورة عودة ســوريا للجامعة وأضاف المعلــم: فهمت من الوزير الجعفــري كان هناك اســتغراب من العرب لحديثه لكنه اليوم يجد تشجيعاً من الدول التي كانت تعترض على ذلك. وكشف وزير الخارجيــة العراقي ابراهيــم الجعفري أنه طالب في لقاءاته العربية والأممية بضرورة عودة ســوريا للبيت العربي وأن ســوريا ليســت دخيلة بل عضو أساسي في العائلة العربية.
وحــول ملف الاكــراد اعتبــر المعلم، أن الفيدرالية مخالفة للدســتور الحالي، وأن النظام يهدف للســيطرة على كامل التراب الســوري. جاء ذلك في المؤتمــر الصحافي مع الجعفري، نقلته وكالة «ســانا» التابعة للنظــام. قال المعلــم إن كل الاجراءات التي يتخذها الأكراد في شرقي الفرات هي مجرد حرب نفســية لا نقيم لها وزناً ولا نهتم بها، وأضاف أن بــاده لا تهتم حتــى بالقواعد الأمريكية الموجودة هناك وكشــف المعلم أن الهدف التالي بالنســبة للحكومة السورية بعد إدلب هي منطقة شــرق الفرات. وقال: شــرق الفرات موضوع حيوي ولا يمكن أن نتنازل عنه، بكل صدق بعد أدلب هدفنا شرق الفرات. وحذّر المعلم الأكراد من الاســتمرار في العيــش بالوهم الأمريكــي وقال: على الاكراد ان يقــرروا ماذا يريدون ولكن تحت شعار عودة كل الأراضي للسيادة السورية، اذا ارادوا الحوار فهو على أســس واضحة تستند للدستور ورداً على سؤال ما إذا كان سيحصل تفاهم روســي تركي ايراني نحو عملية عسكرية مشــتركة في شرق الفرات، قال المعلم: مازلنا نعتبــر تركيا دولة غازية محتلة ولن تكون قواتنا السورية الى جانب القوات التركية في قتل شعبنا الكردي.
وحول سعي الطرفين السوري والعراقي لافتتاح المعابر بينهمــا أعلن المعلم ونظيره الجعفري أن عمليــة افتتاح معبر البوكمال، المعروف من الجهة العراقيــة بالقائم باتت «وشــيكة»، في موقــف تزامن مــع افتتاح معبري القنيطــرة مع الجــولان المحتل من اســرائيل ونصيب مــع الأردن. وقال المعلم خــال مؤتمر صحافــي مشــترك عقده مع نظيــره العراقي في دمشــق «ننظر الآن في مصلحة الشعبين الســوري والعراقي لفتح معبــر البوكمال.. في أقــرب وقت». وتربط ثلاثة معابر بين البلديــن، أبرزها البوكمال وهو المعبــر الوحيــد الذي تســيطر عليه القــوات الحكومية من الجهة الســورية في الوقت الراهــن. وقال الجعفــري إن عملية افتتاح المعابر بين البلدين «ستكون وشيكة وإن أخذت بعض الوقت». وشــدد على أنه «لا يوجد ثمة مــا يبرر التلكــؤ والتأخير،» موضحاً أن «المعابر بالنسبة لنا ليست معابر جغرافية فقط بــل تحمل معالــم حضارية واقتصادية وسياسية وحتى ديموغرافية.» وتابع «لذلك الجهــود صبت وما تزال تصب من أجل فتح هذه المعابر التي تدر الخير على البلدين .»
وقبل اندلاع النزاع في ســوريا في العام 2011، شكل معبر البوكمال ممراً استراتيجياً بين البلدين قبل ســيطرة فصائل معارضة عليه ثم جبهــة النصرة التــي باتت تعرف باســم هيئة تحرير الشــام بعــد اعلان فك ارتباطها عــن تنظيم القاعــدة. وفي العام 2014، بــات المعبــر تحت ســيطرة تنظيم الدولة الاسلامية الذي أعلن إقامة «الخلافة الاســامية» على مناطق واسعة في العراق وســوريا قبل أن تتقلص سيطرته تدريجياً ويتم طرده من المنطقة أواخر العام 2017.
ويربــط بين ســوريا والعــراق معبران آخران هما معبر اليعربية )الربيعة من جهة العراق( في محافظة الحســكة )شرق( وهو تحت ســيطرة المقاتلين الأكــراد. اما المعبر الثاني فهو التنف )الوليد من جهة العراق(. يقع جنوب دير الزور )شــرق(، وتســيطر عليــه قوات مــن التحالف الدولــي بقيادة أميركيــة مع فصائل معارضــة تدعمها، منذ طرد تنظيم الدولة الاسلامية منه.